logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

جمال المرأة بين الأولين والمتأخرين

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > جمال المرأة بين الأولين والمتأخرين حمد بن عبدالله القاضي

جمال المرأة بين الأولين والمتأخرين

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

حقاَ..!

 

لقد تغيرت نظرة الناس إلى مقاييس الجمال ومواقع حسن المرأة وسحرها.!

 

لقد كانت الأجيال الماضية وكما نقرأ في أدبهم وأشعارهم – لهم نظرة مختلفة جداً في جمال المرأة عن النظرة المعاصرة.. وشعرهم – وبالأخص الشعر الشعبي – يدل على ذلك.!

 

فعندما تقراً قصائد غزلهم تجد نظرتهم مختلفة كثيراً عن نظرة الجيل الحالي، ولأكون أكثر دقة، غالبية أفرد الجيل الحالي..!

 

ولأضرب مثلاً واحداً من مقاييس جمال المرأة..!

 

يجعل المرأة الأكثر جمالاً، والأوفر حسناً هي المرأة الممتلئة الريانة ذات الأرداف والأكتاف، وذات الشحم واللحم، ألم يقل شاعرهم.

 

        "تمشـــي بـرفق خـــايف مـــدمج الســــاق

               يفصم أحجـول ضـامـها الثقــل من فـوق"

 

أما الآن فالنظرة لدى – الأغلبية – اختلفت كثيراَ.

 

فالمرأة الأكثر جمالاً وسحراً هي المرأة الرشيقة.. المرأة التي هي "جلد على عظم" على حد التعبير العامي..!

 

والتراث العربي يعضد ويؤيد فكرة الأخذ بنظرة أجدادنا لجمال المرأة، كما جاء في شعرهم الشعبي..!

 

فقد ورد في كتب التراث: أن هناك أعرابياَ كانت لديه أربع نساء كندية.

 

وغسانية، وشيبانية، وغنوية.. وكل واحدة وصفت جمالها بالشعر، وإحداهن جعلت ميزة جمالها أن نصفها قضيب، ونصفها كثيب، حيث قالت مفاخرة نظيراتها:

 

           "برانـي إلـهـي إلـه الســـمــــــاء

                          فنصف قضيب ونصف كثيب

            وألبسني مايسوء الحسود

                         جمال وملح وحسن عجيب"

ترى..

 

هل تأتي امرأة من العصر الحاضر

وتفاخر بذلك..!

 

بل تذكر كتب التاريخ أن الحجاج خطب للخليفة عبدالملك بن مروان امرأة وامتدحها لحسنها وجمالها.. وذكر أن فيها عيباً واحداً ألا وهو "كبر ثدييها" فأجابه الخليفة عبدالملك مبيناً نظرته لحسن المرأة: "إن المرأة لا يكتمل حسنها حتى يكبر ثدياها، حيث تدفئ الضجيع، وتروي الرضيع.!".

 

وأذكر أنني كتبت قبل سنوات موضوعاً تحت عنوان: "قرنَ عيناً أيتها الممتلئات"، وقد علقت فيه على بيوت التجميل والصيدليات التي نقراً عنها كل يوم دعايات تشير إلى تخصصها في إنحاف المرأة ورشاقتها، وقد كتبت في ذلك المقال مشيراً إلى أن الذي نقراًه قد تغتر به بعض النساء وما هو إلا دعاية، فالنظرة إلى الجمال – من ناحية الرجال – تختلف من شخص إلى آخر، لقد كتبت في ذلك المقال:

 

قضية الجمال قضية نسبية وربما جمال بعضهن  في امتلاء أجسادهن، وإذا كن سيراعين، نظرة الرجال فالقضية ذوقية أيضاً، فربما بعض الرجال يرون المرأة الأكثر جمالاً هي الأكثر امتلاء وقد يكون العكس، المهم ليس هناك قاعدة ثابته، بل إن الشاعر العربي قال منذ مئات السنين:

 

          "ترى الرُدف يحببن الرياح إذا جرت

               "ومي" بها – لولا التحرُج – تفرح"

 

فاطمأنن أيتها المكتنزات، وقرن عيناَ وحافظن على صحتكن من خداع "الريجيم" وأضراره، فالجمال أمر نسبي.. أما الصحة والأمراض وطول العمر فهي بيد الله، ولتؤمن – أخيراً – أن ما يتم نشره عن "بدانة المرأة وريجيمها" أصبح قضية "تجارية" أكثر مما هو قضية صحية أو جمالية.!".

 

وقد لقي المقال بعض الصدى من عدد من القراء، وكان الاعتراض عليه فقط هو عنوانه، إذ جاءتني رسالة تقول لو جعلت عنوانه "أيتها الرّيانات قرن عيناً" لكان المقال أكثر واقعية وجمالاً وهذا حق..!

 

٭٭٭

 

ترى.!

 

في الزمان الذي سوف يأتي بعدنا كيف ستكون النظرة إلى جمال المرأة.

 

أجزم أن الأمر سيظل مسألة نسبية بين فرد وآخر سواء كان في العصر الجاهلي، أو العصر " الإنترنتي".!

 

إنه لولا اختلاف الأذواق – عند الخطبة والزواج – لبارت كثير من النساء كما تبور كثير من الأشياء.

 

ثم إن الجمال ليس هو جمال الشكل فقط.

 

إن جمال شكل المرأة أمر مهم.

 

لكن جمال الخلق، وحسن الحديث، والثقافة، وفهم الحياة

 

هي الأروع والأبهى، بل هو الأبقى..!

 

لكن يظل الأجمل والأكمل.

 

أن يلتقي جمال الخَلق وحسن الخلق مع "توابل" مهمة تشكل الثقافة وحسن الحديث والتصرف أهم عناصرها.

 

٭٭٭

 

●● آخر المرافئ

 

● لغازي القصيبي:

"يا أعز الناس .. همي ثقيل

هل بعينيك مرتع ومقيل؟

هل بعينيك.. حين آوي لعينيك

مروج خضر وظل ظليل؟

هل بعينيك بعد زمجرة القفر

ظلال وخيمة.. ونخيل؟