logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

ولا يستطيب العيش إلا المسامح..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > ولا يستطيب العيش إلا المسامح..! حمد بن عبدالله القاضي

ولا يستطيب العيش إلا المسامح..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

** صدق هذا الحكيم ورب كاتب هذه السطور.

 

التسامح قد يأتي بشيء من الألم عند الإقدام عليه؛ لأن من المؤكد أن فيه شيئاً من التنازل، لكنه في النهاية هو شُجاعة لا يقدر عليها إلا ذوو القلوب الكبيرة الذين يستشرفون أن يعيشوا حياتهم بارتياح دون هاجس الكراهية أو قلق الانتقام..!!

 

لكمْ شدتني هذه الكلمة الجميلة التي دُوِّنت في كتاب جميل من إصدارات (المعرفة) أسمته (التسامح: القوية المنسية) وجاء في هذه الكلمة: (التسامح يأتي من الشق الملائكي في الإنسان والانتقام يأتي من الشق الشيطاني في الإنسان!

 

إذا أراد كل واحد منا أن يعرف هل هو شخصية تسامحية أم لا، فليبحث أيهما أقوى في نفسه الصورة الملائكية أم الصورة الشيطانية؟).

 

الكبار هم الذين يعرفون قيمة التسامح ويتعاملون ويعملون مع هذه القيمة القيّمة، رُوي عن العالم الرَّباني الشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله – إنه سمع فلاناً من الناس تناوله واغتابه بسبب خطبة ألقاها.. فما كان منه – رحمه الله – إلا أن ذهب إلى منزل هذا الذي اغتابه وكان الموسم موسم نضوج التمر وأهداه وعاءً مملوءاً بأطيب أنواع التمر، قائلاً: (لقد أهديتني من أغلى ما تملكه وهو حسناتك فلم أجد أن أواجه معروفك إلا بهذه الهدية)!!.

 

الله..

يا لهذا القلب الكبير

يا لهذه الأريحية..

 

إن المعتاد أن من وقع عليه الاغتياب أنه يغضب ويسب الإنسان الذي اغتابه لكن أن يواجه هذا العالم غيبة هذا الرجل بفعل التسامح بإنماء الخير عنده، وربما زرع الندم على ما قام به لكيلا يعود إلى فعلته فهذا هو العمل الذي لا يستطيعه ولا يقدر عليه إلا ذوو الهمم العالية والقلوب الندية والنفوس المطمئنة.

 

ما أحوجنا إلى تعلم ثقافة التسامح واجتراح فعله المضيء في زمن كلُّ ما فيه يحرِّض على الانتقام ويفخِّخ أجمل العلاقات بين الناس.

 

إذا عافاك أغناك..!

 

** هذه العبارة البسيطة والصادقة سمعتها من فم (صاحب تاكسي) نقلني قبل عدة أيام من مطار الدمام إلى مدينة الخبر.

 

كانت عبارته هذه جواباً على سؤالي عن: أحواله المادية فكان جوابه المورق قناعة وطمأنينة: (إذا عافاك أغناك) وقد صدق، فأنت عندما تكون صحيحاً فأنت تملك أكبر ثروة، وعندما تفقد صحتك فأنت عندها في أفقر حالة!.

 

(إذا عافاك أغناك)!

 

وهذا صحيح فأنت إذا كنت مرتدياً ثوب العافية تستطيع أن تنطلق في دروب الحياة تعمل وتكد وتبحث عن الرزق!.

 

أروي قصة معبرة عن رجل شكا إلى صديق له أوضاعه المالية، فال له الصديق: إن هناك ثرياً يريد أن تتبرع له بإحدى كليتيك، وسوف يعطيك مقابل هذه الكلية مبلغاً مقداره (100) ألف ريال، لكن الشاكي رفض العرض ثم جاءه صديقه في اليوم التالي يفيده أن طالب الكلية سوف يعطيه مبلغاً مقداره (500) ألف ريال ورفض، وجاءه في اليوم الثالث يفيده أن الثري المحتاج للكلية رفع المبلغ إلى (مليون) ريال، ولكنه رفض أيضاً، فقال الرجل لصديقه المشتكي: (ما شاء الله أراك تملك الملايين وتريد المزيد)، فقال: (أبداً ليس لدي ملايين فأنا ليس لدي سوى بيتي)، فقال له: بل لديك العشرات فهذه كليتك بمليون ريال وماذا عن كبدك، ويدك ورجلك وعيونك وبقية أعضائك إنها عشرات الملايين فأحمد الله!.

 

وصمت الشاكي راضياً مقتنعاً وحقاً – كما قال الحكيم صاحب التاكسي: (إذا عافاك أغناك)!.

***

آخر الجداول
 

** للشاعر سليمان العيسى:

((حسْب لحن ينتهي في وتري

أنه في صدر غيري يبدأ))