logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

القاضي مؤيدا د. الشبيلي: لتصبح الحياة إيقاعا تتلاقى فيه أمتار العقار، وأوتار الثقافة..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > القاضي مؤيدا د. الشبيلي: لتصبح الحياة إيقاعا تتلاقى فيه أمتار العقار، وأوتار الثقافة..! حمد بن عبدالله القاضي

القاضي مؤيدا د. الشبيلي: لتصبح الحياة إيقاعا تتلاقى فيه أمتار العقار، وأوتار الثقافة..!

حمد بن عبدالله القاضي

** شاقني ما سطره الكاتب الدكتور الكريم: عبدالرحمن صالح الشبيلي في "مساحة تفكيره" بـ :الجزيرة" تحت عنوان "عندما سقط العقار ونهض الفكر.." وقد أثار هذا المقال مواجعي وأفراحي معا، أما المواجع فلأنني كنت قبل بضع سنوات مشرفا على "الملحق الأدبي" – في الجزيرة – وكنت مع الزملاء الذين أعمل معهم بالملحق – نختار من الشعر أجمله ومن الكلم أطيبه، ولكننا – نادرا – ما نجد قارئاً من غير الذين أدركتهم حرفة الأدب.. فقد كان الناس عنا في شأن، ونحن في شأن آخر.. فقد كان القراء يتهافتون على "إعلانات المساهمات العقارية" لا رد الله غربتها – كما يتهافتون اليوم وغدا أيضا – على الصفحات الرياضية..!

 

أما صفحات الأدب فلم تكن في عير الاهتمام أو نفيره..!

 

    ولا أدري هل إقبال الناس على الثقافة والآداب، لابد أن يتزامن مع انحسار موجة العقار والتراب، التي كان يسيل له اللعاب، ومعذرة على هذا السجع الذي لعله من النوح المستطاب؟

 

    أجيب بسؤال آخر هل الثقافة والعقار خطان لا يلتقيان.. أم هما "سهيل والثريا، اللذان عمرك الله لا يجتمعان كما يقول شاعرنا العتيد..!!

 

    يبدو لي – والله أعلم – أن "مأتم العقار" لم يكن عيداً للثقافة فقط بل كان من آثار ذلك – وهذا أهم – التفات الناس إلى أنفسهم.. والأباء إلى أبنائهم والأقارب إلى أرحامهم والبعولة إلى نسائهم والسهارى من أجل عيون العقار لا عيون ليلى! إلى نومهم وراحتهم.. وحتى بعض المثقفين وأساتذة الجامعات – الذين ركبوا الموجة أو أركبوها – إلى قراطيسهم وبحوثهم.

 

***

 

    إني أكاد أضع مؤشرا لا يخيب لمجد الثقافة بذلَّ العقار – كفانا الله شر الذل – ولدي دليل يقيني – كجبل طويق – فقد لاحظت في السنتين الأخيرتين ومن خلال تجربة شخصية "كورّاق"- كما يقول القدامي.. و"ناشر للكتبة" لا كـ "رئيس كتبة".. كما يقول الظاهري – اقبالاً كبيراً على ابتياع "المجلات الثقافية" بشكل مفرح جدا.. لقد كان الرجيع الذي يعود من المجلة التي أعمل بها – وهي مجرد أنموذج – يجلب الوجع للعاملين بها.. أما الآن فهي – ومثيلاتها – تنفد من الأسواق والمكتبات بعد أيام من نزولها مثل غيرها.. وأحسب أن هذا ينطبق على كثير من الصحف والمجلات الأخرى.. ولن أدعي أن هذا الإقبال عليها، بسبب تطورها وقوة موادها.. فهو قد يكون هذا أحد الأسباب.. لكن أهمه – على الاطلاق في نظري – هو تفرغ الكثير من الناس بعد أن ملأ الغبار أوقاتهم، وسرق اهتماماتهم.. وها هم قد نفضوه ليعودوا – سالمين غانمين – إلى "رحيق الكلمة".. يهنأون بين شواطئ عينيها.. ويريحون عقولهم التعبة بين غدران حروفها.. وإنهم – والذي نفسي بيده – لواجدون فيها سعادة أوفر.. وراحة أعمق تلامس القلوب قبل الجيوب.. ولو عرف السلطان حجم النعيم الذي يعيش فيه أهل العلم لحسدهم عليه – كما يقول أحد الاسلاف – فهنيئا للأدب بعزة القادم وللأدباء بمجدهم المنتظر.. فالذي – يخيُل – الأن أن المجد سيكون للنبض لا للأرض ولأسطر الكلمات لا لأمتار "البلكُات"!.

 

***

 

وأخيرا..

 

    أدعو – مع الكاتب الكريم د. الشبيلي إلى استثمار هذا التوجه نحو الثقافة استثماراً جماعياً يوازن بين رغائب المجتمع المادية ومتطلباته الثقافية.. بحيث نعطي لكل حقه، فلا حياة للمجتمع بالثقافة وحدها، كما أن لا وجود له بالمادة وحدها.. فالحياة بالأولى تكون تحليقا مع الأحلام، وفي الثانية تصبح "ملحاً أجاجا".. ولكننا نستطيع أن نجمع الحسنيين، فنحفل بالثقافة – وهي سكن القلب، ونهتم بالإسمنت وهو سكن الجسد، فنوازن عندها بين كافة اهتماماتنا.. فلا نجعل واحدة تطغى على الأخرى.. بل جميعها تسير في طريق مستقيم ليضحي الوجود نسيجا جميلا تتشابك فيه خيوط المادة والروح، وايقاعا زاهيا تتناغم فيه الأوتار والأمتار معا..!

                                                                        حمد القاضي