logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

علماؤنا وسماحة الإسلام..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > علماؤنا وسماحة الإسلام..! حمد بن عبدالله القاضي

علماؤنا وسماحة الإسلام..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

** نحن أحوج ما نكون في هذه الفترة إلى تبيان سماحة الإسلام بعد أن تداعت علينا الأمم وتكالبت علينا الحروب العسكرية والفكرية التي تستهدف ثوابتنا وأرضنا وشعوبنا ومناهجنا..!

 

وتبيان سماحة الإسلام منوط بنا جميعاً عبر أقوالنا وأعمالنا ولكن الأمر يتجه بخاصة إلى علمائنا الأجلاء أكثر من غيرهم.

 

ولن أدخل في تنظيرات أو تفصيلات حول الموضوع، ولكني فقط أشير إلى قواعد شرعية وردت بالقرآن الكريم وبصحيح حديث الرسول صلى الله عليه، ففي القرآن الكريم جاءت الآيات الكريمة التي ترسخ سماحة الإسلام ومنهج التيسير على الناس، والتبشير بالدين بدلاً من التنفير منه.

 

فالله يقول: (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ..) سورة الحج(آية 78)، ويقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…) سورة التغابن (آية 16)، ويقول: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ…) سورة المائدة(آية 77)، وما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم "بشروا ولا تنفروا"، وقوله "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق".

 

***

 

** وأتوقف هنا عند مواقف تجسد سماحة الإسلام لأحد علمائنا الكبار الذين رحلوا عن ديارنا وقد انطلق في هذه المواقف – رحمه الله – من سماحة الإسلام ويسره ومراعاته للظروف وكان يختم كل مواقفه بالقاعدة القرآنية (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…) سورة التغابن (آية 16).

 

هذه المواقف للشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – والذي ما أشد حاجتنا إليه علماً وعقلاً وإلى أمثاله في هذه الفترة، أذكر هنا مواقف مؤثرة لفضيلته وهو من هو في سعة علمه، وورعه، واجتهاده، وقد كان منطلقه – رحمه الله – في مواقفه السمحة هذه قول الله تعالي: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…) سورة التغابن (آية 16)..!

 

** أول هذه المواقف لمسته منه شخصياً – رحمه الله – إذ أذكر أننا نشرنا في أحد أعداد "المجلة العربية" موضوعاً لفضيلته يتعلق بالمرأة، وظهر مع المقال صورة رسم امرأة فاتصل بي – رحمه الله – عاتباً ومعترضاً، وعندما تحاورت معه حول الموضوع وشرحت له الظروف حول نشر الصورة مع المقال ما كان منه – رحمه الله – إلا أن طلب مني – بحنو – عدم تكرار ذلك وأوصاني في نهاية حديثة معي بقوله تعالي: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…) سورة التغابن (آية 16)، ثم علم أنني أتحدث إليه وأنا في سفر خارج المملكة فأوصاني بتقوى الله والدعاء له من منطلق أن المسافر مستجاب الدعوة –رحمه الله-.

 

** الموقف الثاني موقف هو الآخر يحمل الكثير من السماحة ومراعاة الأحوال ورغم أنه في هذا الموقف لم يتنازل عن رأيه لكنه طبقه على نفسه عندما رأى صعوبة تطبيق رأيه الذي يؤمن به على الآخرين.. هذا الموقف المؤثر رواه الصديق د/عبدالله الشمري عميد كلية طب الأسنان السابق حيث روى: أن الشيخ – رحمه الله – كان يراجع عيادته لعلاج أسنانه وعندما جاء – رحمه الله – وجلس على الكرسي كانت عنده ممرضة تساعده في العمل فيما يطلبه منها، وعندها التفت إليه الشيخ قائلاً: "لعلكم تأتون بممرض رجل" فقلت له" "يا شيخ إن هذه الممرضة هي التي تعمل معي بالعيادة "ومتعودة" على العمل" فما كان منه – رحمه الله – وبكل هدوء إلا أن غطى عينه بغترته وفتح فمه وقال: "توكل على الله". رحمه الله رحمة واسعة.

 

** بعد هذه المواقف لا أستطيع أن أقول شيئاً.. إنها نماذج تكشف عن سماحة الإسلام، وإدراك علمائه الأجلاء لذلك، كما أن مثل هذه المواقف تجسد حرص الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – على تبيان سماحة الإسلام من جانب وعلى التثبت من كل موضوع ينقل إليه، ثم يباشر هو الموضوع بنفسه أو يتصل أو يزور المعنى بالأمر قبل أن يبدي رأياً أو يصدر فتوى، وما أحوجنا إلى مثل هذا المنهج من التثبت من أجل خدمة إسلامنا وإبراز وسطيته وعدله.

 

إن الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – انطلق في مواقفه هذه من منهج "سماحة الإسلام" في التأني في إصدار الرأي، وأن الله لم يجعل علينا في الدين من حرج – كما ورد في كتاب الله.

 

إننا بمثل هذا الفهم لديننا الإسلامي منا ومن علمائنا ومن دعاتنا نعطي أنصع الصور عن الإسلام البعيد عن الغلو والتطرف والإرهاب ونجعل الناس يقبلون عليه فيدخلون فيه أفواجاً.

 

ونجعل من جانب آخر شبابنا الذين تتقاذفهم "المغريات" و"المثبطات" من كل جانب يتمسكون بدينهم عن قناعة تامة ويلتزمون بتعاليمه بدلاً من أن ينفروا منه.

 

حفظ الله هذا الدين ووفق علماءنا وأبناء والإسلام عامة لتبيان سماحته، والتمسك بمنهجه الحكيم.

 

***

  

**آخر المرافئ
 

 

قال الشاعر:

((هنا عطر أمي: ريحها وبخورها ؟

                        وكل حكاياها تداعبني هنا

هنا نبضات نائمات بأضلعي ؟

                      هنا ذكريات العمر أحيا بها أنا))