logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

الراحل الشيخ المسند :رجل الدعوة والتعليم والسماحة

* حمد بن عبدالله القاضي

الراحل الشيخ المسند :رجل الدعوة والتعليم والسماحة

* حمد بن عبدالله القاضي

 

                 

 

 

* هذا (الجوال) بقدر ما يسرّك أحياناً: اتصالاً صوتياً أو إرسالاً حرفياً فإنّه هو نفسه يسوؤك بقدر ما يسعدك!.

كنت عصر الاثنين في مكان عزيز يبعث على الطمأنينة وأنت برحابه، وعندما خرجت منه فتحت جهاز الجوال وإذا بي أجد رسالة مؤلمة بعثها إليّ الصديق عبد الكريم الرويشد يفيدني فيها برحيل المربِّي والداعية الشيخ عبد العزيز المسند رحمه الله وغفر له.

لقد كان الخبر مؤلماً لي ولكافة محبيه، بل كان مفاجئاً، فنحن لم نعهد الراحل العزيز إلاّ بخير وصحة وعافية، وأسأل الله كما يسّر عليه فراقه للدنيا أن ييسِّر عليه حسابه في الحياة الأخرى.

الشيخ عبد العزيز المسند رجل لم يكن عادياً: كان مربياً قديراً فقد كان مديراً عاماً للكليات والمعاهد العلمية سنوات طويلة أسهم في سموقها ونهضتها، وكم هي الأجيال التي تربّت وتعلّمت والشيخ الراحل على رأس هذا الجهاز، وواصل مسيرة عطائه في الميدان التعليمي إلى ما قبل سنوات قليلة من رحيله.

وفي الجانب الإعلامي كان أحد روّاد الصحافة والكلمة، فقد كان كاتباً قديراً، وعضواً في مؤسسة الجزيرة الصحفية، فضلاً عن مؤلّفاته الدينية والأدبية.

وللشيخ المسند الراحل فضل السبق مع الشيخ علي الطنطاوي – رحمهما الله – في تقديم برامج دينية تلفزيونية امتازت بإبراز سماحة الإسلام، ويسر تشريعاته، مما جعل المشاهدين يقبلون على برامج هذين الراحلين لما فيها من جميل الكلم، وإشراقة العرض وحسن الحديث الممزوج بالابتسامة والسماحة، رحمهما الله جميعاً.

وفي مجال المناشط المنبرية ظل اسماً كبيراً ومطلوباً يشارك في الندوات، ويلقي المحاضرات، ويسهم في المنظومة الأدبية، فقد كان – رحمه الله – عضواً في نادي القصيم الأدبي سنوات طويلة.

إني لا أزال أذكر آخر ندوة شرفت بإدارتها في مكة المكرمة، وكان ضيفاها فضيلة الشيخ عبدالعزيز المسند ومعالي الدكتور صالح بن حميد، وكانت ضمن الندوات التي تنظمها جامعة أم القرى عن الرجال الذين خدموا مكة المكرمة، وكان موضوع هذه الندوة عن سماحة الشيخ عبد الله بن حميد – رحمه الله -، وكم حضرت للشيخ المسند العديد من المحاضرات والندوات والتي كان يشد الحضور إليها بلطفه وسماحته، ومواكبته لهموم العصر، وقضايا الشباب.

إنني وأنـا أكتــب هــذه السطـور أدعـو أبنـاءه البـررة إلـى جمــع عطاءاتـه ومحاضراتـه والكتـب المخطوطـة لديــه وذلك لإعدادها ونشرها لتكون أمام الأجيال وهي التي تحمل بين طيّاتها سماحة الإسلام ومناقشة قضايا المجتمع، والذكريات التي عاشها الراحل فهو أحد روّاد الحركة التعليمية في هذا الوطن.

أسأل الله للشيخ الراحل الذي غادر دنيانا في هذه الأيام المباركة أن يغفر له وأن يرحمه، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجمعنا به في دار النعيم والبقاء وأن يجزيه خير الجزاء كفاء ما خدم دينه ووطنه وأبناء وطنه وأُمّته الإسلامية.