ألوان الطيف في تفضيل الشتاء على الصيف
حمد بن عبدالله القاضي
🟢لكل وجهة هو مولّيها.
والناس مشارب يختلفون في كل شيء ابتداءً من المذاهب إلى ألوان الملابس..!
من أكثر ما وجد الاختلاف تباين الناس بتفضيل فصول السنة وبالأخص فصلي الصيف والشتاء.
كاتب هذه السطور من حزب الشتاء ولا يحب الصيف ولو خيّرت بين السكنى بمدينة شديدة البروده وأخرى ملتهبة الحرارة
لاخترت الأولى وبدون تردد..!
■■■
🟢 الصيف يصعب التعامل معه بارتياح فإن خرجت إلى الشارع حتى ولو كنت بسيارة مكيفة فإنك لا بد أن تتعب وتعرق وبالأخص عندما تنزل إلى الشارع، أما إن نمت على ضجيج المكيف وبرودته فإنك تصحو مرهقا وربما مريضا، أما لو خرجت إلى فناء منزلك فسوف تعود أدراجك مسرعا بسبب شدة الحر وقطرات العرق.
■■■
أما الشتاء فهو يجعلك تشتاق إلى الدفء بالنوم وإلى لذّة الطعام
والناس في الشتاء أوفر نشاطا ويحبون أن يقتربوا من بعضهم وفيه طلعات البر و”كشتات الوناسة ” واخضرار الصحراء
■■■
الشعراء والأدباء كتبوا عن فصول العام فهذا شاعر يحب الشتاء لكنه يعشقه لأسباب غير التي ذكرتها فهو عاشق لا يخشى الشتاء فلديه ما يجلب له الدفء:
ولا أخشى الشتاء ولا عناه
ففي شفتيك يحترق الصقيع
وحاشا فهذه ليست امرأة من لحم ودم لكنها دفَّاية ماشاء الله عليها!.
ولعل أمثال هؤلاء الحبيبات يسهمن بترشيد الطاقة الكهربائية.. فعشاقهن لا يحتاجون لمزيد طاقة..!
■■■
ولعل أطرف من هذا الشاعر ذلك الذي جعل من حبيبته
محطة تحلية كما يقول الناقد مارون عبود فلعابها يجعل البحر المالح زلالا حيث يقول:
ولو تفلتْ بالبحر والبحر مالح
لأضحى أجاج البحر من ريقها حلوا
“الله يحوّم كبده”
وما لنا من تهويمات العشّاق ومبالغات الشعراء..!
■■■
ولنعد إلى الفصلين.
في عصرنا فلعل الصيف أرحم بالفقراء فهو لا يتطلب منهم مصاريف كبيرة ابتداء من فاتورة الكهرباء ومرورا بأنواع وتعدد الملابس بالصيف وانتهاء بتكاليف السفر إلى المصايف.
الشتاء عندنا موسم المطر العذب الجميل النازل من السماء الذي يعد بأيام الربيع
🔵قطرات العرق وقطرات المطر
الصيف أبعد الله قطرات عرقه- فليس شهر المطر النازل من السماء الذي ينشر البشر والربيع ولكنه شهر”العرق” الذي ينزل على الأجساد فيجلب معه الملل والتعب والإزعاج.
■■■
وأخيراً .. هناك حالة واحدة فقط يستوي بها الصيف والشتاء، أي يكون الصيف جميلاً والشتاء أوفر جمالاً .. هي تلك الحالة التي عبّرت عنها امرأة شاعرة”سعاد الصباح” بقولها:
“أَملأ الدنيا حواليك
عبيراً وضياءً
وأذيب الثلج من حولك
في برد الشتاء
وتراني ظلّك الحاني
إذا ما الصيف جاء”
■■■
هنا فقط:
لا هجير صيف يؤذي
ولا صقيع شتاء يقذي
فحر الصيف .. بقرب الحبيب يصبح نفح نسيم عليل.
وبرد الشتاء يتحوّل إلى دفء بأردية الحنان والحب
■■■
وبعد :
هذه وجهة نظر واحد من أحد أنصار حزب الشتاء ولا أنكر أن عاطفتي لها أثر كبير بهذه النظرة التي لا تخلو من هوى.