11
فبراير
الهدر والراحل السميط وقصة الفقيرة: التي ليس لديها لباس يسترها
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
رغم أنني سمعت هذه القصة منذ أكثر من عشر سنوات بمحاضرة للإنسان الراحل المناضل عبدالرحمن السميط، من أجل توفير عيش كريم وتعليم وتطبيب لإخوته وأخواته بأفريقيا عليه رحمة الله.
أقول رغم أنني سمعتها منذ مدة طويلة فلا أزال أتذكر وأتأثر كلما ذكرتها، ودوماً يحرك شجونها قلبي عندما أرى ما يصدم بصري وإحساسي، عندما أرى النزف والهدر حتى الآن رغم بداية تغير الأوضاع الاقتصادية لدينا.
هذه القصة التي رواها الراحل بصوته بتهدُّج شديد وذلك بمحاضرة في مركز الملك فيصل للبحوث بالرياض، وهو يروي في إحدى زياراته لإحدى الدول الإفريقية الفقيرة.
فقد كانوا بالصحراء وفد بالقرب من إحدى القرى المعدمة، وبدأ هو ومن معه يطبخون الطعام لأهل هذه القرية وبدؤوا وهم قد أنهكهم الجوع يتقاطرون عليهم، وكانوا يعطون كل شخص وجبة واحدة ولا يستطيعون أكثر من ذلك.
يقول الشيخ السميط: جاء رجل منتصف الليل بلباس بسيط متواضع جداً فأعطيناه وجبته وقال ستأتي زوجتي بعدي لتأخذ نصيبها، فقلنا لماذا لم تأت معك في هذا الليل ولم يجب، بل بكى قلنا سلامات لماذا تبكي ونحن فقط سألناك عنها؟
قال: هي تنتظرني بغرفة الصفيح حتى أعود إليها وأعطيها بعض ما ألبسه فليس لديها لباس كاف يسترها كامرأة حتى تخرج وتأتي لكم!
يا رب رحماك بها وبكل إخوتنا المعدمين والمعدمات بهذه الدنيا
يا رب رحماك بنا على هدرنا وإسرافنا وعدم ترشيدها
يا رب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا: بدءاً من وضع عجلان لصحون المفاطيح والحواشي ومروراً بشحن السيارات بأكوام الأرز بعد العزائم.
وأخيراً بالهدر بحفلات ومناسبات الزواج الرجالية والنسائية.
***
(2)
«؟هل نكلف الأيام فوق طباعها»