** تلقيت أصداء كثيرة على مقالي السبت قبل الماضي الذي كان عنوانه: (ملاحظات مهمة ستختفي من الحرم)، وقد حملت الأصداء ملاحظات جديدة ومهمة، وقد طلب مني باعثوها تناولها وهم متفائلون بالتجاوب معها على ضوء ما رأوا من هذا النشاط الذي بدأ به معالي الشيخ عبدالرحمن السديس عمله منذ تولي رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي -وفقه الله-.
وهذه أبرز ملاحظات ومقترحات الإخوة والأخوات أعرضها بشكل سريع وهي لوجاهتها وأهميتها لا تحتاج إلى مزيد من التبرير:
** النساء ومكانهن بالصحن:
* أكثر من أخ وأخت أشاروا إلى صغر المساحة المخصصة للنساء بصحن الطواف.. مع أنهن يشكلن ما يقارب الربع من المتواجدين في بيت الله الحرام والمساحة المخصصة لا تشكل عُشر المطاف.
** ضرورة تركيب مظلات بالساحة الجنوبية:
* الساحات الجنوبية التي أمام شركة مكة تمتلئ بالمصلين كل وقت وهي بحاجة ماسة وسريعة إلى تركيب مظلات فيها تقي المصلين لهيب حرارة الشمس ويفترض ألا ينتظر تركيب المظلات فيها حتى تنتهي توسعة الساحات الأخرى، ومقدمو هذه الملاحظة يؤملون أن يسعى الشيخ السديس مع الجهة المختصة من أجل سرعة تركيب مظلات بهذه الساحات، لإراحة وتيسير العبادة لأولئك الذين تراهم ركعاً سجداً جاؤوا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا.
** الشيخ الغامدي والمشاركة في رمضان:
* هذه الملاحظة تتعلق بمطالبة عدد من القراء والقارئات أن يشارك إمام الحرم الشيخ خالد الغامدي بصلوات التراويح بحكم جودة صوته، وتلاوته الخاشعة ليكون مع الأئمة الفضلاء الذين سيؤمون المصلين برمضان واقترح إذا لم يكن ممكناً مشاركة الشيخ الغامدي بالتراويح أن يؤم المصلين في بعض الصلوات الجهرية برمضان.
تقبل الله من الجميع صلواتهم وقيامهم وكل رمضان والجميع بخير وكل يوم وكل ساعة وبيت الله يمسي ويصبح مثابة للناس وأمنا.
***
=2=
* مولع بفضاء الله يذرعه?
* إلى ع – م:
** تتقاذفك المطارات..!
من جو إلى أرض, ومن أرض إلى جوِ “كأنك مولع بفضاء الله تذرعه” كما قال ابن عمك “ابن زريق” عندما امتلأت عيناه بزرقة الدموع, ووحشة الغربة، وحرقة الهجر..!
وتعظم وحشة سفرك!
عندما تكون فرداً بلا رفيق.. “وحيداً من الخلان في كل بلدة” كما قال أمير الكبرياء “ المتنبي”!
هل لأن لحم جسدك مكون من ذرات تراب وطنك؟
هل لأنك خلَّفت في هذا التراب الأغلى ذكرى دمعة. أو ومضة ابتسامة!
وتزعم أنك لا تتغير ولا تتبدل!
“ومن ذا الذي – يا عز – لا يتغير؟”.
إنه لم يوجد بعد ذلك الإنسان الذي لا ينكسر قلبه وهو يفارق ربعه ومرابعه.. نخيل أرضه, وسواقي حقوله!
أرأيت حزن النوارس وهي تبتعد عن شواطئ بحارها.
أرأيت وجع الأسماك وهي تغادر دفء المياه.
أرأيت نزف جراح العاشق وهو يعود حاملا جرح الهوى وشجن “النأي”!.. إنه حزن الغريب، ووجعه وجراحه!