28
فبراير
وداعية رسالة لأعضاء مجلس الشورى ومنسوبيه
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
- • بعد ثلاث دورات أتوق أنها كانت سمانا ودعت مجلس الشورى، ولما ربطني بمجلس الشورى: رئاسة وأعضاء ومنسوبين من وشائج المحبة كانت هذه الكلمات التي بقدر ما تشي بخطاب المحبة فإنها ترسم صحة العلاقة بين أطياف المجلس، ولعلها رسالة تقول: «إن «الحب» عندما تربط خيوطه بين العاملين في أية مؤسسة فإنه يثمر عطاء ناجزاً للوطن وأجياله».•••• أيها الأحبة أعضاء مجلس الشورى ومنسوبوه:«إن يفترق «عمل» يوحد بيننا «ود» أقمناه مقام الوالد» سنفترق زملاء، وسنبقى أصدقاء أحباء، والزمالة زائلة، أما الصداقة فباقية.أيها الزملاء الأحباء:كانت أياماً جميلة قضيناها معاً في إحدى محطات حياتنا وأجمل ما فيها أننا ــ بحمد الله ــ ملأناها بالخير والمحبة والعطاء، لهذا مرت كأنها ساعة من نهار، هذه طبيعة الدنيا لا يستقر على حال لها حال، ولكن سيظل ــ بحول الله ــ جسر التواصل قائماً، وسيظل عبق الوفاء في نفوسنا زاكيا.•••أيها الأعزاء:كلمتي هذه بقدر ما تحمل نغمة الوداع فهي تحمل نغم التلاقي، ولعلني اسمي الفراق «بالتباعد الشكليّ» لأن قلوبنا ستظل متواصلة متلاقية، يحفظ تواصلها ماء الحب، وينميها رواء الوفاء ويعضدها العطاء للوطن في أي موقع وسقى الله تلك الأيام الجميلات التي مرت كالربيع، وغادرت كأريج الياسمين بيد أن أثرها باق على الأيام شلالا يبهج القلوب، ومطراً يدفئ الجوانح .وكما قالت الشاعرة السعودية فاطمة القرني التي انضمت إلى مجلس الشورى:
- «بالود يبصر كل خل خله
- ليس الوصال تواصل الأجساد»
- إنني أغادر المجلس وأشعر بالارتياح من جانبين أولا: أنني اجتهدت بأداء الأمانة طيلة (12) ربيعاً وأرجو أنني أديتها كما حُمِّلتها. وثانيهما: أنني كسبت أحبة في هذه الدورة وسابقتيها يتمتعون بالسجايا المضيئة والوفاء العابق بالصدق.
- ••أيها الأعزاء: إن كان هناك شيء أختم به، فهو أن أطلب الصفح منكم إن كنت أخطأت ساهياً لا عامداً، وأثق أن شيمة الصفح لديكم راسخة لأني على يقين أنكم من أولئك المستجيبين لعرض من جل في علاه: «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم» وأنتم كذلك إن شاء الله. وبعد:لن أقول وداعا بل إلى لقاء متواصل جسره الود، وحبله الوفاء، ورحم الله غازي القصيبي الذي كأنه يقول على لساني:
- «لا تردد عند الفراق وداعا
- ربما أضمر الزمان اجتماعا
- خبئ الجرح بالضلوع ولوح
- با بتسام إذا طويت الشراعا»
- حفظكم الله ووفقكم وأسعدكم في دنياكم وأخراكم وجمعنا دائما على الخير وإياكم، وسلام عليكم من رب غفور رحيم.
جريدة عكاظ الثلاثاء 03/03/1434 هـ