logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

حوار مع حمد القاضي بصحيفة الحياة

ناصر البراق

حمد القاضي > لقاءات صحفية وثقافية  > حوار مع حمد القاضي بصحيفة الحياة ناصر البراق

حوار مع حمد القاضي بصحيفة الحياة

ناصر البراق

                                               

                                                                       

 

إن المشاركة في الفعاليات الثقافية الخارجية لا بد أن تشمل الجميع…

 

القاضي:لجوء الروائيات السعوديات لـ «الجنس» مخجل… و«رابطة الأدباء» قريباً

 

الرياض   – ناصر البراق

 


انتقد عضو مجلس الشورى الأديب حمد القاضي لجوء بعض الروائيات إلى ملامسة المحظور، لتسويق نتاجهن الروائي، مضيفاً: «إننا لا نريد أن تكون رواياتنا السعودية – كما قالت الكاتبة القديرة جهير المساعد: «قصصاً لعورات المخادع» إذ غالبيتها توظّف الجنس بطريقة مخجلة للبحث عن الانتشار والشهرة وليس لخدمة العمل الروائي فنياً واجتماعياً».

 

وقال القاضي إنه متفائل بسيادة الشعر، وببقائه صامداً أمام المد الروائي، مشيراً إلى أن «الشعر والمقال هما فارسا هذا الزمان وكل زمان». هنا حوار

 

* اللجنة   الثقافية والإعلامية بمجلس الشورى، عندما كنت رئيساً لها درست نظام «رابطة الأدباء والكتاب» ثم صدرت بقرار من المجلس… ما الجديد حول هذا   الأمر؟

 

المجلس – حسب نظامه – رفع نظام هذه الرابطة إلى المقام السامي،   والقرار   أحيل إلى الجهات التنفيذية بالحكومة، ولعلها ترى النور قريباً.

 

* قرأنا قبل فترة أنك بصدد إصدار كتاب قلت عنه، إنه كتابك الأغلى وعنوانه «مرافئ على ضفاف الكلمة»… ماذا عن صدور هذا الكتاب؟

 

– منذ نحو سنة وأنا أعمل على إنجاز هذا الكتاب، الذي هو أغلى كتبي فعلاً، لأنه يمثلني كاتباً وإنساناً،   ولأني   أهديته إلى أغلى الناس «أمي» رحمها الله. ومع الأسف حتى الآن لم أنجزه بسبب الالتزامات العملية والاجتماعية، أرجو أن يتم خلال الأشهر المقبلة.

 

* بعد استراحة المحارب من «المجلة العربية»… ألا تفكر بالعودة لرئاسة مطبوعة أخرى؟

 

 

لا أفكر حالياً بشيء من ذلك، فقد تخليت عن مهمة وانشغلت بأعباء أخرى، و«المجلة العربية» لم تكن إلا واحدة من المهمات التي أقوم بها، ولقد عُرض عليّ حال تركها، رئاسة إحدى المطبوعات ولكني اعتذرت.

 

* كان لك برنامج ثقافي في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، باسم «رحلة الكلمة» وكان البرنامج يمثل حوارات مع رموز الثقافة في بلادنا… لماذا غاب هذا  البرنامج   المتابع؟

 

أنا أوقفت البرنامج. إذ بعد تشرفي بالانضمام إلى مجلس الشورى، ضاق وقتي والبرنامج يحتاج إلى متابعة، لذا اعتذرت.

 

* في «جداولك» السبتية في صحيفة «الجزيرة» لجأت أخيراً إلى تنويع مواضيع الزاوية… ما الذي حفّزك إلى ذلك؟

 

هذا هو ما يريده «الزبون»، أقصد القارئ الذي رأيت أنه بدأ يمل، أولاً يتابع المقالات والزوايا المطولة لتزاحم وتكاثر «خراشات» الوسائط الإعلامية الأخرى عليه، من فضائيات وإنترنت وغيرها، فضلاً على أنني رأيت ارتياح أطياف القراء من هذا النهج، فهناك قارئ تعجبه هذه الفكرة، وآخر يريد فكرة أخرى، وهذا التنويع متعب للكاتب حيث يقدم أفكاراً عدة، ويختزل كل فكرة   بسطور   محددة، لكنه مريح للقارئ. ويهون التعب من أجل عيون القراء!

 

* اسألني ماذا أضفت أنا لمجلس الشورى وليس العكس.  

 

بوصفك   معنياً بالشأن الثقافي… ماذا أضاف إليك انضمامك إلى مجلس   الشورى؟

 

 

لعل السؤال يكون: ماذا أضفت أنا إليه؟ الذي أستشرفه أن أكون قد أسهمت في تقديم بعض الرؤى والآراء التي تخدم أبناء الوطن، مع بقية الزملاء الأعضاء مؤملاً المزيد من تفعيل دور المجلس في دوره التشريعي والرقابي، وتناول كل ما يهم المواطن   وما   يلامس منجزنا التنموي.

 

* أنت متفائل ببقاء الثقافة المطبوعة، على رغم انتشار وسطوة الوسائط الأخرى… على ماذا بنيت رؤيتك ببقاء الثقافة المطبوعة؟

 

أستطيع أن أعدد كل مبررات قناعتي حول بقاء الثقافة المطبوعة، ولديّ بحث مطول في ذلك، ومختصر رأي أنه  ليس   هناك وسيلة تنفي وسيلة أخرى، فالتلفزيون لم يلغ الراديو، والإنترنت لم يغيب التلفزيون، إذاً هناك تكامل وليس إلغاء، ثم إن الكتاب والصحيفة تستطيع أن تقرأهما في كل مكان وزمان، وهما أوفر راحة للعين والجسم، ولا تحتاج الثقافة المطبوعة إلى وسائط كهرباء وأخيراً الثقافة الورقية، تمتاز بالناحية التوثيقية بخلاف الثقافة الرقمية. وخلاصة الرأي أن تتم القراءة بأي وعن أي وسيلة. وكل إنسان يقرأ على   الطريقة   التي تريحه تماماً، كما أن من حق الإنسان أن ينام على الجنب الذي يريحه، ولا تقاطع – إطلاقاً – بين مختلف الوسائط.

 

* هل   ترى أننا – الآن – في زمان الرواية؟ وماذا ترى بهذا الطوفان الروائي؟

 

أنا لا أرى ذلك. الشعر والمقال هما فارسا هذا الزمان وكل  زمان !

 

أما الطوفان الروائي فمع الأسف وجدت أن معظم هذه الروايات، وبخاصة التي كتبتها بعض الكاتبات لدينا، تتكئ بانتشارها على ملامسة المحظور. من جنس وغيره. إننا لا  نريد أن تكون رواياتنا السعودية – كما قالت الكاتبة القديرة جهير المساعد: «قصصاً لعورات المخادع!» إذ غالبيتها توظف الجنس بطريقة مخجلة، للبحث عن الانتشار والشهرة، وليس لخدمة العمل الروائي فنياً واجتماعياً.

 

إن أكثر الروايات الأخيرة الرديئة غيبت بعض الأسماء القصصية والروائية النسائية المبدعة مثل: أميمة الخميس، خيرية السقاف، رجاء العالم، رقية الشبيب وفاطمة العتيبي وغيرهن كثير.

 

* بحكم تجربتك من خلال إنشاء دار «القمرين للنشر»… ما مسؤوليات دور النشر في انتشار الكتاب السعودي؟

 

لا أستطيع أن أبدي رأيي فأنا «طالب مستجد» في هذا  الميدان، وأنا فعلاً أنشأت هذه الدار، لكن وجدت العمل بالنشر يحتاج إلى الكثير من الوقت، وأنا لا أملك ذلك ولهذا جمّدت النشر بعد إصداري كتابين يتيمين الأول للصديق الدكتور غازي القصيبي وهو ديوان سمّاه «البراعم» ويمثل قصائده الأولى التي لم ينشرها، والثاني كتاب لطيف للدكتور عبدالعزيز الخويطر «النساء رياحين». ولا أعتقد أن  «القمرين» في الفترة الحالية ستشرف بإشراقة أقمار أخرى من سمائها.

 

* مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية الخيرية، التي أنت الأمين العام لمجلس أمنائها … هل استطاعت أن تخدم تراث حمد الجاسر واستمرار رسالته؟

 

أحسب ذلك. فالمؤسسة قامت لتحقيق هدفين: الوفاء للعلامة الرمز الشيخ الجاسر، إذ جاء إنشاؤها بعد وفاته بمبادرة من ابن الراحل معن وعدد من تلاميذ الجاسر ومريديه. وبارك الفكرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز أحد أبرز محبي الجاسر ومقدري تاريخه. والهدف الثاني: هو استمرار دور الجاسر الريادي في خدمة ثقافة بلادنا وتاريخ العرب، وجغرافية بلادهم، والمؤسسة – من هذا المنظور – استطاعت أن تنهض بهذه الرسالة عبر استمرار طباعة معاجم   ومؤلفات الجاسر، ومن خلال تشجيع الباحثين وعبر استمرار مجلة «العرب» ودوام عقد ندوته «الخميسية» كل أسبوع فضلاً عن الأعمال الثقافية الأخرى، التي ينهض بها ذراع  المؤسسة التنفيذي: مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي، ولا جرم أن المؤسسة لا يمكن أن   تنهض   بكل ما كان يقوم به علامة الجزيرة، فقد كان باحثاً استثنائياً بدأبه وعطائه   وبحوثه،   رحمه الله.

ولعل   الجميل أن عدداً من تلامذة الشيخ حمد الجاسر ترجموا محبتهم   ووفاءهم للراحل بالعمل، متطوعين في مؤسسته إسهاماً في خدمة تراث الجاسر وعلمه وتاريخه. وأرجو أن يحذو تلامذة رموزنا الراحلين حذو ما قام به محبو الشيخ حمد   الجاسر.

 

* هناك شكوى من بعض الأسماء الثقافية من تهميشهم وعدم دعوتهم بالمشاركة داخلياً وخارجيا،ً من وزارة الثقافة والإعلام أو من المؤسسات الثقافية التابعة   لها؟

 

أنا شخصياً لم أشعر بذلك فأنا من الذين أدعى، لكن ظروفي لا تسمح لي أحياناً بالاستجابة. أنا أسمع هذه الشكوى من بعض الأخوة الأدباء والكتاب والشعراء الفاعلين في المشهد الثقافي، ولذا فأنا أدعو وزارة الثقافة والإعلام ومؤسساتها  الأخرى من أندية وغيرها إلى أن تساوي بين الزملاء بالدعوات. وألا تكرر الأسماء سواء بالمشاركات الداخلية أم الخارجية، فسماء المشاركة بالمنجز الثقافي السعودي يجب أن يستظل بها الجميع.

 

* تُتّهم بـ «الرومانسية» في بعض كتاباتك للهروب من واقع يبرز فيه حضور الحرب لا الحب… ما رأيك؟

 

تهمة جميلة أسعد بها، إن رؤيتي: إن الإنسان جسد وعقل  وقلب. الجسد يريد طعامه المادي، والعقل يستشرف غذاءه الفكري، أما القلب فيتوق إلى روائه العاطفي. وأزعم أن رسالة الحرف هي تحقيق هذه الغايات النبيلة ولدى الصينيين مثل جميل: «إذا كنت جائعاً ولديك درهم فاشتر بنصفه رغيفاً تملأ به معدتك واشتر بنصفه الآخر وردة تسعد بها مشاعرك!». وختاماً دعني مع بعض الكتاب – إن استطعنا – نحاول أن ننقل القارئ بعض الوقت وعلى أجنحة الحرف من دماء القنابل إلى ورد الزنابق. ومن دجى الليل إلى وهج الفجر. ومن آثار الألغام إلى فضاءات الأنغام… ألم يقل شاعرنا الراحل طاهر زمخشري:

 

        «الحب قيـــثارة النفــوس ولحنها

                 عـــذب المـــقاطع راقـــص الأنغام

        وعلى صداه العذب تضحك للأسى

                 رغـــم الخطـــوب وزحمـة الآلام»

 

دعونا نجعل شجرة تورق بالاخضرار في فضاءات هذا الزمن «المعتل الآخر»!