الأمان الثاني: رحلة بعبق سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

   

كلَّما عرفنا أخلاق ومناقب الإنسان ازددنا حباً له.

فما بالنا إذا كان هذا «الإنسان» هو خير البشر رسول الله محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.

هذا الكتاب الذي آنس له قلبي قبل بصري وأنا أرحل عبر سطوره المضيئة وحروفه المستنيرة: «كتاب الأمان الأول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم».

ألَّفه محبٌّ لرسول الله وترجم حبه له عملاً نافعًا باقيًا للأجيال: الأمير المثقف د/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز.

طرح الكتاب سيرة المصطفى: من جميع جوانبها: نسبه وأخلاقه وعلامات نبوته ونماذج من رحمته، وتعامله وعدله.

كما تناول شهادات غير المسلمين فيه وختم بمختارات شعرية مما قيل فيه?.

الكتاب ليس مجرد حديث عاطفي عن المصطفى بل هو حديث موثَّق مؤصل علميًا استند على أكثر من 30 مرجعًا من كتب الحديث والسيرة والتاريخ وغيرها، وجاء الكتاب بحجم من القطع الصغير مما يحفِّز على قراءته وحمله بالسفر والإقامة.

توقفت كثيرًا عند فصل «رحمة الرسول عليه السلام التي شملت الرجال والنساء والأطفال والحيوان».

وهذا نموذج من رحمته بالخدم:

رحمته بالخادم والمملوك:

رُوي عن الصحابي المغرور بن سويد رضي الله عنه قال: رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه حُلَّة، وعلى غلامه حُلَّة فسألناه عن ذلك فقال: إني ساببتُ رجلاً فشكاني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم: «أعيَّرته بأمه» ثم قال كـ»إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم».

بأبي أنت وأمي يا رسول الله ليتنا نقتدي بك برحمتك يا من بُعثتَ رحمة للعالمين.

* * *

الكتاب جهد علمي فكري مبارك عرض سيرة المصطفى عليه السلام باختصار نافع وجاذب ييسر للكثيرين معرفة حياته وأخلاقه، وقد حوى كثيرًا من أهم ما ورد في كتب السيرة.

محتوى الكتاب يزيد من محبة الرسول والأخذ بسنته وبالتالي اتباعه وجعله القدوة بأمور الدين والدنيا.

أتطلع أن يقرأه ويفيد منه الشباب ليعرفوا من هو رسولهم وما هي سجاياه وكيف تعامله ورحمته هذا الرسول الذي أدَّبه ربه فأحسن تأديبه، لقد أدّى أمانته ونهض بأعظم مسؤولية وأحبه الناس فأضاءت أنوار رسالته الكوكب الأرضي.

* * *

= 2 =

الكتابة راحة للكاتب وللقارئ.

* نحن الذين نمارس فعل الكتابة البهي والباهر..

ونتعاطى حبر الكلمات.

ونحاول أن نرسم من أوراقها حقولاً خضراء..!

إننا بهذه المهنة الأجمل نسعى إلى إسعاد ذواتنا بعناق الكلمات ونشرها أو على الأقل نبحث في حنانها عن ذلك الماء الذي يرشّ الندى على جراح الحياة وعلى جراح الآخر ينفي هذه الوجود.

حقًا: الحرف فضاء راحة للكاتب والقارئ.

* * *

= 3 =

آخر الجداول

* «كل فرحة تصنعها لغيرك أريحية

‏ستعود لك وهي أجمل».

‏مقولة باذخة الجمال مطرزة بالصدق انسابت لقلبي هذا عبر رسالة محب.

🍃صحيفة الجزيرة 1442/07/27هـ