رسالة مؤثرة من غازي القصيبي عن البطالة ومعاناته معها

بسم الله الرحمن الرحيم

العزيز أبا بدر (أبا القمرين)   حفظه الله   

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأثرت إلى حد الدمع تقريبا بما كتبته عن انخفاض مؤشر البطالة ودور وزارة العمل.

️ صدقني يا أبا بدر أن خبر هبوط البطالة مرّ ولم يعلق عليه أحد غيرك، ولو كان خبر ارتفاع في البطالة “لأمطرت دما”

️ والواقع أني أشهد كما ألمحت في لقائي بكم في مجلس الشورى كأني متروك وزملائي لنواجه العاصفة بينما تقف شريحة من المجت

 

مع ليست للأسف بصغيرة، وشريحة من الإعلام ليست للأسف بصغيرة موقف المتفرج. وموقف المتفرج يهون عند موقف الشامت متصيد الأخطاء. أعوذ بالله من شر البارانويا ولا أتمناها لأعدائي، فضلا عن نفسي ولكنني أجد نفسي مضطرا إلى التسليم أن هناك من يحب أن تشيع الفاحشة (والبطالة من أفحش الفواحش) في المجتمع – فهناك تهليل وتطبيل لارتفاعها وصمت مطبق عند انخفاضها، هناك إسهاب وإطناب في وصفها، وهناك بخل وتقتير في وصف ما اتخذ لعلاجها –

️ وكم يؤسفني أن ينظر البعض وهؤلاء بدورهم للأسف أيضا شريحة غير صغيرة، إلى الموضوع وكأنه نجاح أو فشل لهذا العبد الضعيف.

أشعر أحيانا وكأنني أمشي على حبل في سيرك وتحتي جمهور يتوقع ويتمنى! سقوطي في أي لحظة.

أصبح موضوع البطالة والسعودة قصييبا بامتياز وكأن مصير الأمر بأسره ليس مرتبطا بالقضاء على البطالة.

️ أفهم تماما غضب الناس حين تمس مصالحهم ولكني لا افهم سكوت “الأغلبية الصامتة ” أمام الذين يريدون للسعودة أن

 تفشل وللبطالة أن تبقى. لكي تزيد أرباح البعض، يرى هذا

 البعض أن تشغيل العمالة المستقدمة الرخيصة هو مطلب وطني أخلاقي، وما عداه خيانة وتدمير للاقتصاد.

ويرى البعض أنه ما لم يكن لكل فرد في الأسرة من يخدمه

 (ويستحسن أن يكون هناك أكثر من واحد).

فوزارة العمل وعلى رأسها خليفة دراكيولا ووريث فرانكشتاين !، ظالمة متعسفة جبانة متطفلة .

️  اللهم إني

 أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس – لم يتجمل سيد البشر في قولها فلم أتجمل أنا؟

️ الحق أقول لك أيها الصديق، أن كل ساعة أقضيها في هذا الموقع تستنفذ أياما وشهورا ولكن !

“فإن مع العسر يسرا – إن مع العسر يسرا”

وكما قال أحد السلف الصالح “لن يغلب عسر واحد يسرين

 والله يتولانا ويتولاك إنه نعم المولى ونعم النصير… ولك من

 زملائي ومنى شكر دافق من الأعماق .

أخوك

غازي

19/10/1429