logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

ورحل رجل الرأي أبو عبدالله

حمد القاضي > مقالاتي  > ورحل رجل الرأي أبو عبدالله

ورحل رجل الرأي أبو عبدالله

 

هذا أحد رجال أسرة القاضي الأخيار الشيخ محمــد بن سليمــان القاضـــي «أبو عبدالله» رحـمــه الله.

كان رجلاً عصامياً سافر من عنيزة وهو صغير وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة، ومنها إلى الهند ثم البحرين ثم إلى الجبيل حيث استقر سنوات طويلة وبدأ بدكان صغير ثم انتقل إلى الدمام واستمر في كفاحه فاجتهد وبذل وأعطى حتى أصبح أْحد رجال الأعمـال والخير بالمنطقة الشرقية، ولكنه لم ينس مسقط رأسه عنيزة، وموطن أيامه، فقد كان وفياً لها ومتواصلاً معها.

لقد كان – رحمه الله – صاحب رأي سديد ورؤية عميقة في الحياة.

***

لم أكن ألتقي به كثيراً لإقامته بالدمام لكن كنت ألتقي بأولاده وأحفاده الأخيار، وهم – حفظهم الله – صـورة مشرفة له بسجاياهم وتعاملهم ومحبتهم للخير.. ونعم التربية ونعم الأبناء الذين أبقوا ذكره وذكراه – بحمد الله – واستمروا على نهجه بالتواصيل والمحبة وجميل القول والعمل.

***

الشيخ محمـد السليمان القاضي «أبوعبدالله» كان قلبه معلقاً بالمساجد فلم يشغله بيع أو تجارة عن ذكر الله، وتعلقه وحبه للمسجد أراد -رحمه الله- أن ينقله إلى أولاده.. فمرة لاحظ أن أحد أبنائه عندما كان بسن المراهقة لا يصلي الفجر بالمسجد فنصحه ووجهه وبعدها قال له ابنه: (ادع لي) ثم دعا له وبعدها -يقول الابن- انقدت لصلاة الفجر بالمسجد بكل طواعية بعد توكلي على الله ودعوة والدي -رحمه الله- دعوة خير. وكان مخلصاً ومحباً لوطنه، أسهم في نمائه من خلال عمله التجاري والخيري وقد عرف مع أخيه وشريكه الشيخ إبراهيم السليمان القاضي -رحمه الله- بعنيزة أنموذجاً لأمانة العمل، والنزاهة بالتجارة، وقد كان ارتباط هذين الأخوين -رحمهما الله- مضرب المثل بالوفـاء.

***

من صفاته الجميلة – رحمه الله – ربطه أبناءه وبناته برباط التواصيل العميق.. وقد استمروا – بحمد الله – بتواصلهم بعد رحيل أبيهم وأمهم – رحمهمـا الله – كما استمروا بنجاحهم في أعمالهم كما أسس لهم والدهم وبناها على الصدق والأمانة، كما ظلوا بإجراءهم الخير ودعمهم لكل عمل مبارك وبخاصة لأسرة القاضي.

***

أسأل الله أن يرحم هذا الراحل الكبير الذي لا يُفقد بوصفه شخصاً فقط، ولكنه يُفقد رأياً وصلة، وأتضرع إلى الله أن يكون لقاؤه معه في جنات النعيم.

انتقل إلى رحمة الله عام 1406هـ.