logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

بين سيف العقل ومطر العاطفة

حمد القاضي > مقالاتي  > بين سيف العقل ومطر العاطفة

بين سيف العقل ومطر العاطفة

 

•• عندما نريد اتخاذ موقف
هل نستخدم العقل أم العاطفة ..؟!
إننا في الكثير من أمورنا المصيرية نقف حيارى بين دوافـع العقـل وحوافز العاطفة ..!
العقل يقف كشيخ وقور جلله المشيب يوصي بالاتزان والحكمة والرفق، والعاطفة كشاب متوقد يحفز على المزيد من الانطلاق والاندفاع .
ونحن أحيانا نعتمر عقل الشيخ، وأحيانا ننجرف وراء إغراء العاطفة .
ومن هنا .. فنحن نصيب أحيانا، ونخطئ أحيانا أخرى !!
ويبقى العقل – في البدء – هو الذي يمسك بدفة السفينة ويسير بها الى الشواطئ الآمنة .. وكم كان ذلك الأعرابي مصيباً عندما قال له ابنه والموت يقترب منه : بم توصيني يا أبي ؟ قال : أوصيك بمشاورة عقلك ..!!
« الانفعال » قد تكون آثاره مزيدا من الخسارة، والذين يمتشقون سنان انفعالاتهم يحصدون – من بعده – ثمرات الندم والألم .!
لكن هذا ..!
•• لا يعني أن نلغي حوافز« العاطفة » من دفتر حياتنا .. العاطفة تبقى رائعة وندية في مجالاتها .. العطف .. الحب .. العطاء .. والرفق والرحمة، إننا عندما نلغيها تفقد الحياة أجمل مفرداتها : حنانها وعطفها ورحمتها .
إن «العقل» إذا لم يعتمر رداء العاطفة – وإن كان أبا الحكمة – سيظل جامدا وعنيفا وقاسياً .
إن الإنسان يقف – في بعض الأحايين – وقفة مليئة بالحيرة بين نوازع العقل وحوافز العاطفة .. بين التضحية من أجل غيرنا، والتمسك ببعض الأشياء من أجل ذواتنا .
وكم تذكرني أمثال هذه المواقف بموقف الشاعر « ابن زريق البغدادي » عندما خرج من بغداد موكلا بفضاء الله يذرعه ليطرد جحافل الفقر عنه، وعن زوجته الصابرة التي فضلت أن تعيش معه في « كوخ » يملؤه الحب والحنان على «قصر» تملؤه الدراهم والدنانير، لكنه يفتقر إلى الحنان، لكنه رأى صعوبة العيش مع أنياب الفقر ؛ فقرر الرحيل بحثا عن الرزق، وقد كان سفر « ابن زريق » صعبا .. ولكن بقاءه أصعب .. ولما كانا أمرين أحلاهما مر، قرر السفر لطلب الرزق، غير أنه لم يجد إلا أنياب آلام الغربة تنهشه.
(( إعتضت عن وجه خِلِّي بعد فرقته
                        كأسا أُجرَّع منها ما أُجرّعــه
وكم تشبّـث بي يوم الرحيل ضُحًى
                       وأدمعي مستهِّلات وأدمعــــه ))
« زبدة القول » :
يبقى للعقل مكانه الذي لا يحتله غيره، وللعاطفة مكانتها التي لا غنى عنها، لكن السؤال، متى نستخدم العقل، ومتى نحتمي بمطر العاطفة ؟