الأحساء.. عيون الماء.. وعيون الأخلاق معا

حمد بن عبدالله القاضي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

**إلى الأحساء أرضا وإنسانا.

بعض الأماكن تشدك بطيب هوائها أو اخضرار أرضها، أو عذوبة مائها، أو تقدمها الحضاري!

لكن بعض الأماكن تشدك لذلك ولأكثر ولأهم من ذلك!

إنها تشدك إليها بخلائق أهلها، وشيم أبنائها، وكرم ساكنيها، وعشقهم للعلم والأدب والكلمة!

وهذا هو ما أحسست به وأيقنته عن قرب ويقين فقد عرفت أهل الأحساء وعايشتهم أصدقاء وجيرانا وزملاء وأدباء فوجدتهم يقتبسون من عيون أحسائهم رقتها، ومن نخيلها عطاءها وسموقها.

إن «واحة الأحساء» «بهفوفها» و«مبرزها» و«عيونها» ـ سلمت عيون أبنائها وبناتها وعيون مائها وروائها ـ وكافة قراها وواحاتها، أخذت من الماضي ثراء التاريخ، ومن الحاضر بهاء التطور، ومن المستقبل استشراف غد مزهر أوفر تطورا.

***

** في «الأحساء» تشدك الأرض ماء ونخيلا، ويشدك الإنسان سماحة وخلقا.. إن أبناء الأحساء كما قال صديق كنا ذات عام في زيارة للأحساء: «كنا نظن أن الأحساء تشتهر بحلاوة تمر «خلاصها» فقط ولكننا وجدنا أن حلاوة سجايا أهلها تربو على حلاوة تمرها».

أشياء كثيرة وجميلة رأيتها واراها في «الأحساء» كلما جادت ظروفي لزيارتها ـ لكن أجملها، أن المدينة الحديثة لم تسرق الأصالة من أحداق أبنائها ولم تسلبهم جمال التمسك بالأخلاق العربية الأصيلة.

في «واحة الأحساء» تحس بالتاريخ ينبض بين طرقاتها ونخيلها، ومياهها، وطرقها وآثارها.

إنها رغم ما توشحت به من تطور إلا أنها ظلت تتألق بوهج الأصالة، وتعبق بجميل العادات الزاهية وتورق بتلك الجوانح المتدفقة حبا، وهي مؤهلة لتكون منطقة «جذب سياحي» طبيعة وتاريخا وإنسانا، ومطلوب أن تتواكب جهود الدولة مع عطاءات أبنائها ليتحقق هذا الهدف الجميل.