logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

🍃وحشة الدور حين غياب أقمارها

✍🏻 حمد القاضي

🍃وحشة الدور حين غياب أقمارها

✍🏻 حمد القاضي

🌻 تشقى البقاع وتسعد بأصحابها

والدور  هي الأخرى تأنس بأهلها وسكانها

نشعر أن « مجالس الرجال » تكون كالمقابر عندما يغيب عنها قمرها – لا أخفى الله قمرها

🍃🍃🍃

مررت  ذات ليلة أمام تلك « الدار العامرة » .. وظللت أتأمل وأتساءل .

كيف تلفّعت تلك « البوابة » بالوحشة وهي التي اعتادت مرور الرجال منها وإليها .

أين أولئك الغادون إلى تلك الدار والرائحون منها ؟

أيـن «عمدتهــــا » الذي  كـان يفـرش « ابتسامتــه » أمـام الزائريـن قبل أن يفرش سجاد داره.!

أين من كان ينثر الحديث بينهم كعبق الورد؟

كثمر النخل

كصبا نجد .!

🍃🍃🍃

اللـه ..!

لقد أضحت تلك الدارة العامرة حين  غاب عنها عمادها  كأنها أرض صحراء موحشة لا ربيع فيها .. ولا أنيس بين جنباتها .!

🍃🍃

كم هم أولئك الرجال النادرون الذين تتألم حتى « الدور » لفراقهم لكأنَّ عندها إحساس بغياب كرام الرجال عنها .!

إنها  كما تشكو الخيول فلعل الدور تشكو أيضاً .!

وقد شكا فرس الشاعر عنترة إلى صاحبه عندما خاطبه  :

(فأزوّر من وقــع القنـــا بلبانــــــه وشكــــــا إلـيَّ بعبــرة وتحمحــــم

لو كان يدري ما المحاورة اشتكـى وكـــان لــو علــم الكـلام مكلِّـمـــي )

🍃🍃

 إن صاحب هذا « الدار » أحبه الناس من تلقاء أنفسهم .!

والناس مجبولون على حب الأخيار .!

وكم شهدت هذه « الدار » من مواقف شهامة

ولمسات مروءة

وإغاثة ملهوف

🍃🍃

 ودّعتُ هذه « الدار » وأنا أتأمل « بوابتها الحزينة » وأردد قول شاعرنا العربي الذي ينطبق على صاحب هذه « الدار » :-

(حبيبٌ إلى الخلان غِـشيـان بيته كريم المحيَّــا شبّ وهـو كريم )

فتعود – معه – أمطار المروءة .. وأشجار العطاء .. ومواقف الرجال .. الرجال .!

وما أسعد من يحبهم الناس في الدنيا بل ما أسعدهم في الآخرة بإذن من جلّ في عُلاه

حفظك الله  أيها النبيل

فجراً باسماً

ونُبلا مشهوداً

ولواء معقوداً للخير دوما .