محاضرة
إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان
***
حمد بن عبدالله القاضي
أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية
عضو مجلس الشورى السابق
***
بسم الله الرحمن الرحيم
محاور ما تناولته المحاضرة
*إضـــاءة :
* إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
* اهم سبب بالانفصال:
* التعدد هل هو سبب لسوء العلاقة:
* لماذا تطلقتِ؟:
* نظرة المجتمع للمطلقة
* الطلاق ضرورة وليس خيار
* الطلاق ليس نهاية العمر:
***
بسم الله الرحمن الرحيم
إضـــاءة :
سلام وترحيب وشكرا
بدءا: الاختلاف بأي علاقة: صداقة ــ تجارة ــ زواج فإنه لكي تبقى وتستدام لا بد أن نضع هامش الاختلاف أول مدماك فيها
فالله لم يخلق إثنين متفقين بكل شيء ولا مثالية بالعلاقات الله يقول: “ولو شاء ربك لخلق الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين”
ولهذا لكي تستمر العلاقة ــ أي علاقة ــ يلزم أن تكون هذه الثقافة الاختلافية” راسخة بدواخلنا.
إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
أجزم أنه لا أبلغ ولا أصدق من هذه الآية الكريمة التي قالها خالق البشر والتي رسخت حسن التعامل في حال الوفاق أو الفراق بين الزوجين بعلاقة الزواج
وبهذه القاعدة الأخلاقية تنتهي كثير من المشاكل وحين وبعد انتهائها عند الإخذ بـ قاعدة “تسريح بإحسان” لن يكون ظلم من أحدهما للآخر،
ومن أهم قيم التسريح بإحسان عدم ذكر معائب الطرف الآخر فهذا أولا محرم شرعا ثم يتعدى أثره للأبناء والبنات بحيث يجعلهم يكرهون أباءهم أو أمهاتم.
اهم سبب بالانفصال
بنظري أحد أهم أسبابه إن لم يكن المسبب الأول هو الغضب فلا يقع انفصال من الرجل أو طلب خلع من المرأة إلا بسببه لأن الإنسان بهذه الحالة يتصرف خطأ وينطق خطأ بل قد يكون لا يدرك وقتها ما قال وفعل ثم يأتي الندم بعد سكوت الغضب.
قصة تروى عن الشيخ السعدي ولن أكون هنا مثاليا فأطالب الرجل أو المرأة بما لا يستطيعان عليه فمن الصعب أن أقول لا تغضبوا أبدا فالغضب طبيعة بشرية ولكن أدعو إلى محاولة ضبط النفس والفعل والقول وفعل الأسباب كأن يترك أحدهما المكان للآخر إذا غضب حتى لا يصدر منه قول أو فعل يندم عليه يُضر به أو بغيره.
نعم لا أقول لأي شخص بالحياة لا تزعل أو لا تنفعل فذلك طبيعة بشرية وأنا مثل ما أستغرب نصائح بعض الموجهين أو الأطباء حين يقولون للشخص لا تزعل لا تنفعل.
قصة طريفة لأحد الأصدقاء عمل قسطرة لقلبه
التعدد هل هو سبب لسوء العلاقة
هذا سؤال ينهض هنا إنه فعلا سبب وقد يؤدي للطلاق ومتى؟
نعم قد يكون سببا إذا غاب العدل وحصل الظلم للأولى أو الثانية فليست الإشكالية بالتعدد ولكن الإشكالية بما يأتي به من ظلم وعدم إعطاء الزوجة حقها بالإنفاق أو المبيت وحسن المعاملة وغيرها.
ولا نلوم المرأة بكراهية التعدد فهي تسمع وترى عدم عدل بعض الرجال وظلمهم حين يعددون، لذا تكره التعدد ليس لذاته ولكن لما يحدث بعده ولي مقال عنوانه “التعدد: لو أنصف الرجال”. أبنت فيه أنه لو تم العدل لانتهت 80٪ من .المشاكل التي تترتب على التعدد
وهذا نص مقال: “التعدد: لو أنصف الرجال”.
لماذا تطلقتِ؟
هذا سؤال من أسوأ الأسئلة وهو يتم عبر التواصل الصوتي وفي بعض مجالس النساء.
وهذا السؤال ليس من المروءة وفيه إحراج للمنفصلة وربما يُفضي بالمسؤولة أن تسب وتسىء وتذكر معائب مطلِّقها ّلكي تبين أنها ليست السبب وأنه سبب الطلاق أو الخلع.
:نظرة المجتمع للمطلقة
تناولت هذه النظرة بمقال عنوانه “أيتها المطلقات طبن نفسا” فنّدت فيه من يرى أن المرأة هي وحدها سبب الطلاق وأذكر بعد نشره بالجزيرة ثم وضعي له بحسابي بتويتر حيث وجد أصداء اتفقت معه ماعدا قلة من الرجال.
بعض أفراد المجتمع مع الأسف ينظر للمرأة نظرة خاطئة وأنها هي التي تسببت بالطلاق وأنها فشلت بإقامة علاقة مستدامة
وهذا نص مقال: “أيتها المطلقات طبن نفسا”.
والمشكلة أن بعض المطلقات يرسخن لدى الغير بصمتها هذه النظرة أو يستسلمن لها وقد كتبت مقالا فنّدت فيه هذه النظرة المجتمعية للمرأة وأبنت فيه أن المرأة ليست دوما سبب الطلاق.
وبعد:
الطلاق ضرورة وليس خيار:
نعم الزواج ميثاق غليظ وهو لا يتعلق بشأن مادي يسهل تغييره والله أباحه حين تصل سوء العلاقة مداها وبعد فشل كل الحلول ومحاولة الإصلاح ومن هنا على المستشارين والمشائخ والوعاظ والكُتَّاب أن يبلوروا آثار الطلاق السلبية على الزوجين وعلى آثاره الضارة المتعدية إلى الأبناء وأن يسعوا للإصلاح بالقول والفعل.
كما روي عن العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي أنه حين يصله أو يسمع عن خلاف بين زوجين فإنه يستدعي الرجل ويناصحه وينصحه ويذكِّره بالآثار المترتبة عليه وعلى أولاده ويوصي من يعرف من النساء العاقلات أن تذهب للمرأة وتنصحها وتنقل لها نصيحة الشيخ
الطلاق ليس نهاية العمر:
وليدرك المطلقون والمطلقات وخاصة المرأة أن الطلاق ليس نهاية الحياة الهنية وليس نهاية الإرتباط الزوجي كما أبنت عن ذلك بالمقال الذي ربما أسمعكم إياه وقد دعوت فيه لتُقْبل المرأة على الحياة.
وأشرت إلى أن المرأة المطلقة قد تكون أوفر حظا بالإرتباط والهناء بزواجها مرة أخرى بحكم نضجها وبعض الرجال يفضلون ذات التجربة لنضجها وتجربتها فقد تصبح أكثر حرصا على سعادتها وسعادة من ترتبط به، وخذوا عني : الطلاق ليس نهاية العمر أو الهناء بالحياة.
أدام الله الوفاق بالبيوت وزرع الوئام بالمجتمع وملأ القلوب بالمحبة
وسلام عليكم من رب غفور رحيم