رحل الشيخ إبراهيم البراهيم طيب الذكر وجميل الفعل

* حمد بن عبدالله القاضي

 

            

 

• التقيت به مرتين في حياتي !

لكن أحسست كأني أعرفه منذ أمد لسماحة نفسه ، وكريم سجاياه ، وبعد ذلك طيب أفعاله والكم الكبير من عطاءاته لدينه ووطنه.

ذلكم هو الشيخ الراحل : إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم تغمده الله بواسع رحمته ، وأسكنه نعيم جناته .

المرة الأولى التي التقيته فيها عندما كان أميراً لمنطقة الباحة وكنت ضمن وفد إعلامي رسمي لزيارة الباحة والاطلاع على معالمها وهي في بدايات لحاقها بمنظومة التنمية.. وقد جلسنا إليه وتحدث إلينا – بصوته الهادئ – حديث المتطلع للحاق ((الباحة)) بركب المناطق التي سبقتها في مضمار النماء.. وكان – رحمه الله – ينسب أي إنجاز لمن يعملون معه متجاهلاً عمداً جهوده وجهاده ، وأنه قائد فريق العمل في هذه المنطقة العزيزة..أذكر وأنا أودعه:

أنه عاتبني عتاب الوالد قائلاً : أنا أشره عليكم لماذا لم تزرنا كل هذه المدة .

أما اللقاء الثاني فقد كان في مناسبة خاصة بالرياض عند أحد الوجهاء الذين كرموه – رحمه الله – ، وقد شرفت بأن أكون أحد المدعوين للقاء به والاستمتاع بسماع حديثه وتجاربه.

الشيخ إبراهيم آل إبراهيم هو أحد رجال هذا الوطن الذين أسهموا في بنائه معاضدين لقيادته، وساعين جهدهم لتحقيق أهدافهم ليكون هذا الوطن في زمالة مع الدول الكبرى في نادي الكبار اقتصادياً وحضارياً واجتماعياً.

الشيخ إبراهيم آل إبراهيم في كل المواقع التي تقلدها كان القريب من الناس ، المتواضع لهم ، المحب لمساعدتهم وقبل ذلك وبعده كانت خشية الله – كما يقول ويذكر من عمل معه – هي مفتاح شخصيته والبوصلة التي توجه أي عمل يقوم به ، أو قول يصدر عنه ، وهذا هو ما أبقى لـه ذكراً طيباً وأجراً موفوراً ، جعل الله جزاءه جنة المأوى .

إن مثل هذا الرجل يشكل رحيله خسارة لهذا الوطن ، ولكن العزاء أنه قدم طوال حياته الكثير لوطنه ولأبناء وطنه في العديد من مواقع بلادنا ومناطقها، وبحول الله يسير أبناؤه على نهجه في خدمة دينهم ووطنهم ومليكهم وأبناء وطنهم ليبقوا لوالدهم ذكراه العاطرة وذكره الجميل والدعوة الصادقة لـه .

رحم الله الراحل الغالي الذي لا تملك إلا أن تحبه عندما تلتقيه ، وجمعنا به ووالدينا في جنته ولقّانا فيها نضرة ونعيماً.