logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

مواقف من عناية الملك سعود – رحمه الله – بالعلم والتعليم

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > المحاضرات  > مواقف من عناية الملك سعود – رحمه الله – بالعلم والتعليم حمد بن عبدالله القاضي

مواقف من عناية الملك سعود – رحمه الله – بالعلم والتعليم

حمد بن عبدالله القاضي

 مواقف من عناية الملك سعود – رحمه الله-بالعلم والتعليم

 

 

***

 

 

حمد بن عبد الله القاضي

 

أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية

عضو مجلس الشورى السابق

 

*** 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

 

** الموقف الأول: حرص الملك سعود على التعليم وتوجيهه لعلامة الجزيرة:

 

** الموقف الثاني: تقدير الملك سعود للعلم والعلماء وتراجعه عن أي رأي  اتخذه إذا رأى عالم من العلماء خطأ الرأي:

 

** الموقف الثالث: تقدير الملك سعود  لأي شأن له علاقة بأكبر جامعة علمية بالدنيا:

 

** الموقف الرابع: اهتمام الملك سعود بطلب العلم  وحضوره للمحاضرات بالجامعة:

 

** الموقف الخامس: إنشاء معهد الأنجال واستدعاؤه للمربي عثمان الصالح:

 

** الموقف السادس: تقديره للعلماء وافتتاح مدارس البنات:

 

 

***

 

* لعل خير ما يعبر في بداية هذه الورقة هي كلمة جلالة الملك سعود في افتتاحه لمجلس الوزراء بعيد توليه الملك وذلك في الثاني من شهر رجب 1373هـ وفيه قوله: «.. ليس أحب إلى نفسي من أن أرى أبناء أمتي وقد ارتشفوا من مناهل العلم، واستضاءوا بنوره، واتخذوا منه سلاحاً قوياً يذودون به عن حماهم، وجعلوه عدتهم إلى النهوض بالوطن والسير في ركب الحضارة..»، وقال: «..فقد ازدادت المدارس بأعداد كبيرة في شتى نواحي البلاد، ولقد جعلنا التعليم مجاناً في جميع مراحله، مما ليس له مثيل في بلد من بلاد العالم، ولم نكتف بأن يكون التعليم مجاناً، بل إننا ندفع للطلاب معونات مالية شهرية في بعض مراحل التعليم، ونبعث على حساب الدولة إلى الخارج أفواجاً متتالية من أبنائنا في جميع فنون العلم والمعرفة ..».

 

***

** الموقف الأول: حرص الملك سعود على التعليم وموقفه مع علامة الجزيرة:

 

هذا الموقف أشار إليه علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر ــ رحمه الله ــ في ذكرياته التي نشرت "بالمجلة العربية ثم كتابه سوانح الذكريات" وذلك عندما كان مديراً للتعليم في نجد، عندما تولى جلالة الملك سعود مسؤوليات والده المؤسس ــ رحمه الله ــ عندما كبر وأسندت أغلب مسؤولياته إلى ولي العهد. فقد قال لحمد الجاسر: اذهب وافتح في كل قرية مدرسة .. فذكر له صعوبة وجود مدرسين ومديرين للقيام بمهامهم، فقال له: اجعل إمام المسجد مديراً والمؤذن فراشاً ..

 

 

***

 

** الموقف الثاني: تقدير الملك سعود للعلم والعلماء بل وتراجعه عن أي رأي  اتخذه إذا رأى عالم من العلماء خطأ الرأي:  

 

هذا موقف  الذي يذكر لجلالة الملك سعود رحمه الله، فقد شكا إليه الناس وجود مقام إبراهيم في وسط الطواف، وإنه بمبناه أصبح يعوق الطائفين بعد أن زادت الأعداد وخاصة في مواسم الحج والعمرة وفي رمضان، ولهذا فقد استشار العلماء في أن ينقل المقام إلى الخلف بجوار الرواق، وعملت الترتيبات لذلك، وصدر الأمر للمعلم محمد بن لادن ببناء مقام آخر في الخلف، ونقل المقام.  بعد فترة حضر فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، وعندما رأى المقام الجديد، وسمع عن ترتيبات النقل لم يوافق على ذلك الإجراء، وأخبر أمام الحرم وبعض العلماء الذين كانوا معه يوم كان يدرّس في مكة في المعهد العلمي السعودي، وكان من تلاميذه معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله، وقرر الشيخ الشعراوي أن يخبر جلالة الملك سعود بعدم جواز نقل المقام إلى الخلف، وإنما يمكن تخفيف المبنى وهدم الإضافات وإبقاء مكان المقام دون نقل كما هو الآن، وقال الشيخ الشعراوي في برقية: يا جلالة الملك سعود لا يصح نقل مقام إبراهيم من مكانه لأنه مكان ومكين أي أن مكان المقام محدد والحجر الذي كان يصعد عليه أبونا إبراهيم عليه السلام محدد أيضا، ولا يصح نقله إلى الخلف، وروى له قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء سيل في الحرم وأزاح الحجر من مكانه وهو سيل (أم نهشل) فحرص سيدنا عمر على أن يعيده في نفس مكانه دون تغيير أو تبديل، وكان هناك من الصحابة من سبق أن قاس المسافات التي بين الكعبة وبين موقع المقام، وهو المطلب ابن أبي وداعة السهمي وهي مذكورة في كتب السيرة، وحرص سيدنا عمر على إعادة الحجر إلى مكانه وإبقاء المقام كما كان، وبعد أن قرأ الملك سعود رحمه الله برقية الشيخ الشعراوي وتدارس الأمر مع العلماء تم إصدار أمره بإبقاء المقام في مكانه كما هو عليه اليوم، وهدم المبنى الذي بُني في الخلف، وقد تلقى رحمه الله الكثير من التأييد من العالم الإسلامي على هذه الخطوة التي دلت على حرصه وعنايته بإبقاء كل شيء على ما كان عليه، وأن لا يتم التصرف في أي أثر أو موقع إلا وفق ما أمر به الله عز وجل، وجاءنا على لسان وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

 

***

 

** الموقف الثالث: تقدير الملك سعود تجاه أكبر جامعة علمية بالدنيا بيت الله الحرام:

 

هذه قصة أرويها لجلالة الملك سعود رحمه الله يوم كان في مكة المكرمة، وكان قد أمر بتوسعة جوانب من الحرم المكي الشريف، وكان قد اهتم اهتماما كبيرا بهذا المشروع وسرعة تنفيذه، لأن الحجاج زادت أعدادهم ولم يعد الحرم يتسع لهم في الصلاة، وتم بالفعل البدء في المشروع، وكان من ضمن الأراضي التي نزعت لصالح المشروع بيت لآل الشيبي، وهم سدنة الكعبة الشريفة، وكانت تسكن في هذا المنزل سيدة فاضلة كبيرة في السن منهم وعرفت بوقارها وهيبتها واحترامها، وبعد أن صدر الأمر انتظرت التعويض لتشتري بيتا آخر، فتأخرت اجراءات التعويض فضاقت بالأمر، وفي يوم من تلك الأيام قام معالي صديقنا السيد أحمد عبد الوهاب نائب الحرم بزيارتها، فهم على علاقة كبيرة كأسرتين معروفتين في مكة، أحداهما اختصها الله بسدانة البيت، والأخرى كانت أسرة نائب الحرم، فشكت إليه تأخر التعويض، وكانت غاضبة شديد الغضب، وقالت: (يعني إحنا نسكن في الزقاق، ثروتنا هو بيتنا وما أعطونا تعويضات) فحاول السيد أن يهدئ من روعها ويفهمها بتأخر بعض الإجراءات، ولكنها لم توافق وقالت له سأكتب برقية لملك البلاد، وأخبره أن بيت الشيبي يسكنون في الزقاق، وخرج من عندها معالي السيد وهو يحاول أن يهديء من روعها، وذهب إلى رجل من كبار آل الشيبي في ذلك الوقت وهو السيد عاصم شيبي، وهو من المحاميين، وطلب منه أن يساهم معه في التهدئة من روعها، وإذا به يفاجأ بإطلاعه على برقية بعثها لجلالة الملك سعود وفيها نص طويل يقول فيه: (باسم السيدة صاحبة المنزل إلى جلالة الملك سعود نخبر جلالتكم بأنه في عهدكم الميمون آل الشيبي يسكنون في الزقاق). وشعر السيد بحرج لأن البرقية قد أرسلت وأسرع إلى الديوان لتهدئة الأمر ومتابعة التعويض، فلقيه رجل من رجال الديوان وهو الشيخ صالح العباد رحمه الله، وكان رئيس الديوان في ذلك الوقت، فحاول السيد وهو يسلم عليه أن يدخل للموضوع في هدوء، وإذا به يفاجأ بأن الشيخ صالح العباد يخبره بأمر البرقية وأنها قد عرضت على جلالة الملك وأمر رحمه الله بشراء بيت لهم في الحال وإسكانهم فيه، كما أمر بإعطائهم كامل التعويض، ونبه بسرعة الإجراءات، وأن يطمئنوا صاحبة البرقية باهتمامه بطلبها، وتقديره واحترامه لسدنة الكعبة المشرفة.  هكذا انحلت المشكلة، وفرحت السيدة واستلمت تعويضها وسكنت في بيتها الجديد، وجاء هذا الموقف معبرا عن كيفية عطف هذا الملك الإنسان وحرصه على جبر خاطر هذه المواطنة واعطائها حقها ولم يغضب من البرقية بل حرص على طمأنتها

 

 

***

** الموقف الرابع: اهتمام الملك سعود بالتعلم وحضوره للمحاضرات بالجامعة:

 

روي الأستاذ الدكتور عزت خطاب عضو هيئة التدرييس السابق بجامعة الملك سعود  عندما كان معيداً في جامعة الملك سعود في الرياض عام 1377 ــ 1378هـ إذ كان الملك يحرص على حضور المحاضرات التي يلقيها مدير الجامعة عبد الوهاب عزام أو عميد كلية الآداب مصطفى السقا فيقول: إن إدارة الجامعة تتصل بالديوان الملكي لتخبر الملك بموعد المحاضرات التي سيلقيها هذان الأستاذان، وكان يهم الملك سعود أن يستمع لما يلقى من محاضرات تاريخية أو أدبية، ويذكر أنه يفرش له سجادة ويوضع عليها كراسي في صدر المدرج في الصالة التي يلقي فيها المحاضر محاضرته على الطلاب، فيأتي الملك بموكبه الرسمي فيعزف له السلام الملكي ثم يأتي المذيع المرافق ــ وقتها ــ بكر يونس ليقدم المحاضرة قائلا: بعد تلاوة القرآن الكريم إليكم الطالب المعيد عزت خطاب ليقدم لكم المحاضر، فكان هذا التقديم يغضب الدكتور عزت لكونه أستاذاً وليس طالباً.

 

 

***

 

** الموقف الخامس: قصة إنشاء معهد الأنجال والشيخ عثمان الصالح:  

 

شهد عهد الملك سعود عندما كان ولياً للعهد ثم ملكاً للبلاد محطات هامة ونقلات لافتة في قطاع العلم والتعليم ولعل أولى هذه المحطات ما حدث قبل 62 عاماً عندما تلقى المعلم الشاب عثمان الصالح الذي غادر منطقة نجد إلى الساحل الشرقي من البلاد لمزاولة التجارة بعد تركه مهنة التعليم برقية من الأمير سعود بن عبد العزيز ولي عهد السعودية تفيد بضرورة سفره العاجل إلى الرياض لمهمة خاصة.

 

حمل الشاب عثمان الصالح أمتعته على عجل عائداً إلى الرياض وتوجه عند وصوله إلى مكتب ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز وعند مقابلته أوكل إليه الرجل الثاني في الدولة الناشئة مهمة إنشاء مدرسة جديدة نواتها حجرة صغيرة في ركن من أركان قصر ولي العهد كانت تستخدم مدرسة طلابها آنذاك لا يتجاوز عددهم بضعة عشر طالباً على رأسهم أنجال ولي العهد الثلاثة: مساعد ومحمد وعبدالله، ولم يكن بها من المدرسين إلا أستاذ فاضل وشيخ جليل هو الشيخ عبد الرحمن بن رشيد بن عوين، كانت هذه الحجرة عبارة عن كتَاب قديم ولم تكن على هيئة مدرسة نظامية، حيث لم يكن بها سنوات دراسية ولم تخضع الدراسة فيها وفق منهج دراسي تسير عليه فجاء هذا التوجيه من ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز لتطوير مدرسة أنجاله وفتحها لجميع أبناء الشعب وتابع تطوير المدرسة ودعمها بعد أن تسلم مقاليد السلطة لتتحول إلى أشهر المدارس في البلاد.

 

ولم يقتصر اهتمام الملك سعود على العناية بتعليم البنين من أنجاله والأمراء الآخرين وأبناء الوطن بل تعدى ذلك إلى الاهتمام بتعليم البنات عندما وجه المربي عثمان الصالح بافتتاح مدرسة «معهد الكريمات» لقناعة الملك بأهمية هذا النوع من التعليم الذي كان غائباً رسمياً عن المشهد التعليمي إلا من محاولات خجولة في بعض المناطق وكان هذا المعهد البداية الحقيقية لتعليم البنات في العاصمة.

 

 

***

 

** الموقف السادس: تقديره للعلماء وافتتاح مدارس البنات:  

 

وأضرب مثال على ذلك عندما أراد أن ينشئ مدارس للبنات استشار كبار العلماء وأخذ رأيهم رغم اعتراض بعض المتشددين لكن:صدر البيان الملكي عن تعليم البنات بتوقيع الملك سعود، وأذاعته المديرية العامة للإذاعة والصحافة يوم الخميس 20/4/1379هـ  1959م، وتم نشره في صحيفة أم القرى العدد 1790، الصادر يوم الجمعة 21/4/1379هـ على النحو الآتي:  “الحمد لله وحده وبعد، فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية كإدارة المنزل وتربية الأولاد وتأديبهم مما لا يخشى فيه عاجلاً أو آجلا أي تغيير على معتقداتنا؛ لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة في المؤثرات التي تؤثر على النشء في أخلاقهم وصحة عقيدتهم وتقاليدهم، وقد أمرنا بتشكيل هـيـئـة من كبار العلماء الذين يتحلون بالغيرة على الدين والشفقة على نشء المسلمين في تنظيم هذه المدارس ووضع برامجها بمراقبة حسن سيرها فيما أنشئت له، وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ على أن تُختار المدُّرسات من أهل المملكة وغيرهن اللواتي يتحقق فيهن حسن العقيدة والإيمان، ويدخل هذه المدارس ما قد سبق فتحه من مدارس للبنات في عموم المملكة، وتكون جميعاً مرتبطة في التوجيه والتنظيم بهذه اللجنة تحت إشراف سماحته، مع العلم أن هذا التشكيل يتقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس، ونأمل أن يكون ذلك في وقت قريب، والله الموفق ولا حول ولاقوه إلا بالله".

 

"ومن أدلة حرص الملك سعود على أن تنال الفتاة السعودية نصيبها من التعليم أنه كان يقوم بإرسال المدرسات إلى المنازل لإقناع الأهالي بضرورة المبادرة إلى تعليم بناتهم وإرسالهن إلى المدرسة، وكان يحرص على تشجيع الطالبات على التعليم فكان يردد أمام الطالبات والمعلمات جملة: (العلم سلاح في يد الإنسان)، وكان يعامل الطالبات كبناته تماماً، وهذا مما ساهم في إقبال المزيد من الطالبات على هذه المدرسة".

 

***

رحم الله الملك سعود وتغمده بمغفرته