logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

أساتذتي في الإدارة!!

*بقلم د: بكري عساس

أساتذتي في الإدارة!!

*بقلم د: بكري عساس

**بدأت عملي الإداري بإدارة أعرق الجامعات جامعة أم القري، جامعة لها شرف المكان أطهر البقاع مكة المكرمة، وشرف الجوار بالقرب من عرفات الله حيث جبل الرحمة جبل الكمال والتمام. لم أكن قبلها أن تقلدت أية مناصب إدارية طوال فترة عملي التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً معيداً وكعضو لهيئة التدريس في قسم الإحصاء بكلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز، غير أن فضل الله كان عليَّ عظيماً، ثم هناك من كان عوناً لي في هذه المهمة العظيمة والذين أعتبرهم أساتذتي في الإدارة. أذكر منهم: والدتي الحبيبة أطال الله فيعمرها في صحة وعافية ودعائها الذي لا ينقطع، كنت أبداء يومي في العمل بزيارتها وأنهيه بالمرور والسلام عليها، لذلك بفضل الله أولاً ثم دعائها حققت الكثير ولله الحمد من النجاحات. ومنهم معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري الوزير ورجل الدولة، رجل يؤلف ويألف، لا يزال حديثه لي في الذاكرة عندما ذهبت اليه شاكياً مما يكتب عنيفي وسائل التواصل الاجتماعي، قال عندها كلمة ظلت تصاحبني خلال مدة إدارتي للجامعة والتي امتدت لأكثر من ثمان سنوات، قال معاليه: "دكتور بكري أنت في الرأس فتحمل وجع الرأس". كان معاليه مدرسة في فن الإدارة، لا أذكر أني استشرته في آمر يخص الجامعة إلا وكان رجل المواقف، ومن ميزته أن يقول رأيه ولا يفرضه، وفي كل الحالات كان رأي معاليه هو الصواب. ومنهم، الرجل الخلوق معالي الأستاذ الدكتور بندر بن حمزة حجار، لا أنسى نصيحته -وقت أن كان وزيراً للحج- التي جاءت عقب موافقة المقام السامي الكريم على إنشاء وادي مكة للتقنية بجامعة أم القرى. تلقيت من معاليه اتصال بعد انتهاء الجلسة هنأني فيه على الموافقة وأردف قائلاً: دكتور بكري أتمنى أن تركز أكثر على التقنية والابتكار والإبداع. كان معاليه من أشد المعجبين والداعمين لمسيرة وادي مكة للتقنية، لدرجة أن زياراته للوادي لم تنقطع وفي كل زيارة كان لا يبخل في النصح والإرشاد. أما ثالث أساتذتي في الإدارة هو معالي الأستاذ الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج، تعلمت من هذه الشخصية المميزة ورجل الدولة والإداري المحنك الكثير حينما شرفت بالعمل معه وكيلاً للجامعة للأعمال والإبداع المعرفي. كنت قبلها شرفت بالعمل معه كمستشار لمدير الجامعة.

من أجمل نصائح معاليه لي عندما أنتقل للعمل كنائب لرئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجدد، ونلت ثقة القيادة الرشيدة في قيادة الجامعة خلفاً له، لاتزال ارشاداته لي في الذاكرة، أذكر منها: أبو مشرف لا تعطي وعداً لا تستطيع الوفاء به؛ ومن نصائحه: أبو مشرف أبعد عن الشلل لأنها تؤدي إلى الشلل.  كان معاليه خلال تشرفي بالعمل تحت إدارته يعاملني بكل ثقة ولطف وطيبه. ومنهم أيضاً، معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز بجدة السابق، لا أذكر أني طلبت من معاليه مشورة في أمرٍ يخص أمور الجامعة إلا وكان عند حسن الظن. وأخيراً معالي أخي الكريم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إداري متمكن، لا انسى موقفه الرجولي مع جامعة أم القرى بعد موافقة المقام السامي على انشاء كلية للطب في فرع الجامعة بالقنفذة، لم يكن لدى الجامعة في تلك الفترة القدرة على تشغيل الكلية،  وضغط الإعلام والأهالي كان كبيراً على الجامعة لسرعة التشغيل، فكان معاليه عند حسن الظن ، قام بإيفاد فريق من كلية الطب  بجامعة الملك عبدالعزيز، وتم عمل عقد تشغيل بين الجامعتين، وفرح الجميع بتخريج أطباء بمختلف التخصصات من الكلية في تلك المنطقة العزيزة من بلادنا الغالية، وساهموا ولله الحمد في الحد من انتشار جائحة كرونا ورفع المستوى الصحي.

هذه نماذج مضيئة من رجالات دولة وشخصيات سعودية متميزة كانوا خير معين لي بعد الله في إدارة أعرق الجامعات، فلهم مني كل الدعاء والوفاء بأن يمتعهم الله بالصحة والعافية وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه لي من عون.