logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

🍃الأديب سعد البواردي: رائد غنّى الوطن بشعره ونثره

حمد بن عبدالله القاضي

🍃الأديب سعد البواردي: رائد غنّى الوطن بشعره ونثره

حمد بن عبدالله القاضي

هناك رواد من أبناء هذا الوطن حفروا الصخر وكابدوا المعاناة لخدمة وطنهم على المستويات كافة، التنموية والصحية والثقافية والاقتصادية.

وفي الميدان الثقافي برزت أسماء كبيرة بلورة المنجز الأدبي والشعرى والصحفي للإنسان السعودي ومنهم من انتقل إلى رحمة الله تعالى كالشيخ حمد الجاسر وابن خميس والجهيمان وأحمد السباعي وآل حافظ ومحمد فقي وعبدالرحمن العبيد وغيرهم كثير.

***

وقد وفق المهرجان الوطني للتراث والثقافة باختيار شخصية ثقافية متميزة وأحد هؤلاء الرموز لتكريمه هذا العام وتقدير نضاله الثقافي في بدايات الانطلاقة الثقافية لدينا، ألا وهو الأديب الشاعر “سعد البواردي” الذي يعد أحد الأسماء التي خدمت الصحافة في بلادنا تأسيساً وعملاً، وأسهمت في العطاء الشعري، فقد كان من الأوائل الذين أصدروا دواوين شعرية حظيت بعناية النقاد ومتابعة الأدباء داخل بلادنا وخارجها واستمر قلمه يسهم في خدمة الوطن عبر الرأي والفكرة والمشاركة في النقد الموضوعي الذي ينبه إلى الخطأ ويسدد مسيرة التنمية.

إن لدى شاعرنا الأستاذ البواردي حساً وطنياً غامراً منذ بواكير عطاءه الشعري، وسأختم مقالتي عنه بهذه القصيدة التي تفيض حباً لوطنه منذ بداية تعامله مع الكلمة، لقد نظمها منذ عشرات السنين وتحدث فيها بإبداع عن عشقه لوطنه وفدائه له، وهيامه بهذه الصحراء وعرائسها.

وقد وجه القصيدة لأول رائدة فضاء دارت حول الأرض “فلنتينا”، وجسد فيها ما سترى في بلاده المملكة العربية السعودية: مدنها وقراها وصحاريها ومساجدها.

***

تلك بلادي يا فلنتينا

فلنتينا

يا زهرة الفولغا

يا بعثة الأرض إلى الفضاء…

وأنت تعبرين الكون في مركبة الهواء

هل أبصرت عيناك شيئاً..

اسمه “الصحراء”..

كثبان رمل أحمر

يدعونه “الدهماء”..

غابات نخل ..

اسمها “القطيف” و”الأحساء”..

وبلدة ناعسة الجفنين ..

اسمها “شقراء”..

وبئر ماء..

أبار ماء..

عمقها شيئ بعيد..

دون ماء..

***

هل ابصرت عيناك يا فلنتينا

وأنت تعبرين الكون

في مركبة الفضاء ….

مساجد يؤمها العباد …

مزارعا عاجلها الحصاد …

مرابعا تزهو بها البلاد …

مصانعا تقام كالعماد …

هياكلا …

تحكي لنا تاريخ عاد

هل ابصرت عيناك يا فلنتينا

وأنت تعبرين الكون

في مركبة الفضاء…

حقول نفط تنفث اللهيب

تذيبه ..

لينتهي لهيبه إلى ذهب

إلى مبان رحبة

لا تقبل النصب

إلى كروم ..

تمطر الظمآن بالعنب

إلى ذهب

***

هل ابصرت عيناك يا فلنتينا

وأنت تعبرين الكون

في مركبة الفضاء ..

أضواء مكة .. والمدينة

وحمائم الحرم الأمينة

والناقلين الماء فوق ظهورهم بخطى متينة

والدرب ممتد لنجد

لاهثا عبر الدفينة

عبر الرمال الحمر

تستوحي على مضض أمينة

***

هل ابصرت عيناك يا فلنتينا

وأنت تعبرين الكون

في مركبة الفضاء

هلا تطلعت إلى روابينا

إلى الجباه السمر

في صحارينا

إلى رواد البيت

في وادينا

إلى صروح المجد تدعونا

إلى الخطى لها تنادينا

فتدنينا ؟

تلك بلادي يا فلنتينا !!…

***

الشاعر والأديب الكبير سعد البواردي