🌱كتاب يستحق أن يُقرأ: “أوراق نقديَّة” ل: د/زكية بنت محمد العتيبي
✍🏻حمد بن عبدالله القاضي
🌻 بعض الكُتُب تجدك منجذبا إليها حين يتحدَّث عنها مؤلِّفها وهو أفضل من يكشف كوامنها.
هذا الكتاب “أوراق نقدية” لمؤلفته الفاضلة أ.د/ زكية بنت محمد العتيبي شاقني لقراءته حين تهيأ لي أن أحضر أمسية قيصرية الكتاب التي كانت ضيفها المؤلفة وحاورتها زميلتها القديرة د/ حصة المفرح..
🍃🍃🍃
جذبني حديثها عنه وقصة تأليفه ولم يكن مبحث هذا الكتاب عن “البلاغة والنقد” هو شغفها كما أشارت بالمقدمة لكنها حين اتجهت إليه أجادت ومن ثماره: هذا الكتاب الذي إخاله من أول إصداراتها أو لعله أولها .. نضدت حروفه بأدوات الناقدة وحس الشاعرة.
🍃🍃🍃
وكان أول فصل فيه عن ديوان شعري جميل ل أ/ خالد الغامدي “الأوكسجين المر” فقد تناولت بإبداع وجدة “أنسنة المشاعر” في قوافيه انطلقت فيه بقراءتها النقدية إلى تشخيص الأنسنة، وما أجمل قراءتها لأبيات الشاعر وقصائده من خلال نظرتها “لأنسنتها”.
ولمساحة هذه الزاوية لن آتي على تفاصيل ما ورد بهذا الفصل والفصول الثلاثة الأخرى
🍃🍃🍃
الفصل الثاني عن “سيمائية الشخصيات السردية” وربطها بالبناء الخارجي والداخلي
وكان مدار هذا البحث رواية “القندس” وبطلهال د/ محمد حسن علوان الروائي المبدع الذي أخذته اهتمامات الإدارة عن جماليات الرواية وأذكر أنني أبديت له هاجسي حين هاتفته بدء دخوله معترك العمل الإداري.
قرأت المؤلفة هذا النص الأدبي العذب من خلال نافذة المنهج “السميائي” وأدعوكم لقراءة هذا البحث الجميل الجديد حين اقتنائكم للكتاب وسيزيدكم هذا البحث شوقا لقراءة هذه الرواية.
🍃🍃🍃
أما الفصل الثالث فقد تماهى مع أحدث أدوات النشر التقنية ولعله أشهرها منصة x “تويتر” ودلفت فيه إلى أهم مخرجاته الكتابية الأسلوبية واختزالاته فالإنجاز هو البلاغة وتويتر يلزم الكاتب بالاختزال وبتكثيف المحتوى بحروف محددة ومفردة الإيجاز يعادلها مفردة “التوقيعات”.
🍃🍃🍃
لقد سارت بهذا البحث لتصل إلى أن ثمرة الايجاز بثقافتنا العربية هو “البلاغة” التي تطوق النص وتحفز على قراءته دون الإخلال به أو ببلاغته ولا تقصد ولا أقصد بلاغة “المحسنات البديعية” وإن كان جميلا أن تطوف المحسنات بالنص دون تكلف أو تعسف لكن البلاغة الأهم في القدرة على إيصال رسالة النص ومحتواه. وهذا الفصل “دراسة بلاغية نقدية شاملة فهو بحث لم يتناول كتابا أو نصا شعريا أو روائيا محددا.
🍃🍃🍃
أما المبحث الرابع والأخير في كتاب ” أو اق نقدية” فهو رحلة بين القديم والحديث عبر المقارنة بين البلاغة ومفهوم البلاغة بجمالياتها من جناس وتورية … مما يمكن أن نسميه بلغة العصر “إكسسوارات النص”.
ومن جماليات النص وإبلاغه زرع الجمال بقلب القارئ وعينه ومحاكاة الإعجاز بالقرآن الكريم .. وقد فنَّدت المؤلفة الكريمة دعوى من زعم أن البلاغة ليس مرجعيتها الأدباء العرب وإنما غير العرب كأرسطو ومن تبنَّى هذا الزعم د/ طه حسين.. ورسالتها بهذا البحث تأصيل البلاغة الجديدة وإعادتها إلى أصلها العربي عبر منهج تاريخي معضود بالشواهد وليس بالعاطفة.
🍃🍃🍃
وكم هو مبهج أن مؤلفة الكتاب أهدته برَّا ووفاءً لأمها وأبيها اللذين “تظلّلها دعواتهما كلما اشتد عليها قيض الحياة” وشملت باهدائها أسرتها الصغيرة التي يسَّرت لها الإبحار بعالم الحرف والتأليف ومنها هذا الكتاب الذي نشره نادي الأحساء الأدبي بمبادرة منه وقد أحسن بنشره فهو كتاب فيه إضاءات نقدية وإضافات بلاغية لسماء المكتبة السعودية والعربية.