logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

بين صخر الصحافة وورد الكلمة

حمد القاضي > مقالاتي  > بين صخر الصحافة وورد الكلمة

بين صخر الصحافة وورد الكلمة

   

سؤال أزلي منذ أن سطَّر أول كاتب الحرف على (صلد الحجر) وحتى النّقر على أزارير (الكمبيوتر)!.

لقد وصلتني رسالة مؤثرة من صديق قارئ من أبها العزيزة ينعى على (حرفي) الذي صار – كما يقول – يتناول هوامش الحياة ومادِّياتها وتاركاً متن الحروف وأبعادها كما كان في ذلك الزمن الربيعي الأبهى.

وبدءاً أعترف للصديق العزيز بذلك ولكن!

نحن الكتّاب نسير على رغبات القرّاء فهم (زبائننا) وكم وأَدْنا فكرة جميلة في أروقة قلوبنا لنستبدلها بكتابة فكرة نتناول فيها مادِّيات الحياة وبريقها!.

إنّ (هذه التهمة) أيُّها العزيز التي واجهت بها حرفي ليست جديدة.. قبل سنوات واجهني بها الصديق العزيز د. محمد العوين عندما كان يركض حرفه مشرفاً على (الملحق الثقافي) في صحيفة (المسائية) المأسوف على صباها!.

 ***

وكتبت له وقتها هذه السطور معترفاً بذلك قائلاً: نعم كانت الأيام بلون الأحلام فكانت الحروف هي الأخرى – بلون أطياف قزح وكانت الدلاء تجيء ثرية بالعطاء والرواء.. كانت الأيام عذْبة، فكانت الحروف تجيء عِذاباً – بكسر العين – لا فتحها،

أعترف أنّ تلك الحروف الربيعية التي اختال بها هذا القلم حيناً من الدَّهر أضحت الآن تعاني الجفاف.. يؤطرها الخريف.

 وأعترف -(وخذها كما شاء الغرام صريحة)- أنّ الأدب الذي أدخلني عالم الصحافة جاءت هذه الناكرة للجميل التي اسمها الصحافة فأخرجتني بقلّة أدب – من عالم الأدب إلى (خردة) الصحافة.. وحوّلتني من كاتب يتوشّح قلمه بحروف العشق والسفر الجميل إلى كاتب (يكتب بالسكين) عن المرور والبلدية والحفريات هذا أولا .

***

وثانياً أنّ هذا القارئ الذي من أجله نكتب ونبكي يخذلنا ويخذلنا كثيراً.. فقد كنت أسهِّد جفني ذات سنين سابقات من أجل سطور ربيعية.. أو دراسة جادّة.. لكنك تفتقد القارئ الذي يحاورك ويحتفي بعطائك، ولكنك عندما تكتب وأنت مستلقٍ على أريكتك عن سفلتة شارع فإنّك تجد صادق الاهتمام وغامر الاحتفاء..

وكان خطئي الذي لا أغتفره لنفسي هو التزامي – على مدى سنين عددا – في كتابة زاوية يومية، ولعلَّ سحر الصحافة آنذاك هو ما أوقعني بهذه الخطيئة .. ولم أكن أدري أنّني أدمن عملية قتل لنفسي وحرفي.. ولكنها (غلطة مش حتعود) بل هو ذنب سألت الله أن يغفره.

والآن أسعى لأوازن بكتاباتي ما بين حروف خضراء تغنّي للجمال والربيع والمطر

وحروف أخر تتناول الشأن العام والخدمات التي يريدون طرحها .

***

* وبعد..!

وماذا بعد سوى الرجاء أن تنبت في القلب – كرة أخرى – سنابلُ تملأ الوجدان اخضراراً.. تروي زهرة الوجد نماء.. لتعود الحروف أوفر إشراقاً.. والكلمات أزهى ندى.. وعندها نجد القارئ الذي يعشق الكلمة الأخّاذة والحرف الشاعري أكثر من عشقه الركض خلف الكلمة الصحفية الطائرة والكلِم المدثر برائحة المادة.. القارئ الذي عشق سنابل الكلمات أضحى – الآن – همّه ملاحقة أسهم الشاشات!.

* أما قبل..

أرأيت – أيُّها العزيز – كيف أنّ الكاتب يتألَّم من وأْد كلماته الجميلة تماماً كما يتألّم قارئ الحرف المخضّب بالحب من أمثالك.

***

=2=

آخر الجداول

** قال الشاعر:

(كان الوداع: ابتسامات مبللة

بالدمع حيناً.. وبالتذكار أحياناً!!)

🍃صحيفة الجزيرة