التحديات التي تواجه الشباب العربي وسبل مواجهتها
حمد بن عبدالله القاضي
(ذ)
محاضرة:
التحديات التي تواجه الشباب العربي وسبل مواجهتها
***
محاضرة تم إلقاؤها في دورة التنظيم والإدارة التي نظمها اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية في الفترة من 19-7-1432هـ إلى 11-8-1432هـ بالمملكة المغربية – الرباط – (4)
***
التحديات التي تواجه الشباب العربي وسبل مواجهتها
***
أ / حمد بن عبدالله القاضي
عـضـو مـجلس الـشورى
بالمملكة العربية السعودية
أمين عام مجلس أمناء مؤسسة
الأديب حمد الجاسر الثقافية
***
محاور المحاضرة
هذه المحاضرة تتناول الصعوبات التي تعترض الشاب العربي عندما يبدأ مسيرة حياته أو يمارس هوايته، أو يلتحق بعمل.. وتوضح بالقصص الواقعية كيف يستطيع أن يتجاوز العقبات ويحقق النجاح بإذن الله.
***
أولاً: أهمية المعلومة
ثانياً: كيف يتشكل الوعي
ثالثاً: ضرورة التخصص
رابعاً: النجاح هو التفرد
خامساً: حب الخير والنجاح للآخرين
سادساً: ثقافة التعامل الحسن
سابعاً،: النجاح والخلطة السرية
ثامناً: البعد عن ثقافة التقليد
تاسعاً: الطموح والفردوس
عاشراً وأخيراً: عدم الاستغراق في العمل أو الهواية
***
توطئة:
عندما دعيت للمشاركة للحديث عن ((التحديات التي تواجه الشباب العربي))؛ احترت أولاً عن أي موضوع أتحدث.. وطافت بذهني أطياف من الموضوعات فاخترت الحديث عن موضوع تشكيل الوعي نحو مواجهة الصعوبات وارتياد النجاح.
أيها الأخوة والأخوات: لن أشعّب الحديث في هذه الورقة التي تدور حول ((الوعي)) بوصفه منطلقاً مفصلياً نحو مواجهة الصعوبات وارتياد النجاح وسوف اختزل محاور هذه الورقة ببعض الأمور التي أرجو أن تجدوا فيها ما ينفع ، وقد استقيت أغلب جوانب حديثي من خلال تجربتي العملية المتواضعة بالحياة من جانب، واستناداً إلى قراءتي في عديد من المجالات الثقافي منها والاقتصادي والاجتماعي.
أستشرف أن تجدوا فيها ما يكون فيه بعض الضوء أمامكم وأمامكن ، وسوف أدع الوقت الأوفر للحوار بيننا بعد تلاوة هذه الورقة.
***
أولاً : أهمية المعلومة :
أبدأ أولاً بفاتحة أي عمل ألا وهو توفر المعلومة للإنسان بشكل عام ، سواء كان طالباً أو مسؤولاً أو موظفاً أو لاعباً وسواء كانت المعلومة تعني شأناً اقتصادياً أو ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً في ميادين الحياة قاطبة وعن الآخرين الذين سيعمل معهم أو سيواجههم، من لا يملك المعلومة لا يستطيع أن يمتلك مقود النجاح.
المعلومة تجعل الإنسان يمتلك القدرة والثقة عندما يقدم على أي عمل أو مشروع فضلاً عن مساعدته في التخطيط لأي عمل يقدم عليه ، ناهيكم عن معرفته بما يدور حولـه في هذا العالم الصغير، إن أي عمل تجاري – مثلاً – يتأثر بكافة الأحداث الاقتصادية والسياسية في أي مكان بالعالم فنحن في زمن العولمة السياسية والثقافية والاجتماعية، والمعلومة ليست رقماً أو تجربة أو نظرية فقط بل هي كل ذلك وأكثر، والبرتقال– كما يقول المثل الغربي – ليس هو الفاكهة الوحيدة.
المعلومة تجيء عن طريق متابعة ما يدور في هذا الوجود سواء داخل مجتمعه أو خارجه في الفضاء الكون، والمعلومة تأتي عبر لقاء ومن خلال الإفادة من تجربة الناس أو قراءة كتاب أو صفحة جريدة أو موقع بالنت.. ((المعلومة الصحيحة)) هي التي تقود الإنسان إلى دروب النجاح.
***
ثانياً: كيف يتشكل الوعي:
الوعي يتطلب معرفة مداخل الحياة ومخارج العمل وآليات النجاح وكيف التعامل مع الناس فيه وهذا لا يتشكل بالأماني والأحلام ولكن الوعي بها يجيء عن طريقين:
* أ – الاستيعاب لما يتم الإطلاع عليه في كافة المجالات عامة وتوظيفه في مواجهة التحديات والانتصار عليها.
* ب- الإفادة من تجارب الناجحين بل والفاشلين سواء المتقدمين أو المتأخرين ، ربما أن ((تجربة)) مرّ بها إنسان تختزل كثيراً من الجهد وتعين الإنسان على اختيار من يعملون معه ، بل إن مثل هذه التجارب قد تنأى بالإنسان عن دروب الفشل .
دعوني أقدم أنموذجاً من هذه التجارب .
اسمعوا هذه التجربة: ((ثري من الأثرياء كان لديه قصر كبير وأراد مديراً لهذا القصر، ولكن أراد قبل تعيينه مديراً لقصره اختبار قدراته، فعندما جاء الرجل الذي سيختاره للعمل طلب منه أن يأخذ إناء يحمله معه فيه قطرات من الزيت على أن يعود من جولته على القصر ومعرفة محتوياته ومعه الإناء دون أن تنسكب قطرات الزيت منه ، وفعلاً قام هذا الرجل بجولة شاملة على القصر، وعندما عاد سأله صاحب القصر: هل رأيت بركة السباحة ؟ فأجاب: إنه لم ير بركة السباحة فقد كان تركيزه على إناء الزيت، هنا قال لـه صاحب القصر أنت لا تصلح ، فأنا أريد مديراً لا يشغله التركيز في أمر عن أمر آخر، بل أريد الاهتمام بكل الجوانب)).
الحياة توازن ولا يجوز أن يطغى اهتمام على اهتمام، وعلى الإنسان– بخاصة في الميدان التجاري – ألا يركز على شيء ويترك أشياء أخرى لكي يحقق النجاح .
***
ثالثاً: ضرورة التخصص:
التخصص بعمل معين أو حتى هواية محددة، وعدم الانتقال بسبب الملل أو نحوه من نشاط إلى نشاط ومن هواية نجح فيها الإنسان إلى هواية لا يجيدها وعلى الإنسان إذا نجح في مجال أن يستمر فيه ، وأروي هنا قصة رجلين أرادا أن يغيرا من نوعية عملهما، فأحدهما طلب التريث والتفكير، وهو في دوامة التفكير قرأ هذه المقولة للخليفة عمر بن الخطاب وهي: ((من بورك لـه في شيء فليلزمه)) . فلزم عمله وبارك الله فيه ونجح نجاحاً كبيراً والآخر انتقل
إلى مجال عمله متطلعاً إلى نجاح مادي أكبر ولكن لأنه لم يدرس العمل الجديد مني بخسائر كبيرة .
انظروا وانظرن إلى من حولكم وحولكن من رجال الأعمال وسيداته تجدوا أن الذين نجحوا هم الذين ركزوا على ميدان معين ، لكن الذين ينتقلون دون دراسة وتدقيق من مجال إلى مجال هم في الغالب يخسرون ولا يربحون .
***
رابعاً: النجاح هو التفرد:
النجاح على صعوبته قد يتحقق لكن النجاح نسبي.. النجاح الأغلى أو ما يمكن أن نسميه ((التفوق)) يكون بالتميز والتفرد فهذا هو النجاح الأبقى! .
إن الطالب عندما يبذل بعض الجهد يحقق النجاح ، لكن الأروع أن يجد ويتعب أكثر ليحقق التفوق على غيره ، ومن يدخل ((السباق)) ممن يملكون مهارة الركض فإنه يعد من السباقين ، لكن الأعظم أن تسبق الآخرين.
أهم مدماك لهذا النجاح المتميز هو ((الطموح)) المبني على قدرات الإنسان وإمكاناته وهو لا يتقاطع مع التأمل وحساب الخسائر، وفي ثقافتنا الإسلامية: الطموح للأعلى مطلوب ومشروع في شؤون الدنيا والآخرة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سألت الله الجنة فأسأله الفردوس الأعلى فيها)) وهذا هو الذي يسمى ((التميز والتفرد)) في مسألة النجاح وكسر النمطي.. بل هذا هو الخيار الأجمل الذي يخضِّب حياة الإنسان بالكثير من السعادة والوافر من العطاء لـه وغيره.
***
خامساً: حب الخير والنجاح للآخرين:
من أهم عوامل النجاح في نظري: حب الخير للآخرين وعدم حسدهم فهذا فيه ثراء للنفس قبل ثراء الجيب ونجاحك في عمل أو هواية لا يعني ألا ينجح الآخرون فالسماء كبيرة تتسع لملايين النجوم ، والميدان واسع يستوعب آلاف الفائزين ، وقد روى الأستاذ الكاتب المعروف علي الحسون أحد أبناء المدينة المنورة أنه كان في المدينة المنورة إلى سنوات قريبة أن الزبون إذا جاء إلى البائع صباحاً وكان هذا البائع باع على زبون آخر دله على جاره قائلاً: أنا استصبحت برزقي فأذهب إلى جاري.. الله إنه الإيثار أحد أسباب النجاح عندما يسمو الإنسان على غريزة الأنانية فيه، وما أعظم الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أو حاجة.
***
سادساً: ثقافة التعامل الحسن:
* هذه المسألة تدخل وتتداخل مع الوعي الذي يقود إلى النجاح في دروب الحياة؛ ثقافة التعامل الحسن مع الآخرين سواء كانوا رؤساء أو زملاء أو عملاء ذلكم هو حجر الزاوية في معادلة النجاح ، وبدونها سيهرب الناس منك مهما كان عطاؤك ، ونحن لا نحتاج إلى استيراد هذه الثقافة فهي موجودة في سماحة إسلامنا.. وحسبنا أن الله يقول عن رسوله الذي جاء لهداية البشرية: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [سورة آل عمران آية 159] والرسول يقول صلى الله عليه وسلم : ((ما دخل الرفق في شيء إلا زانه)).
***
سابعاً: النجاح والخلطة السرية:
في تقديري ليس هناك عامل واحد يؤدي إلى النجاح، لكن هناك العديد من العوامل التي تشكل ما يمكن أن يسمى ((الخلطة السرية)) للنجاح.
وإذا توفرت الأسباب سواء كانت معنوية أو مادية فإنها هي التي تجعل المرء أو المرأة يقفان على مشارف النجاح .
ففي التجارة مثلاً: رأس المال وحده لا يمكن أن يحقق النجاح.. والإرادة وحدها لا توصّل إلى ميناء الفلاح.. والجدية لا تسير بصاحبها بمفردها إلى عوالم النجاح.
لكن ما يقود إلى النجاح : عندما تجتمع كل هذه الأسباب ولا يرتهن الإنسان إلى واحد منها أو يراهن على أحدها !.
وفي الميدان لا يكفي الحماس لكن لابد من استخدام كل الأسباب حتى آخر لحظة في الميدان هذه العوامل إذا ما التقت وتظافرت وصاحبها قبل ذلك وبعده – إيمان بأن الله سبحانه هو من ييسر طرق النجاح في الحياة والعمل والمدرسة والميدان.
النجاح إرادة وإدارة معاً..عندها يسير الإنسان وهو معتمر عقال الثقة أو فستانها إن كان امرأة فيكون الأجدر باحتضان نياشين الفوز سواء كان مادياً أو معنوياً . هذه هي خلطة النجاح السرية أو العلنية – إن كان للنجاح خلطة – وأي فقد أو عدم توفير لأحد من مقاديرها يعني السقوط في دائرة الفشل .
***
ثامناً: البعد عن ثقافة التقليد:
يبقى السؤال: ما هي معايير النجاح، أزعم أن من أكثر أسباب الفشل في الحياة يعود إلى عدم التجديد أو ما يسمى ثقافة التقليد ، فهم وجدوا الآخرين على أمة وهم على آثارهم مقتدون.
ما أكثر الذين فشلوا وفشلن عندما مارسوا هذه الثقافة: ثقافة المحاكاة، هناك مثلاً من يرى أن فلاناً أو فلانة نجح أو نجحت في مشروع فيسارعون إلى التقليد في الاتجاه إلى ذلك العمل أو تلك الهواية دون أن يعرف الإنسان قدراته في إقامة مثل هذا المشروع دون دراسة جدوى أو تفكير وهنا يفشل المقلد لأنه لا يملك الخبرة أو المقدرة.
النجاح – كما قال أحد رجال المفكرين –:((أن تفكر في غير المقلّد أو النمطي.. جدّد لتعانق التميّز)).
لقد قرأت رؤية إبداعية لمسألة النجاح وما يمكن تسميته ((التفكير بالمقلوب)) ونشرها الصديق الأثير د/ خالد المنيف بصحيفة ((الجزيرة)) هذا ما كتبه بتصرف: ((يشكو الكثير من الناس من عدم استطاعتهم الإتيان بأفكار جديدة وإن كانوا يقضون فترة من الوقت مفكرين إلا أن الأفكار الجديدة لا تأتيهم وما ذلك إلا لنقص ممارستهم للتفكير الإبداعي الذي تتعدد طرقه التي من أهمها ((التفكير بالمقلوب)) أي نفكر بالعكس ومن أمثلة ذلك ما يلي:
الأنموذج الأول: ذلك الذي ابتكر ((الشاي المثلج)) الذي يسمَّى ((آيس تي))، لقد فكر ذلك الرجل المبدع ورأى أن الشاي لا يقدم إلا ساخناً، فأراد أن يأتي بشيء جديد، ففكر ونجحت فكرته كثيراً وانتشر (( الشاي المثلج)).
الأنموذج الثاني: ذلك المخترع الذي فكر لماذا يكون الحبر خارج القلم ، وهداه تفكيره إلى أن يكون الحبر داخل القلم ، فهذا يحقق الراحة والتيسير على مستخدم القلم، وفعلاً عمل على أن يكون الحبر بالداخل واختفت الأقلام التي ترافقها المحبرة وأضحى القلم محبرته فيه.
الأنموذج الثالث: حدائق الحيوان في معظم أنحاء العالم تكون فيها الحيوانات محبوسة في أقفاص والناس حرة يتجولون فجاء أحد المبدعين وفكر بالمقلوب ، وقال : لم لا أجعل الحيوانات أحراراً والناس محبوسين وفعلاً قام بإنشاء أول حديقة للحيوانات الطليقة، أما الناس فهم طلقاء في سيارات يسيرون وينظرون إلى هذه الحيوانات المتجولة في الحديقة))، ونجحت هذه الفكرة ((المقلوبة)) ولقيت إقبالاً كبيراً)).
أجل.. لنحاول – فعلاً أن نفكر بالمقلوب ولكن المقلوب الإيجابي الذي يحفز على الابتكار، ويجعل جياد العطاء تركض نحو صارية النجاح.
***
تاسعاً: الطموح والفردوس:
عندما تستعرض حياة الناجحين؛ نجد أهم مدماك في نجاح هذا الشخص أو ذاك هو ((شمعة الطموح)) في وديان نفسه إذ لم يرض بما حصل عليه فنجده لم يركن إلى القناعة القاتلة بل نجده سعى وحلم واجتهد حتى وصل إلى ما يريد حيث لم يقنع سوى معانقة النجوم .
إن الطموح أمر مشروع دينياً ودنيوياً والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سألت الله الجنة فأسأل الله الفردوس الأعلى منها)) لكن لابد أن يقترن بهذا الطموح ويرافقه أمران مهمان الأول: امتلاك القدرة على الوصول إلى هذا الحلم والطموح.
وثانيها: الجدية والمزيد من الجهد والعطاء والعرق لتحقيق ما جعله هدف طموحه.. وبغير هذه الأدوات يضحي لا عملاً أنجز ولا طموحاً حقق.
***
عاشراً وأخيراً:
على الإنسان ألا يستغرق في عمله أو هوايته أو حتى دراسته بحيث ينسى واجباته الاجتماعية والإنسانية من بر والدين، أو صلة رحم، أو القيام بواجب عزاء أو جميل تهنئة، هنا قد يضيف أرقاماً إلى رصيده البنكي، لكنه يخسر الأهم: راحته..أسرته..علاقاته..إسهامه ومشاركته فيما يفيد وطنه وأمته، ليبقى عاطر الذكر وموفور الأجر. وتذكروا ما قاله الشاعر الحكيم:
ومن ينـفـق الساعــات في جـمـع مـالــه
مخافــة الفـــــقر فالــذي فـــعل الفــــــقر
وهذا صحيح فمن يشغل كل وقته وجهده لجمع المادة أو لأي شأن من شؤون الدنيا، فإنه قد يجمع الأموال ويرتقي المنصب لكنه يخسر الأغلى صحة وقياماً بالواجبات الأخرى ،واستمتاعاً بما أعطاه الله.
قد يربح الإنسان كثيراً ويضيف أرقاماً إلى رصيده بالبنك أو يصل إلى الكثير من الشهرة لكنه في المقابل قد يخسر صحته وعافيته أو تتقدم به السن فلا يستطيع أن يستمتع بما جمعه من مال أو ما حققه من نجاح ، أو قد يزوره هادم اللذات على حين غرة فيرحل ويبقى ما شقي بجمعه لغيره .
الإنسان في الحياة يعمل ويطمح أن يعيش مرتاحاً لا شقياً ، وإذا لم يتوفر الوقت وإذا ما استنزف حياته وشبابه الجهد فإنه لن يجد إلى ذلك سبيلا، فالمال أو المناصب ليست غاية، ومن يركض وراءها دون اعتدال بالسعي فإنه هو الخاسر هنا.. وقد تنتهي حياته دون أن يهنأ بما ظفر به ، أو ينال منه مرض فلا يسعد ولا يستمتع بما حصد ، بل كل ما لديه أرقام بالبنك . وأختم هنا بقصة حوارية جميلة تتماهى مع الحقيقة وتصدح بها: لقد سأل أحد الحكماء أحد الأغنياء: ما أغلى ما لديك فقال: صحتي رقم واحد، فسأله وماذا بعد؟ قال: الأولاد ثانياً، فأضاف صفراً بعد الواحد واتبعه بسؤال ثالث فأجاب قصر كبير، فأضاف صفرين إلى الرقم وسأله عن الثالث فقال المال فأضاف صفراً ثالثاً، ماذا بعد؟ يخت كبير فأضاف صفراً رابعاً واستمر الحكيم يسأل والثري يجيب حتى وصلت آماله إلى عشرة أصفار أي خانة المليار، ثم سألـه قائلاً: ماذا لو حذف رقم ((1)) ماذا يبقى قال: يبقى أصفار، فقال: عندها خلاصة تجربته: ((الصحة أولاً وكل ما يأتي بعدها مكسب !)).
أيها الأخوة والأخوات: جعل الله الصحة رداءنا، ووشاح النجاح لباسنا في دنيانا وأخرانا ورزقنا الله وإياكم في الدنيا النجاح والتميز، ورزقنا في الآخرة الفلاح وجنة المأوى.
وسلام عليكم من رب غفور رحيم