logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

وبرا بوالدتي .!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > وبرا بوالدتي .! حمد بن عبدالله القاضي

وبرا بوالدتي .!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                         

 

 

 

وبرا بوالدتي .!

 

هي شهد الرحيق بعد لظى الحريق.

 

هي التي ترويك بعد أن يلهب دواخلك ظمأ الدنيا.

 

إنها، الإنسان الوحيد الذي يهبك حنان الوجود عندما تحيط بك قسوته دون أن تنتظر منك عطاءً ولا شكور إنها، التي لا تخذلك أبداً حتى عندما يخذلك قريب الناس وبعيدهم إنها، هي التي تحرِّضك على فعل كل شيء جميل ليس من أجلها، بل من أجلك أنت وحدك إنها هي التي تفيض عليك دعواتها فتجعل الطمأنينة «تسيّج قلبك فتحسّ بالراحة والأمان تأملوا معي هذه القصة، لتدركوا كم هي رحمة الأم بسعة الدنيا، وكم هو إيثارها فلذة كبدها حتى على نفسها.

 

«جاء رجل في العصر العباسي إلى بيت امرأة، وطرق بابها وطالبها برد «دين» عليها فأبدت المرأة قلة ذات يدها، فغضب عليها الدائن، وضربها وانصرف، وجاء إليها مرة أخرى ففتح له الباب ابنها وسأله عن أمه، وقال له:

 

إنها خرجت إلى السوق وظن الرجل بالابن الكذب فضربه على كتفه ضرباً غير مبرح، وإذا بأمه تأتي في هذه اللحظة، وقد رأت الرجل يضرب ابنها.

 

فبكت بكاء شديداً، فقال لها الرجل فيما يشبه الاعتذار:

 

لقد ضربته ضرباً خفيفاً، فلماذا تبكين وقد ضربتك بالأمس ضربا مبرحاً ولم تبك، فأجابت الأم أو أجاب قلبها:

 

«بالأمس ضربتً جلدي، واليوم ضربت كبدي»، فتأثر الرجل الدائن، وعفا عنها، وأقسم ألا يطالبها بالدين الذي عليها بعد اليوم.

 

***

 

حسبك أن تلفظ كلمة «الأم !. »

 

فيزهر على فمك شجر الورد، وينداح في قلبك ندى الحنو والأمان.

 

حسبك عندما تعزفها بشفتيك أن يحلق على مدائنك جناح الحنان أما عندما يصدح الطفل أو يصرخ: «ماما».

 

عندها .. وعندها فقط تتعطل لغة الكلام..

 

أيتها الأم:

 

يا من بحضورها يزهر الندى وبغيابها يقيم الجفاف يا من تحترقين ألماً بين أضلاعك، وتورقين أملاً في قلوب بنيك.

 

يا ساكبة الدعوات التي تزرع سنابل السكينة في فلذات أكبادها، وتنزع بكلماتها سنابك القلق من بيادر نفوسهم.

 

تُرى..!

 

هل ينقضي الحديث عن الأم، وهي التي عندما يمر اسمها على الشفاه تعبق فرحاً .. وعندما يلامس حنانها حنايا القلب يفيض بشراً، وعندما يعبر خيالها أحداق العيون تضحي الدنيا حدائق من السرور لتقتربوا من أمهاتكم قبل أن يرحلن عنكم أو ترحلون عنها قسراً.

 

وأخفضوا لهنَّ جناح الذل من الرحمة.

 

ليحفظ الله كل أم على قيد الحياة، وليملأ قلوب أبنائها وبناتها حنوّاً وبراً بها.

 

وليرحم الله كل أم انتقلت إلى جوار ربها، وليلطف الله بها كما لطفت بهم وانسكب قلبها حنانا على أبنائها، وليجبر  كسر كل مكلوم – كبيراً أو صغيراً – برحيل نبع محبته، وليعوضه عن دعواتها الصادقات التي ترفعها من ضفاف خافقها إلى عنان السماء.