logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

الغالي عبدالله الحمد القرعاوي: أبا طارق.. طبت حيا وميتا

* حمد بن عبدالله القاضي

الغالي عبدالله الحمد القرعاوي: أبا طارق.. طبت حيا وميتا

* حمد بن عبدالله القاضي

       

* غاب عن دنيانا: أستاذنا علمًا وخلقًا.. عبد الله بن حمد القرعاوي. بعد أن عاش حياة حافلة بجميل العطاء، وصدق التعامل، ومضيء القيم.

رحل عنا.. وما أقسى الحياة عندما تُكسف شموسها وتغيب أقمارها.

لقد كان أ. عبد الله القرعاوي – رحمه الله – (شمسًا تنشر بياض الخير، ونور التفاؤل).

وكان (قمرًا) يزرع الضوء في قلوب الناس، وأفئدة من يلتمسون وقفاته الإنسانية والاجتماعية.

عندمـا أبلغنـي عبـر الهاتـف معالـي د. عبد العزيز الخويطـر برحيـل (أبو طارق)، توقفت بين حالتي الألم والتأمل.. لم أكد أصدق أن هذا (الكون) من النبل والعطاء والسماحة غادر عالمنا.. انتقل من ظهر الأرض إلى بطنها جعل الله قبره روضة من رياض الجنة.!.

أ. عبد الله القرعاوي أنموذج استثنائي في تعامله وتواضعه مع الصغير والكبير، مع الوزير والخفير.. لا يفرق بين أحد في بهيِّ التعامل، وإضاءة الابتسامة على قسمات وجهه – جعلها الله رفيقته في جنته -.

في كل موقع عمل فيه ترى أثرًا طيبًا، وسمعة مشرقة، وأحباء كثر.. لا يمر اسمه على سمع إنسان عرفه، أو زامله، أو عمل معه، إلا ويُذكر بأطيب ذكر، وأجمل حديث (وإنها الذكرى تظل وتخصب)، وقبلها وبعدها الأجر الموفور عند الله، وقد صدق رسولنا – صلى الله عليه وسلم – عندما قال في حديث عظيم: (ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة).

أبا طارق الحبيب:

كم شعرنا بالشجن وأنت تودعنا أستاذًا معلمًا، وشاعرًا، رقيقًا ومواطنًا صالحًا.

ما أقسى الحياة عندما يسافر عن فضاءاتها أمثال هذا الراحل الغالي.. و:

    (غاب تحت الثرى أحباء قلبي            فالثرى وحده الحبيب الخليل)

ما أقسى أن نرى الثرى الذي غاب تحته الحبيب ولا نراه!!

لكن العزاء بمثل هذا الراحل هو ما خلَّفه من ذكر وذكرى، من بر واستجابة لشكوى من صنيع خير، وجميل عطاء، رحمه الله رحمة واسعة.

طبت حيًا وميتًا:

يا من علمتنا في حياتك أن نحب الناس، ونحسن إليهم، وعلمتنا بعد رحيلك كيف يجيء جميل الذكر، وطيب القول، وصادق الدعاء.

عزاؤنا أنك رحلت وكلنا راحلون، وكل نفس ذائقة الموت، وأنه لا يبقى سوى وجه ربنا ذي الجلال والإكرام.

ولو لم يكن هذا الإيمان العميق في قلوبنا لظللنا نستعيد أحزاننا، ونسكب الدموع من مآقينا على كل من غادرنا؟

أبا طارق:

كم من (دعوة) صادقة – إن شاء الله – سوف ترتفع من قلب محتاج ساعدته، وبائس مسحت آهته، وضعيف شفعت له، ومغترب هوّنت كربته!

وهذا – ورب كاتب هذه السطور – هو الكسب في خسارة هذه الدنيا، وهو هتان المطر في إجداب زمانها، وهو الرحيق الأبقى في لظى حرائقها.

طبت – يا أبا طارق – حيًا وميتًا.

لقد كنت حبيب الجميع حقًا.

كنت ناشر أشرعة البياض في وديان نفوسهم.

رحمك الله وغفر لك، وأسأل الله أن يجمعنا وإياك وكل الراحلين الغالين علينا في جنات ونهر.