logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

كانت  أنهارَ حبّ فاضت بها حقول قلبي

حمد بن عبدالله القاضي

كانت  أنهارَ حبّ فاضت بها حقول قلبي

حمد بن عبدالله القاضي

 🌱ليس أبهى من شيمة الوفاء
..هذه المفردة التي تضجّ بالصدق والحب والنقاء
تلك التي جعلها من جلّ في علاه إحدى الشيم التي تستحق أن يوصف بها الأنبياء، فقال عن النبي ابراهيم عليه السلام: (وإبراهيم الذي وفّى).
وتراثنا العربي حفل بإضاءات هذه المفردة نحو الأشخاص والأشياء سواء كانت منازل لها بالقلوب منازل أو جبالا، فيها ذكريات عِذاب أو أعزة  هم أهل لكل وفاء واحتفاء.
 

***

لقد جسد هذا الوفاء ذلك الشاعر العربي المسكون بالوفاء عندما قال:
إذ ما أتته الريح من نحو أهله
            تنّشق يستشفي برائحة الأهل
وليس أسعد على الإنسان من أن يقطف ثمار الوفاء كِفاء ما اجتهد بتقديمه لوطنه  وعشيرته الأقربين والأبعدين.

***


** لقد أمطرتني سحائبُ الوفاء  بأكثر  من  "مكرمة" جاد  بها ربي.  
وجاء الوفاء عبر مقالات مكتوبة أو أوراق منبرية أو رسائل جوالية أو أحاديث هاتفية أو شخصية أو مشافهة ممّن أبهجني حضورهم لهذه المناسبة أو تلك.
لقد كانت  أنهارا من  الحب  فاضت بها حقول قلبي.
     

    ***

أجدني أستعيد  تلك الكلمات التي كتبتها في مناسبة غالية سابقة تحت عنوان  (أجمل هزيمة) إثر تكريم وطني لي بتعييني عام 1422هـ عضواً في مجلس الشورى .
وهل أبهى من أن تنهزم أمام انتصار عواطف الآخرين وانعطاف محبتهم نحوك، إنك مهما منحتهم لحظتها من صفاء الكلمات وصادق العرفان إلا أنك تحس – في بيادر ذاتك- أنك العاجز أمام اقتدار محبتهم!
أمام ذلك يجمل بك أن تقف موقف ذلك الشاعر العربي الذي حين  عجز عن مقابلة عرفان الآخرين لجأ إلى  عينيه فشكر جميل الوفاء  بلآلئ من دمعها  كان تعبيرها أصدق شكر، وأعمق تعبير .
وآونة تلجأ لصنيع  الشاعر المسرحي  (شكسبير) الذي هتف لأولئك الذين غمروه بدفء تهانيهم على نجاح إحدى مسرحياته  فاعتلى المسرح بعد عرض مسرحيته فقال (إنني لا أجد إلا قلبي لأقطف لكم وردة محبة لعلها أكثر عبقاً من ورود الأشجار).
أما أبقى شكر فهو أن تدعو -بظهر الغيب- لكل من يُمطرك بهتّان مودته ونبيل مشاعره.. والدعاء هو تاج الشكر وقمته.

 

***

 
كم هم رائعون أولئك الذين يسعدون عندما يطرزون دروب الآخرين بالكلمة (العذبة) أو يخضبون لحظاتهم بنبيل المشاعر الزاهية.

 

***


** إنني لا أستطيع تعداد كل الأوفياء الذين انهالت علي جداول محبتهم سطوراً وكلمات ومهاتفات مثمِّنة لعطائي  المتواضع  وآخرها كانت بمناسبة تكريمي باختياري الشخصية الثقافية المكرمة في ملتقى نادي جدة الأدبي .

 

***

أجزم بهذه السطور أني لم أستطع  تجسيد غامر  مشاعري تجاه  الأحبة الذين  أكرموني بما يماثل التكريم الذي حصلت عليه 
نعم لقد خذلتني حروفي  وهي التي كانت وفّية معي سنين طوالا.  
وهذا الخذلان مرّ على أحد أكبر شعراء العصر   الشاعر الكبير أحمد شوقي بعد وفاة أبيه إذ ظل عاما كاملا لم يستطع أن يقول بيتا واحداً في رثائه  لفيضان المشاعر بصدره  وبعد سنة كاملة رثاه بقصيدته   قال فيها معتذرا  (إذا عظم الأسى عزّ العزاء)

 ***


وبعد: 
 إلى كل الأحبة الذين فاض بهم فضاء تويتر ومنبر الواتس و بياض الورق واتسع لهم فضاء القلب  لهم حفيّ الامتنان وهتّان من  الحب ووابل الدعاء

 
 
***

** قطرة مطر
حين يكون الوفاء غيمات  تسكب شهد النبل بالوجدان حينها تهرب عصافير الكلمات من القلم واللسان