logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

الشيخ صالح العبّاد: الذي نذر عمره للوطن والعطاء

حمد بن عبدالله القاضي

الشيخ صالح العبّاد: الذي نذر عمره للوطن والعطاء

حمد بن عبدالله القاضي

               

 

• بهذا الوطن رجال نذروا عمرهم له ثم رحلوا إلى جوار ربهم بعد أن أدوا الأمانة خير أداء ومن حق هؤلاء الرجال أن نذكرهم ونذكّر الأجيال بما أعطوه من نضارة أعمارهم وضياء سنوات حياتهم.

من هؤلاء الرجال الذي قضى حياته: مخلصاً لدينه ووطنه وفياً لقادة الوطن وأبنائه : معالي الشيخ الراحل صالح بن عبّاد العبّاد الذي كان رئيس الديوان الملكي وأمين سر الملك فيصل رحمة الله عليهما.

لقد بحثت طويلاً وأنا أكتب هذا الموضوع  لأجد معلومات عن الشيخ صالح غفر الله له فلم أجد إلا القليل فقد كان لا يتحدث عما يعمله أو يوثّق ما نهض به فكانت رسالته العطاء بعيداً عن الأضواء، إنني رغم البحث والجهد لم أجد إلا نذراً بسيطاً عنه وذلك من بعض ما سمعته من الوالد الروحي د/ عبدالعزيز الخويطر عليه رحمة الله، وكان يتحدث عنه بمجالسه ويستذكر بعض سجاياه وأمانته وصمته وفطنته.

ثم تواصلت مع ابن المرحوم أ/ عبدالعزيز الذي روى لي مواقف عنه عاشها معه كوالد وكلها  تؤكد سجايا الصدق  والأمانه والسمت  تلك التي اشتهر بها.

لقد اشتُهر – رحمه الله – بالحزم ودقة المواعيد، ذلك أنه عمل مع الملك فيصل رئيسا لديوانه، وهو الذي كان رحمه الله يضبط الناس ساعاتهم على مواعيده .. يذكر لي أ/ عبدالعزيز ابن المرحوم الشيخ صالح أن والده كان يخرج من بيته طوال فترة عمله بالدقيقة المحددة، وكنا إذا سألناه عن ذلك أو إذا سألناه عندما يتأخر  بالعودة للبيت يقول: الملك فيصل يريد أن ينجز المعاملات كل يوم بيومه، و عندما أعرض عليه الأوراق أول ما ينظر للتاريخ، فإذا كانت المعاملة لم تعرض بيومها يهتم ويسأل لماذا تم تأخيرها

وقداكتسب الشيخ الراحل صالح  هذه السجية  وربَّى وتربَّى أبناؤه عليها.

كان غفر الله له بعمله أنموذجا  في "الجدية " إخلاصا وإنجازا ..  العمل عنده  أمانة، وقد  وظَّف فكره ووقته له، ولهذا كانت ثقة  الملك فيصل به، وكذلك الملك خالد والأمير سلطان رحمهم الله جميعا.

لقد كانت راحته عدة أيام يقضيها بمزرعته بعنيزة بين فترات متباعدة، وكان خلالها يتابع العمل وهو بإجازته القصيرة، كان وفيا لأصدقائه رغم أن ظروف عمله لا تسمح له بالتواصل الدائم معهم وكان عندما يكون بعنيزة يلتقي ويأنس ويرتاح لصديقين من أعز وأنبل أصدقائه، الشيخ عبدالرحمن منصور الزامل والشيخ صالح عبدالله العبدلي رحمهما الله عندما يأتيان لعنيزة بالأجازات، وكانت لقاءاته كما روى لي ابنه عبدالعزيز من أسعد اللحظات بحياته، جمعهم  الله جميعا بجنة المأوى.

إن أمثال هؤلاء الرجال نادرون!!

كانوا من أركان الدولة في بناء هذا الوطن وكانوا من سواعده الأمينة مع قادته من أجل المزيد من سموق الوطن وترسيخ منظومته الأمنية وبناء انطلاقته التنموية.

لقد عاش هذا الرجل بهدوء  كما عمل بهدوء ورحل بهدوء تام  لكن بقي أثره  لدى الأوفياء ممن عاصروه أو سمعوا عنه وسيبقى له عاطر الذكر وسيبقى له صادق الدعاء وبحول الله أنه  لقي ربه بموفور الأجر.