16
فبراير
🌴عنيزة: مغانٍ هي التاريخ والعمر والهوى!
🌱حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
أتذكر..!
أتذكري ذلك البيت الطيني الذي قضيت فيه صباي وبعضاً من شبابي.
أتذكر تلك المدرسة الابتدائية التي قضيت فيها – مع أترابي- سنوات من أندى سنوات عمري.
أستعيد ذلك (السوق المسقوف) الذي كم لعبت فيه.. وركضت وضحكت حتى خلت أنه ليس للحزن وجود في هذه الدنيا..!
الله..
يا تلك الأيام..
إنها أندى أيام العمر وأبهاها..
الله..
يا هاتيك السنين..!
لقد كانت أجمل مما أظن وأحلى مما أتوقع..
كيف رحلت من خاطري؟
وكيف غابت عن صفحة عيني ووارتها غيوم الحاضر..! حتى رسومها وآثارها المادية توارت واختفت.. وقضى عليها معول المدينة أو التطور أو الحضارة.. سمه ما شئت.!
لكم ظللت أستعيد وأتغنى بقصيدة الشاعر المرحوم عبدالعزيز المسلم عندما زار مدينته ومدينتنا الوادعة (عنيزة) ووجد بيته الطيني وقد هد، وسوقه المسقوف وقد صار شارعاً، ومدرسته بجدرانها البسيطة أصبحت غابة من الأسمنت..!
لقد أرسل دمعة وأنشد قلبه قصيدة مؤثرة.. يقول فيها:
مغان الصبا تهوي عليها المعاول
أضاق الفضا: حتى تراع الأوائل
أأنسى؟ ومن ينسى صباه حياته
ربيع الفتى ما عاشه وهو جاهل
فذي (قبة) كنا نلوذ بظلها
نناغي حصاها سقفها ونساءل
وذي (نخلة) كنا نطوف بجذعها
ونرشقها (النباط) وهي تغازل
وذا (مجلس) طافت به أمسياتنا
روافل من أعراسنا وحوافل
وذا (مسجد) ضجت به نغماتنا
بآي المثاني صاخبات رواتل
وذي (دارنا) ذات الشموخ جدارها
يحاكي رفيعات الذرى ويطاول
مغان هي التاريخ والعمر والهوى
أفي غمضة تقضي عليها المعاول؟
وبعد..
إنها ليست مغانيك وحدك – أيها الشاعر – بل مغاني ومنازل كاتب هذه السطور التي يذكرها فيعاوده الحنين إليها ويذكرها فيشتعل شوقه إلى صباه وطفولته.
إنها مغان هي التاريخ والعمر والهوى
وكفى..!
***
مرافئ صغيرة