أ. محمد القشعمي: باحث وثق تاريخنا الأدبي ووفي لرموزنا الثقافية
حمد بن عبدالله القاضي
أديب سعودي
الباحث القدير الكبير الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي أحد أبرز من أثروا وأعطوا في ميادين المعرفة والبحث والتوثيق سواء حين كان مسؤولا بمكتبة الملك فهد أو باحثا ومُنقِّبا بين أوراق التاريخ: كتبا وصحفا عن عطاءات الروَّاد الراحلين والباقين والذين أثروا وأُثروا منظومتنا الأدبية: شعرا ومقالا وبحثا ووثقوا تاريحنا الإعلامي والثقافي.
■ ■ ■
أ. محمد يمتلك جلدا وصبرا جعلاه يهدي المكتبة السعودية عشرات الكتب التي تنبض بالوفاء للرموز وتفيض بالمعلومات الموثَّقة عنهم.
إن مخرجاته البحثية أضحت تشكِّل مرجعا لمن يريد معلومة عن رائد من روَّادنا أو معلومة عن تاريخ أدبنا وصحافتنا
■ ■ ■
ناهيكم عن بذل وقته وثقافته لكل من سأل عن أمر يتعلق بواحد من رموزنا
وكم سمعت من ثناء عليه من أعِزّة تواصلوا معي للسؤال عن معلومة صحيفة قديمة أو عن كتاب لرائد غاب عن دنيانا فأُرشدهم للاتصال به فيتواصلون معه فيجدون لديه المعلومة المطلوبة والأريحية في التعامل.
■ ■ ■
أ/ محمد القشعمي لديه قدرة على استخراج أدق المعلومات
وهو يرتهن ضوء عينيه للاطلاع والبحث ويمتلك مئات الكتب المرجعية الذي كان يبتاعها ويبحث عنها بمعارض الكتب وغيرها.
لذا نجد المعلومة التي يدوِّنها بكتاب أو يطرحها بمنتدى تجيء دقيقة صحيحة ويحيلها إلى المرجع الذي استقاها منه أو رجع إليه.
■ ■ ■
فضلا عن ذلك كان وفيّا للرموز من الراحلين، فهو من المريدين الذين ترجم حبّه لهم عطاء مشهودا بما ألَّفه عنهم وبما احتفى به من مؤلفاتهم إبَّان وجودهم بيننا.
■ ■ ■
وأذكر هنا كأنموذج من وفائه الوضيء المضيء للرائد الكبير الأستاذ عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله- فقد كان ملازما له بحضره وسفره وكان مُعينا له في حالات صحته ونشاطه، ثم حين وهن العظم منه كان القريب منه والمعاضد له بكل ما يحفز الراحل الرائد على استكمال منجزاته المرجعية لمكتبنا السعودية.
■ ■ ■
أختم بهذه السطور بالدعوة لتكريمه تكريما كبيرا يليق به على مستوى الوطن لما أسداه من مؤلفات ثمينة ومرجعية عُنيت بكل جوانب ثقافتنا وإعلامنا: كتبا وصحفا ورجالا ونساء.
إن الباحث الأديب القشعمي أهل للتكريم وقمين عطاؤه بالعناية والتقدير، وهو الذي منح نضارة عمره للحرف: مؤلِّفا مؤرخا وكاتبا موثّقاً.
■ ■ ■
أعرف أنه الزاهد بالأضواء فنادرا ما وجدناه يتحدث عن نفسه بل إنك حين تطري أحد كتبه أو بحوثه يشعرك أنه لم يقدم إلا نزرا يسيرا.
متعه الله بالعافية ليواصل العطاء لرسالته التي نذر نفسه لها.
■ ■ ■
– عضو ورئيس اللجنة الثقافية والإعلامية بمجلس الشورى سابقا