** الكاتب السياسي عادة يختار عندما يريد أن يكتب مقاله السياسي: أي موضوع، وأي حدث، وذلك لكثرة وتتابع الأخبار والحوادث في فضاءات السياسة والعالم، وعندما هممت بالكتابة عن المعطيات والمنجزات الجديدة للثقافة السعودية والعربية وقعت في هذه الحيرة مع ان الموضوع ثقافي لا سياسي، اما سبب الحيرة فانني خلال الأيام الماضية، كلما توقفت عند منجز ثقافي وأردت أن اكتب عنه فاجأني من بعده منجز ثقافي آخر فعن ايها أكتب؟
إنها منجزات ثقافية كبيرة تمت في هذا الوطن، وكان وراء هذه المعطيات الثقافية التي اضاءت جبين الوطن خلال أيام وليس خلال سنوات قيادة هذا الوطن التي مثلها في المحافل الثقافية داخليا وخارجيا واحد من ابناء هذا الوطن المثقفين فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، انني لا اريد ان اطري أو امتدح هذا الرجل استجابة لعاطفتي نحوه، ولكنني وأنا اكتب عن ثقافة هذا الوطن أجده خلف كل هذه المنجزات الثقافية مثقفا ومسؤولا كان بتوجيه القيادة الرشيدة المبادر لتحقيق هذه المعطيات الثقافية.. ومن هنا فإشارتي إليه كلمة حق لا استطيع كتمانها لكيلا أكون …أخرس.
***
لقد تحقق في هذا الوطن خلال أيام إنجازات ثقافية، ليست لهذا الوطن فقط، بل ولابناء الأمة العربية .. إقرؤوا معي نماذج منها:
صندوق التنمية الثقافي بالوطن العربي ودعم خادم الحرمين الشريفين له بعشرة ملايين، مضاعفة إعانات الأندية الأدبية.
إقامة مبنى نموذجي لنادي مكة الثقافي على حساب خادم الحرمين الشريفين الشخصي، إنشاء الصندوق السعودي لتنمية الثقافة السعودية، ليكون عاملا مهما في دعم الثقافة السعودية ومعينا للمثقفين السعوديين على المستوى الشخصي والثقافي، وللثقافة الوطنية، اختيار الرياض عاصمة للثقافة عام (2000م),،إقامة مؤتمر للأدباء السعوديين بعد 25 عاما من انتهاء المؤتمر الأول، هل أنا في حلم أم حقيقة..!،بلى، والله في حقيقة ما دمت أعيش في وطن يحفل ويرعى قادته الكلمة التي هي رسول الحضارة والتطور، الكلمة التي كانت أول أمر الله لرسوله اقرأ !،لقد كان وراء كل هذه المنجزات رجل يسمى فيصل بن فهد بن عبدالعزيز انطلق من مواطنته وثقافته وإحساسه بدور الكلمة يبادر في إعلان ورعاية وتحقيق هذه المعطيات الثقافية التي لعلها توازي ما تحقق طوال سنوات طويلة,لقد كان هذا الرجل خلال الأيام الماضية سندباد خير وثقافة تنقل من الشمال الى الجنوب ومن الشرق ال الغرب حاملا مشعل المعرفة الوطنية والعربية من مصر الى الرباط الى تونس الى الشارقة الى جدة الى الرياض، إن الكثيرين لا يعرفون هذا الرجل سوى عبر الانجازات الرياضية الكبيرة التي حققها لبلاده بدعم القيادة الرشيدة لكني أجزم ان الكثيرين الآن عرفوه مسؤولا ومثقفا قدم انجازات ثقافية سوف تشرق اضواؤها، وتطرح ثمارها البالغة خلال الفترة القليلة القادمة,ان الجانب الذي قد لا يعرفه عدد كبير من الناس عن سمو الامير فيصل بن فهد انه قارىء ومتابع وواع لكل الطروحات الثقافية .. ولقد حدثني الصديق الاستاذ منصور الخضيري انه عندما يجلس في مجلس سموه يفاجأ وغيره باحاطة ومتابعة سموه لكل كتاب يصدر ولكل قضية ثقافية، وهو يتحدث ويحاور فيها حوار المثقف والواعي.. وطالما انبهر ضيوف المملكة الذين يلتقون بسموه في العديد من المناسبات,ومن يقرأ ويستمع الى كلمات سموه التي يلقيها كتابة وارتجالا يدرك ثقافة هذا الرجل، وسلامة لغته وجمال أسلوبه,لقد أمسك الرجل بتوفيق من الله بخيطي الثقافة والانسانية: الثقافة التي تثري عقله والانسانية التي تسعد قلبه.
***
وبعد:
أدع الحديث عن هذه المنجزات الثقافية التي كم يطيب الحديث عنها، وعن هذا الرجل الذي اعرف انه لا يرغب في الحديث عنه ولكنها كلمة حق لا بد منها كما قلت آنفا ,أدع كل هذا الحديث الجميل لأجدد الدعوة القديمة لانشاء وزارة للثقافة في هذا الوطن الذي هو منبع الثقافة ماضيا وحاضرا, إن إنشاء مثل هذه الوزارة يعني تكامل حضورنا السعودي سياسيا واقتصاديا وثقافيا داخل المملكة وخارجها. وإذا كان إنشاء الوزارة يحتاج الى وقت وتنظيم ودراسات فلا أقل من تغيير اسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب الى الرئاسة العامة لرعاية الثقافة والشباب وبهذا نسمي الأشياء بأسمائها.. فالرئاسة بشخص هذا الرجل الذي يقف على رأسها منذ اكثر من عشرين عاما هي تؤدي دورها كاملا بكل تفوق في خدمة ثقافة هذا الوطن تماما كما تؤدي دورها الشبابي والرياضي بكل نجاح.
ختاما:
بورك وطن يعلي شأن الثقافة وعاش وطن يقدم قادة ورجالات يرفعون راية الكلمة، ومنار الحرف.
** إضاءات شعرية:
** قال الشاعر محمد السنوسي:
رأس مال الأديب قلب رقيق
والصدى عن شعوره احساسه
** قال حاتم الطائي:
اماويَ ان المال غادِ ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر