logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

🌱 وداعية لعيون منزل قديم..!

🌱حمد بن عبدالله القاضي

🌱 وداعية لعيون منزل قديم..!

🌱حمد بن عبدالله القاضي

🌻كنت أظن الوفاء لا يكون إلا للإنسان وللأوطان، أما أن يكون لشيء آخر فذلك لم يدر بخلدي.!
لقد عشت إحساس الوفاء لشيء غير الإنسان 
ذلك عندما قُدر لي الانتقال من منزلي القديم إلى منزل آخر في حي آخر.
لقد أحسست بالحنين إلى ذلك المنزل الذي ألفته، ولعله ألفني طوال السنوات الماضية، وأحسب أنه سعد بي وسعدت به من منطلق أن البقاع تشقى وتسعد، كما قال «الفاروق عمر.»
🍃🍃
آمنت – من خلال هذه التجربة «الانتقالية » – أن الوفاء كما هو للإنسان يكون «للحجر » أيضاً.
إنني أمر أحيانا بمنزلي القديم وأكاد أقبل ذا الجدار وذا الجدار، ولكن ليس عن عشق – كقيس وليلى – إنما عن بقية وفاء
لقد تيقنت بعد هذه التجربة أن الإنسان عندما يغادر المكان، فإنه لا يفقد التراب والجدران .. إنه يغادر ذكريات سكنت ذاكرته، وطرقا طالما سار فيها وجيرانا سعد  بصحبتهم.
🍃🍃
من هنا تسيقظ مشاعر الانتقال من دار إلى دار. وكم هي رائعة ومؤثرة قصة جار الإمام «الحسن البصري» رضي الله عنه -، عندما أراد جاره أن يبيع بيته فوضع له سعراً «عشرة آلاف درهم »، وعندما عرضه للبيع بهذا السعر قالوا له: إنه لا يستحق أكثر من خمسة آلاف درهم، لكنه رد عليهم رداً بليغاً قائلاً: «قيمة البيت خمسة آلاف، وجيرة الحسن البصري خمسة آلاف.»
ولما علم الإمام الحسن البصري استبقاه وأعطاه خمسة آلاف درهم ليبقى مجاوراً له.
🍃🍃
تلك هي الحياة « انتقال من دار إلى دار » ونقلة من حال إلى حال، واستبدال جار بجار، ورحيل من زمان إلى زمان .. ولكن يظل لبعض الأمكنة تميزها، ولبعض الساعات عذوبتهاويبقى الانتقال الأصعب: الانتقال من الدار الدنيا إلى الدار الأخرى، نقلنا الله جميعا إلى نعيمها.
أيها الوفاء للإنسان وللزمان وللمكان: ما أنداك «غيمة» تُمطر على القلوب شوقاً وما أبهاك «نغمة» تنثر على ثنايا العمر أرجاً
🙏🏻حمد القاضي