22
فبراير
أحب: من الأسماء ما وافق اسمها.!
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
● ليس صحيحا أن الإنسان لا يرضى باسمه.. بل الصحيح أن الإنسان يرضى ويغلي اسمه حتى ولو كان غير ملائم بل وحتى لو كان قبيحا إلا فيما ندر..!
لكن هذا لا يعني ألا يختار الوالدان لابنهما أو لبنتهما إسما غير لائق.. ومن أهم ذلك إبعاد اسم الذكر عن معاني الدلع والميوعة وتجنيب اسم البنت ما يشير إلى معنى جسدي أو معان ايحائية غير مناسبة سواء كان ذلك وهي صغيرة أو ارتباطه بها وهي كبيرة.
وأذكر مرة أنني كتبت عن اختيار الأسماء.. وضربت مثلا باسم غير مناسب أن تُسمي به البنت وهو كلمة "دلال" فهذا الاسم قد يجعلها تستسيغ هذه الصفة وتتعود عيها، وقد يدللها أبوها لكن زوجها لن يدللها ليس لعدم محبتها ولكن من أجل أن تتحمل مسؤولية بيتها وحياتها، و"الدلال" يناقض حمل المسؤولية لكن الأطرف من كل ذلك عندما تكبر هذه البنت التي اسمها "دلال" وتصبح امرأة عجوزا وتتحول إلى "شجرة جميز" ثم تنادى بـ"دلال" وهي إذا قعدت لا تستطيع أن تقوم، وإذا مشت تكاد تسقط إعياء لا دلالا.
لقد قلت في البداية: إن الإنسان يرضى ويرتاح ويتعود على اسمه أو اسم عائلته مهما كان غريبا أو عجيبا أو حتى قبيحا.
بل إن اسم الشخص أو اسم عائلته قد يوجهه إلى تخصصه في الحياة أو مهنته في العيش.
وقد قرات استطلاعا لطيفا نشرته إحدى المجلات حول الأسماء في مصر جاء فيه أن شخصا اسم عائلته "الديك" يعمل خبيرا في مزرعة الدواجن، وآخر اسم عائلته "شتلة" ويعمل عضو هيئة تدريس في كلية الزراعة/ ويشير د. شتلة في هذا اللقاء المنشور أن اسم عائلته كان سببا مهما في توجههه إلى كلية الزراعة والأغرب من ذلك ان جزاراً اسمه (سعيد كرشة) وحقا لقد وافق اسمه مسمى عمله مهو سعيد بذلك أما الأغرب من كل ذلك فهو ما جاء في هذا التحقيق الصحفي عن د. عبدالخالق عجينة الذي كان وكيل وزارة التموين لشؤون المخابز بمصر لعدد من السنوات.
حقا كم في عالم الأسماء من عجائب وغرائب.
أما في عالم العشاق والشعراء فلهم شأن آخر.
فهم يُغلون أسماء حبيباتهم أكثر – بكثير – من أسمائهم بل إنهم يعشقون حتى الأسماء التي تكون قريبة من أسماء محبوباتهم (ولام من لامهم).. ألم يقل قيس بن الملوح: (أحب من الأسماء ما وافق اسمها).
ما علينا.!
وعالم الأسماء الغريبة، أو حبيبات المعشوقات اسما ومسمى.
إن الأهم أن يحرص الوالدان على اختيار اسم مولودهما، وقد وصي الدين الإسلامي بذلك، وجعل من حق الولد على أبيه أن يختار له الاسم الحسن، وكلما دل الاسم على أمر حسن وجميل ربما يكون ذلك حافزا للابن وللبنت على النجاح والأعمال الجميلة والحسنة، وإن كان ذلك ليس دائما.. فكم من شخص اسمه صالح وهو أفسد من البيض بالقيظ كما يقول المثل – وهذا المثل قد يكون صحياً قبل اختراع الثلاجات-.!!
وكم شخص اسمه (أمين) وهو أخون من طلعت عليه الشمس، ولذا يروى أن أحد المصلحين رأي شخصاً له اسم جميل وعمل قبيح فقال له يا هذا: (غير اسمك، أو بدل سيرتك). لكن – مع كل ذلك – فانتقاء الاسم أمر مطلوب.. والعرب تقول (إن لكل إمرىء من اسمه نصيباً)، وقد يكون هذا النصيب كثيرا أو قليلاً وقد يكون معدوماً.. لكن ذلك كله في علم الغيب – ونحن نعلم علم اليوم والأمس قبله فقط، لكن عن علم ما في غد – كما يقول الشاعر – عمي..!!
***
● كاتب