تجربتي في المجلة العربية
حمد بن عبدالله القاضي
تجربتي في المجلة العربية
***
حمد بن عبدالله القاضي
عضو مجلس الشورى السابق
رئيس تحرير المجلة العربية السابق
محاور المحاضرة
** المجلة العربية ورسالتها:
** صدور المجلة العربية: لمحة تاريخية:
** مواد وموضوعات المجلة:
** نهج المجلة العربية في استقطاب الكتاب:
** الطباعة والتوزيع:
** التطوير والطموح:
** المجلة العربية: أقلام وأبواب متميزة:
** المجلة والكتاب الشهري:
** المجلة وموقعها على الانترنت:
بسم الله الرحمن الرحيم
** المجلة العربية ورسالتها:
انطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية في خدمة الثقافة العربية فضلاً عن الثقافة المحلية ، والإسهام في نشر الثقافة وشيوع المعرفة، والمشاركة في إثراء الثقافة العربية والإسلامية والعالمية ، ولدت فكرة ((المجلة العربية)) التي كان من بين أهدافها نشر الوعي الثقافي السليم ، وإمداد القارئ بكل ما يعزز نوازع الإيمان في نفسه ويقوي تمسكه بوطنه وقيمه ، ويعمق ثقته بلغته وثقافته وحضارته ، حيث تهدف المجلة إلى أن تضع بين يديه مناهل العلم والمعرفة والثقافة ليأخذ من كل ما هو جديد ومفيد وملائم من أجل مسايرة التطور الفكري والحضاري من حوله.
** صدور المجلة العربية: لمحة تاريخية:
كان إنشاء ((المجلة العربية)) بصدور الأمر السامي الكريم رقم (8327) بتاريخ 25/3/14394هـ (1974م) المتضمن قرار إنشائها .
وكان إصدار عددها الأول في شهر رجب عام 1395هـ (1975م) هو بداية انطلاقة هذه المجلة التي أخذت تسهم مع رصيفاتها في نشر أضواء الثقافة والمعرفة ، حيث تصدر مع مطلع كل شهر هجري جديد ، وقد سارت و تسير بخطى ثابتة ومنتظمة ومتطورة مما يعكس مدى تحقيقها للهدف الذي أنشئت من أجله ، الأمر الذي دفعها أكثر من مرة إلى زيادة الكمية المطبوعة منها كل فترة استجابة لطلبات القراء في الداخل والخارج .
وبحمد الله ، في عام 1408هـ امتلكت مقراً مناسباً يليق بها كواجهة ثقافية وحضارية من واجهات المملكة وقد جاء هذا المقر منحة كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم مسيرة المجلة واستمرار أداء رسالتها المنوطة بها .
وقد تولى الإشراف العام على ((المجلة)) منذ إنشائها المرحوم معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ حتى انتقل إلى رحمة الله عام 1407هـ ثمتولى الإشراف عليها معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ، ثم معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ويشرف عليها حالياً معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني وزير الثقافة والإعلام .
وقد تولى رئاسة تحريرها عند صدورها الدكتور منير العجلاني رحمه الله ثم تولي رئاسة تحريرها الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي ثم د. عثمان الصيني .
** مواد وموضوعات المجلة:
بما أن هوية ((المجلة العربية)) هوية ثقافية اجتماعية جامعة ، فإنها حرصت على تنويع المواد والموضوعات التي تقوم بنشرها ، فبجانب نشرها أبرز معطيات الثقافة العربية السالفة والمعاصرة فإنها قامت بتخصيص أبواب للعلوم والاقتصاد والاجتماع والطب..إلخ ، إضافة إلى الحوارات والندوات المفتوحة التي تقدمها المجلة على صفحاتها ويشارك فيها كبار الكتّاب والأدباء وأصحاب الرأي،هذا بجانب الاستطلاعات الملونة والعديد من الأبواب والصفحات المتنوعة .
** نهج المجلة العربية في استقطاب الكتاب:
عملت ((المجلة العربية)) على تنويع كُتّابها من كافة الأقطار العربية والإسلامية مع الحرص على كسب الأدباء والمثقفين والعلماء السعوديين الذين وصلت مشاركتهم إلى نسبة تبلغ نحو 60% من مواد كل عدد، وقد عملت على الموازنة بين جنسيات الكتاب ، فتحاول أن يضم كل عدد منها أكبر قدر من كتاب مختلف الأقطار العربية والإسلامية لتحقيق رسالة ((المجلة العربية)) من ناحية واستقطاب كافة القراء على امتداد الوطن العربي والإسلامي من ناحية أخرى.
** الطباعة والتوزيع:
تمت طباعة العدد الأول من ((المجلة العربية)) في لبنان ثم انتقلت طباعتها إلى المملكة ، ويتم توزيعها في جميع المدن والقرى بالمملكة ، كما يتم توزيعها خارج المملكة في الدول العربية والإسلامية وأمريكا ودول أوروبا .
** التطوير والطموح:
حرصت وتحرص ((المجلة العربية)) على انتقاء الموضوعات التي تنشرها بعناية ودقة، وتعمل باستمرار على تقوية العلاقات ودعمها مع كُتّابها ويقوم جهاز التحرير على تقويم كل عدد بعد صدوره تقويماً ذاتياً من جهة، ومن جهة أخرى يتابع ردود الفعل الموضوعية وأصداء كل عدد لدى النقاد والصحافة والقراء للإفادة من ذلك في الإصدارات التالية.
والقارئ المتابع عندما يقارن بين العدد الأول من ((المجلة العربية)) وأعدادها في السنوات الأخيرة يلمس تطوراً وفارقاً كبيراً في طرح الموضوعات ، وتنوع المواد وتقنية الإخراج واستقطاب خيرة الأقلام السعودية والعربية.
ومع دخول ((المجلة العربية)) عامها التاسع بعدد (89) الصادر في جمادى الآخرة 1405هـ أصبحت بتوجيه من معالي المشرف العام عليها آنذاك الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله؛ ثقافية اجتماعية ، فأغلب المجلات الشهرية المعروفة مجلات موسومة بالهوية الثقافية ، إلا أنه تم إعطاء المجلة الصفة الثقافية والاجتماعية ، لتخدم كافة القراء على مختلف مشاربهم ، ولتلبي مختلف أذواق وثقافات قرائها داخلياً وخارجياً .
ومن هذا المنطلق الثقافي الاجتماعي حرصت ((المجلة العربية)) على أن يضم كل عدد من أعدادها العديد من القضايا والموضوعات واللقاءات التي تهم مختلف أنماط القراء من موضوعات إسلامية، وقضايا اجتماعية ودراسات أدبية وشعرية، واستطلاعات ولقاءات وحوارات، وطب وصحة وتربية واقتصاد واجتماع وتاريخ وقصة قصيرة وأطفال وآراء وزوايا مختلفة .
ومن الزوايا التي استحدثتها ((المجلة العربية)) تلك الزاوية التي لاقت نجاحاً كبيراً لتجاوبها مع اهتمامات القراء وهي ((ساحة الحوار)) التي تجعل الحوار مفتوحاً بين قراء المجلة وكتّابها ، ومنها باب ((أقلام واعدة)) الذي هو من أغلى أركان المجلة ، لأنه ينمي زهرات التطلع والطموح ، ويكشف عن المواهب والطاقات ، ومن الأبواب الجديدة أيضاً باب ((الجديد في العلوم)) الذي حرصت المجلة من خلاله على تقديم أحدث الاكتشافات العلمية والطبية ، كما تعتز المجلة بتقديم على مدى سنوات طويلة باب دراسات في أدب المرأة السعودية وهو باب متميز حيث جرت العادة أن يكون تكثيف النقد والدراسات لأدب الرجال، إضافة إلى مشاركة عدد من الأقلام النسائية السعودية القديرة بالكتابة للمجلة في مختلف الموضوعات، ومن أبواب المجلة المقروءة باب ((حتى نلتقي)) الذي يلتقي فيه أحد كتاب المجلة أو كتابها بقراء ((المجلة العربية)) في كلمات تعهد إلى تجديد اللقاء قبل أن تدل على الوداع .
كما استحدثت صفحة تحمل اسم ((إيقاع)) تمثّل صورة مؤثّرة ومعبّرة تغني ملامحها عن كثير من الكلام .
ومن الأبواب التي لاقت تجاوباً من القراء باب ((الاقتصاد)) وهو من الأبواب التي تساعد القراء على متابعة أهم الظواهر الاقتصادية ، حيث يشكّل الاقتصاد – في عالم اليوم – أساساً مهماً من أسس الانطلاقة الحضارية والثقافية .
** المجلة العربية: أقلام وأبواب متميزة:
من أهم المكاسب التي حققتها ((المجلة العربية)) خلال مسيرتها ما خصها به علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – من نشر مذكراته فيها ، وقد وجدت متابعة كبيرة من قراء ((المجلة العربية)) في الداخل والخارج ، وكذا مذكرات السفير الأديب السعودي أحمد المبارك ، ومذكرات الأستاذ عبدالله القرعاوي رحمه الله والتي كان عنوانها: ((رحلة في نصف قرن)) ومذكرات واحد من أقدم وأنجح رؤساء التحرير أ. عبدالله عمر خياط، ومذكرات الأديب الراحل أ. عبدالله الجفري رحمه الله ، ومن أقلام النخبة الذين شاركوا في ((المجلة العربية)) كل من الدكتور عبدالعزيز الخويطر، ود. صالح بن حميد ، والشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور غازي القصيبي، وأ. عبدالعزيز السالم ، والأديب العالم أبو عبدالرحمن بن عقيل ، والأديب الشاعر سعد البواردي، والكاتب المعروف أ. عبدالله عمر خياط، وأ. عبدالله الجفري – رحمه الله – وأ. علوي الصافي ، وأ. محمد القشعمي ، وأ. محمد الجلواح ، ود. هند الخثيلة ومن الأقلام الشابة أ. أحمد العرفج والكاتبة هدى المعجل ، وأ. فاطمة العتيبي ، ود. نادية عوض ، وغيرهم وغيرهن من الأقلام السعودية والعربية البارزة التي تشدّ القارئ إليها.
ومن أبواب ((المجلة العربية)) التي وجدت إقبالاً باب من ((صحافة الماضي)) حيث تحرص ((المجلة)) من خلال هذا الباب على اختيار المواد الشائقة التي تمكن القارئ من عقد المقارنات بين الماضي والحاضر ، مع عدم خلوه من بعض الأخبار الطريفة عن الماضي.
باب الأطفال: أما أغلى الصفحات فهي المخصصة للبراعم الصغيرة حيث تقدم مواداً تثقيفية وترفيهية مع إيجاد الحوافز للمتفوقين من الأطفال بنشر صورهم وعمل مسابقات لهم تنمي مداركهم.
مكاشفة: وهو حوار رئيس كان يتصدر صفحات ((المجلة)) يخصص للقاء أبرز الفاعلين في المشهد الثقافي المحلي أو العربي، وتأتي ((مكاشفة)) تقديراً من ((المجلة)) لحملة مشاعل الفكر والعلم في وطننا العربي الكبير.
رؤية إسلامية: صفحات تقدم من خلالها ((المجلة)) رؤية إسلامية معاصرة لعدد من القضايا الثقافية والفكرية بأقلام العلماء والدعاة والمفكرين ذوي الطرح الإسلامي المتزن المتصف بالتأصيل العلمي والشرعي ، وتحرص ((المجلة)) في طروحات هذه الرؤية على تقديم الإسلام وتعاليمه بثقافته التسامحية وبُعده عن الغلو والتطرف.
إصدارات ثقافية: نافذة القارئ العربي يتابع وتابع من خلالها الجديد في عالم النشر المحلي والعربي، ليستمتع بقراءة بعض ثمرات المطابع.
فاسألوا أهل الذكر: حلقة وصل بين القارئ والعلماء ، بدأت مع سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – طيلة السنوات الماضية ، ثم بعد وفاته تولى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة الإجابة عن أسئلة قراء ((المجلة العربية)) في داخل المملكة وفي كافة الأقطار التي تصل إليها المجلة سواء بنسختها الورقية أو الرقمية.
بوح الكلمات: صفحة تحفل بنشر إبداع عدد من المثقفات السعوديات اللائي اخترن ((الإبداع)) طريقاً، ولم تقتصر هذه الصفحة على المبدعة السعودية بل تجاوزتها إلى أختها العربية على امتداد الوطن العربي.
** المجلة والكتاب الشهري:
كانت ((المجلة العربية)) تصدر بين آونة وأخرى بعض الملاحق المستقلة على شكل كتيبات صغيرة، وقد لقيت هذه الملاحق نجاحاً وقبولاً لدى القراء، وابتداءً من محرم 1418هـ انتظمت في إصدار ملحق شهري مستقل بـ 32 صفحة باقتراح من معالي المشرف السابق عليها د/ خالد العنقري والكتاب يجيء على شكل صغير الحجم وصفحات محدودة ويكون هدية لقراء ((المجلة)) داخل المملكة وخارجها ، وذلك مع كل عدد من أعدادها وقد صدر حتى بداية عام 1426هـ (100) كتاب ولازال مستمراً بالصدور، وقد لاقى((كتاب المجلة)) إقبالاً كبيراً سواء من قبل القراء، أو من قبل الكتاب والعلماء رغبة بالمساهمة في تأليفه، وقد حرصت ((المجلة العربية)) على أن يكون الكتاب متميزاً في حجمه وعدد صفحاته وفي تنوع مواده، فمرة يتناول موضوعاً طبياً وآونة اقتصادياً وثالثة ثقافياً، ليواكب إيقاع العصر وانشغال القارئ مما يشجع على قراءته واقتنائه.
** المجلة وموقعها على الانترنت:
مواكبة لثورة المعلومات واستفادة من وسائل النشر الحديثة أنشأت المجلة لها ((موقعاً)) في الشبكة العنكبوتية ((الإنترنت)) يتم فيه نشر أبرز مواد كل عدد، وقد لاقى موقع المجلة – بحمد الله – إقبالاً كبيراً من الزائرين من مختلف أصقاع الدنيا ، وقد ساعد هذا الموقع على انتشار ((المجلة العربية)) والإسهام في تحقيق رسالتها الثقافية والحضارية، ويزور هذا الموقع أعداد كبيرة من داخل المملكة أو من الدول العربية أو من أي مكان فيه ناطقون بالضاد من القراء كما يصل عن طريق عنوان ((المجلة)) الإلكتروني كم كبير من رسائل القراء تشير إلى متابعتهم، وتحمل مشاركة من الناطقين بالضاد في عالمنا العربي وغيره ، أولئك الذين توحّد بيننا وبينهم عقيدة واحدة، وثقافة مشتركة، ومستقبل حضاري وثقافي مشرق لأمتنا بحول الله.
ويمكن الوصول إلى موقع ((المجلة العربية)) على الإنترنت على العنوان التالي: www.arabicmagazine.com
كما يمكن مراسلة ((المجلة)) على البريد الإلكتروني: info@arabicmagazine.com
**وبعد وأخيراً:
لقد ودعت ((المجلة العربية)) بعد أن أديت أمانتي أمام الله وأمام من ائتمنوني على العمل فيها من أصحاب المعالي المشرفين عليها وذلك على قدر اجتهادي وقدراتي ولن أحكم أو أقوم مستوى ((المجلة العربية)) أو نجاحها في تحقيق أهدافها وانتشارها خلال رئاستي لها فذلك متروك لغيري وحسبي أنني اجتهدت مع زملائي فيما عملت وقدمت فيها وسعادتي أن تستمر المجلة في خطوات نجاحها وانتشارها وحتى الآن – بحمد الله – تسير وتسعى إلى المزيد من خطوات النجاح تحت رئاسة أخي د/ عثمان الصيني وزملائه الأكارم لتستمر في أداء رسالتها إسهاماً في خدمة منظومتنا الثقافية ومشهدنا الفكري.
وسلام عليكم من رب غفور رحيم.