logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

د/ عبد الله اليوسف الشبل : الرجل الذي لم تغيره المناصب

* حمد بن عبدالله القاضي

د/ عبد الله اليوسف الشبل : الرجل الذي لم تغيره المناصب

* حمد بن عبدالله القاضي

 

       

 

 

*كأنه أمامي على كرسيه بالإدارة مديراً للمعهد العلمي بعنيزة  ـ رحمه الله ـ دخلت عليه  وكنت وقتها  بالسنة الأولى بالمعهد ، وذلك للإستئذان منه بالخروج .. كنت وجلاً فأنا بالثالثة عشر من عمري وكان هو المدير  " وله حنّة ورنّة " ولكن لطفه – رحمه الله – أزال ذلك الوجل فأول ما قابلني بابتسامته البيضاء كما بياض ثوبه  وقبل عذري  دون أن يناقشني.

وقد عرفناه بالمعهد – رحمه الله –   عطوفاَ كأب  حازما من غير عنف .

كان عندما يتحدث كأنه يهمس ولديه قدرة على الإقناع بكلمات هادئة يوثقها بالمعلومة التي يستقيها من ثقافته الواسعة.

لم يطل مكوثه بالمعهد بل حفزه طموحه ليكمل دراساته العليا بالميدان الذي عشقه ، ميدان التاريخ ..  الذي أورقت شجرة عمره فيه عن ثمار يانعة بالتحقيق والتأليف والدراسة وقد نال جائزة الروّاد بتاريخ الجزيرة  العربية.

و أ. د/ الشبل يُعدُ أحد الروّاد الذين شاركوا بالمستوى الذي وصلت إليه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، هذه الجامعة التي بدأت من معاهد علمية معدودة  ومن عدة كليات بمباني صغيرة متفرقة حتى أضحت صرحاً علمياً شامخاً .

لقد تدرج بالعمل فيها حتى أصبح وكيلاً لها .  وكان عضداً لمعالي مديرها / د. عبد الله التركي بالإشراف على مباني الجامعة، ومتابعة بنائها المتميز  حيث تولى رئاسة هيئة مشروع المدينة الجامعية منذ كان أمينا عاما ثم وكيلا وظل رئيسا لها حتى بعد توليه إدارة الجامعة التي ختم مرحلة عطائه إداريا لها وإشرافا  على مشروع مدينتها  لقد وهب الجامعة  نضارة  فكره  ووقته فأضاف وأنجز لها.

وقبل ذلك وبعده كان – رحمه الله – دائرة معارف، فهو ذو ثقافة  دينية واسعة ، فضلاً عن  حفظه للقرآن الكريم  وهو مؤرخ أعطى التاريخ نور  عينيه محققا لكنوزه ع المرجعية  التي كانت منسية على الرفوف فأخرجها إلى فضاء النور ، وهو متمكن من الضاد  ولديه  إلمام بعلم الطب.

مع كل ذلك كان زاهداً بالأضواء سواء حول ما يتعلق بمخزونه العلمي، أو دراساته المعمقة للتاريخ، أو ما قدمه لمسيرة وطنه التربوية والأكاديمية أو الإدارية بالجامعة العربقة، فلم نره بمجالسه يتحدث عن نفسه أو منجزاته

وقد ظل طوال  حياته متشبثا بسجاياه من التواضع والمودة  والخلق الكريم منذ أن كان معلماً بسيطاً بالمعهد العلمي حتى أضحى مديراً لجامعة كبيرة وأستاذاً فيها.

فضلاً عن كل ذلك كان بأخريات حياته صابراً محتسباً فلم يسمعه أحد يشكو ما ناله من مرض بل ظل بشوشاً باسماً محتفياً بمن يزوره بجلسته التي كان ينظمها ويدعو لها ابنه البار عبد العزيز حفظه الله ورحم والده.

وبعد لقد  بدأت مقالي الرثائي عنه بأول لقاء معه وأنا طالب بالمرحلة الإعدادية و أختمه بلقاء بمكتبه عندما أضحى مديراً للجامعة.

وعندما دخلت وسلمت عليه وأثنى عليّ ثناء الأستاذ المحب لتلميذه مشيراً إلى إسهاماتي المتواضعة  بالكتابة وبمجلس الشورى وعندما فرغ من حديثه بدأت بتذكيره بأول مرة زرته فيها بالمعهد العلمي بعنيزة ومقابلته  لي وكأني مدرس بالمعهد وليس تلميذاَ فيه فكان مشيرا إلى أن  هذا التعامل  الأثير منه كان له  تأثير جميل عليّ وقد أعطاني  درسا طرز هعلى "سبورة حياتي" ألا وهو قيمة  تقدير واحترام كل الناس: كباراً أو صغاراً. فلقد حاولت أن أقتبس من وهج هذا الموقف بالتعامل مع الآخرين.

أثابك الرحمن كِفاء ما أعطيت أيها المربي الراحل فقد نذرت عمرك لدينك وتاريخ أمتك وبلدك ومستقبل أجياله.