logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

**هل يرحل الحب القديم

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > **هل يرحل الحب القديم حمد بن عبدالله القاضي

**هل يرحل الحب القديم

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

** معظم القرّاء يريدون من الكاتب الحديث عن همومه اليومية من (أمور المعيشة، وزحام المرور وحتى حفريات الشوارع)، وهذا من حقهم.

 

لكن قد يكون من الجميل أن يحلّق الكاتب – أحياناً – بقارئه في فضاءات من الجمال والحب والشعر والخيال – وبعض الخيال أحلى من الواقع – ألم يقل ذلك الشاعر الجميل (وإن حديث الحب أحلى من الحب)!.

 

ولعل في هذا النوع من الكتابة – ضرباً من (التحميض)،- كما يطلق عليه معالي د.عبدالعزيز الخويطر عندما يبتعد عن موضوعه الذي يكتب فيه إلى معلومة أخرى، أو قصة طريفة ثم يعود بأدراج قلمه إلى موضوعه الأساس!

 

 

*** 

 

** أكتب هذه المقدمة وقد قرأت – باستمتاع – مقالتين للكاتب المعروف!.

 

عبدالله خياط في (فجره) بصحيفة عكاظ تحت عنوان (لم تزل ليلى بعيني طفلة) نقل فيها قراءه وقارئاته – وهو الأديب العاشق للكلمة الشاعرة – إلى ذلك العالم الساحر الآسر (عالم الحب) نئياً بهم عن هموم هذا الزمان (المعتل الآخر) كما أطلق عليه أحد الأدباء.

 

أ. خياط كان بروحه التي لم تشخ بقلمه الذي ما زال شاباً يتحاور في مقالتيه مع الكاتبة د.عزيزة المانع فيما كتبته في (أفيائها) بـ(عكاظ) بمقالة تفيض صدقاً وجمالاً تحت عنوان (الحب القديم).

 

وقد نقلت الكاتبة (العزيزة) في هذا المقال رأياً لصديقتها حول (موت الحب القديم) وجسدت رأيها بقولها: (فعندما يمر الزمن على الحب فيتلفه هو لا محالة سيولد لنا حباً غيره، لكنا نحن الذين في بعض الأحيان نرفض هذا ونظل نتمسك بشيء تلف ومضي، نحن الذين لا نمنح أنفسنا فرصة لحب جديد، ونصر على أن نحصر الحب على زمن معين لا حب بعده؟).

 

وأ. خياط رأى عكس ذلك مؤكداً أن الحب لا يهرم.

وما أجمل وأندى هذا الخلاف.

 

وليت الكتاب والكاتبات، بل ليت كلّ الناس، تكون اختلافاتهم في دروب الحب والعواطف الرقيقة، وليس اختلافهم عبر سبل العنف والقسوة التي تحط برحالهم في عوالم الكراهية والحروب.!

 

وكاتب السطور يميل إلى رأي أ.خياط وإلى رأي الكاتبة الكريمة التي لم تتفق مع رأي صديقتها الغريب!.

 

إن (الحب القديم) يبقى ويرسخ.. هو قد يخف هجيره لكنه لا ينطفئ وهجه.. قد تسقط بعض أوراقه الخضراء من شجرة القلب لكن يظل غصنه مورقاً، يسقيه رواء الوفاء ويشعله حنين الذكرى!.

 

إن المحب – حتى وإن تعمد الهجر – يظل قلبه مسكوناً بالحب، وتظل عينه متلفتة نحو الحبيب، ألم يقل الشاعر (الأحوص) في بيت أخاذ يخاطب من يحب:

 

     (وإنــي لأمنحك الصــــــدود وإنـنــــي

               قــسـمـاً إليك مع الصــدود لأمـيـل)

 

لكن لا يعني الوفاء للحب القديم إغلاق شباك القلب عن نسمة وجد رقيقة.. فأنا لست مع الشاعر العربي الذي يرى أن الحب لا يكون إلا للحبيب الأول لكن – بذات الاعتراض – لست مع (نزار) الذي أصدر قراره المتعسف بأن (الغرام الجديد يمحو القديما).

 

 

*** 

 

 

** إنّ الحب القديم سواء للإنسان أو المكان لا يمحوه حب جديد، وفضا القلب قادر على استيعاب أكثر من وردة حب، وأكثر من جدول حنين وأكثر من آهة عشق!.

 

إنّ العاشق يحب بقلبه لا بعينيه، ولهذا فهو يلغي حساب السنين، وآثار تعريتها على من يحب، ألم يقل الشاعر الهائم (وبالقلب لا بالعين يبصر ذو الحب).

 

المحب الصادق سواء عاش في عصر الحجر والجبال، أو في زمان الإنترنت والرخام.. يبقى هذا المحب قادراً على الحب، عاجزاً عن ممارسة الكراهية تجاه أي شخص أو أي شيء.. فكيف يمارس ذلك تجاه حب سكن جوارحه ذات زمان برئ، بل إنه لا يستطيع أن يتنكّر حتى لمجرد ذكراه.!

 

الذين يحبون حباً صادقاً لا يكرهون أبداً.. وكيف يكرهون وقلوبهم رقيقة كالحرير، نقية كأفئدة العذارى، مضيئة كوجوه الأطفال.!

 

وتحديداً في زمن حروب تسرق الحب من الأهداب.

 

وتسكن الأشجان في الألباب.