logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

الشيخ عبدالعزيز ابن باز ويبكيك محراب يئنّ ومنبر

حمد بن عبدالله القاضي

الشيخ عبدالعزيز ابن باز ويبكيك محراب يئنّ ومنبر

حمد بن عبدالله القاضي

 

ويبكيك محراب يئنّ ومنبر
** (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا) صدق الله العظيم.
***
لقد رحل العالم الزاهد.
العابد الصالح.
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله.
ذلك الذي أحبه الناس مثل آبائهم وأمهاتهم وأقرب الناس إليهم ليس لماله أو جاهه أو منصبه وإنما لدينه وعلمه وزهده وتواضعه، لقد رفعه الله في الدنيا مصداقا لقوله تعالى:(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات، والله بما تعملون خبير) المجادلة: الآية11 ، ونسأل الله أن يرفع مقامه في الحياة الأخرى.
لقد كان الناس يوم أمس يعزّي بعضهم بعضا.
دموعهم تمتزج بدعواتهم.
وعباراتهم تخالط عبراتهم.
ترى هل بمثل رحيل هذا الرجل يعزى أن يهيىء
إن الأمرين يصحان معاً.
فالعزاء برحيل هذا العالم الجليل، وبهذا الثلم الذي أصاب المسلمين، والتهنئة بحول الله لأنه عاش صالحا مجاهدا، ومات مجاهدا صالحا.
كان لسانه رطبا بذكر الله.
وكانت خطواته الى بيوت الله.
وكانت حياته كلها لله.
وانه -بحول الله- من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
أجل,!
لقد كان -بحول الله- من العلماء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
لقد كان أحد الصالحين يقول: عندما يموت رجل ليت عمري هل ذهب صالحا فنهنىء أما ذهب على غير ذلك فنعزي .
***
** الله أكبر,!
حتى في رحيل العلماء والأخيار عظة وموعظة.
فهذا الشيخ رحل بعد هذا العمر المديد الذي قضاه في طلب العلم والدعوة والصلاة والصلاح والخير والافتاء.
تماما كما رحل.
آخرون قضوا حياتهم في اللهو والعبث والمجون والهوى.
وكل أولئك الذين رحلوا من الصالحين والطالحين كأنهم لم يعيشوا حياتهم إلا ساعة من نهار.
من آمن وعلم وعمل واصلح وهدى.
ومن كفر وفسد وفسق وضل وهوى.
ولكن الفارق في النهاية والختام والمصير.
فالصالحون أمامهم -بحول الله- خير وجنات ونعيم مقيم.
فالصالحون أمامهم -بحول الله- خير وجنات ونعيم مقيم.
والآخرون أمامهم عذاب، ونار، وشقاء مستديم.
لقد رحل الشيخ بن باز، والرحيل ليس بيده لا موعدا ولا مكانا، رحل فجر يوم الخميس، وقرب موقع هو أقدس المواقع، وصُلي عليه في أكرم بيوت الله وهذا – بحول الله من علامات خاتمته الصالحة.
***
ترى ,, !.
هل سوف تختفي من أنظارنا.
صورة هذا الشيخ الزاهد العابد.
ونحن نراه على كرسيه جالسا بخشوع.
ذاكرا الله في إيمان.
هل سوف ننسى صوته المتميز.
واعظا ومتحدثا ومفتيا بصوت يدخل قلبك ومشاعرك قبل ان يلج أذنيك وجوارحك.
إنني لا أنسى موقفا شاهدت فيه الشيخ الغالي في رمضان عام 1412ه قبل موعد المغرب وهو يغادر صحن الحرم بعد أن وعظ وأفتى والناس يلاحقونه، وكان رغم عنائه وتعبه يقف ويجيبهم، لقد رأيته وكان ريقه ناشفا، وفما يابساً، وشفته متفطرة من الصيام والتعب والحديث.
ولكنه رغم كل ذلك لم يعتذر ولم يرد سائلا.
الله,! ما أندر وما أعظم هذا الرجل.
اللهم – يا رب السموات والأراضين اجزه عن المسلمين خير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى من جناتك جزاء ما بذل وجاهد في سبيلك وسبيل دينك وعبادك المؤمنين.
***
أيها الشيخ الراحل:
إننا نبكيك لا خوفا عليك فأنت -بحول الله- في رحمة الله، وقد وعد الله عباده الصالحين خير الجزاء، ومن أصدق من الله وعدا وقيلا.
ولكننا نبكي أنفسنا بفقدك.
إن رحيلك وأمثالك من العلماء الربانيين الزاهدين.
ثلم وأي ثلم, فمن الذي يسد مكانكم ويؤدي رسالتكم.
(ما أنت ترثي ولكن الرثاء لمن
يكاد بعدك أن يفنى من الحزن)
كما يقول الشاعر:
لكن,,,!
عزاءنا قول ربنا الذي طالما ذكرتنا به وبسنته، وآيات كتابه:
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
أجل كل من عليها فان.
ويبقى الله الواحد الأحد، ويبقى دينه الخالد.
وقد ذهب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
والخلفاء الراشدون والعلماء الأخيار.
في سالف الأزمان وحاضرها.
وبقي هذا الدين شامخا منصورا.
وبقي العلم الشرعي قويا وعزيزا.
وبقي ويبقى وجه الله.
حافظ هذا الدين وناصره.
فالله حي دائم لا يموت.
وهذا الدين باق قوي.
ان هذا -أيها الشيخ الجليل- هو أعظم عزاء لكل مؤمن بفقدك.
***
يارب,!
لقد رحل شيخنا الجليل.
وكم نحس باليتم بعده.
وبالأسى على فقده.
يارب طيب ثراه، وأكرم مثواه، واغفر لنا وله.
يارب إننا نردد:
(إلهي أتاك اليوم ضيفا فلقّه
مقاماً كريماً بالجنان موسعاً)
اللهم إنه كان كريما عندنا، غاليا علينا.
فاللهم أكرم مقدمه.
ووسع مدخله.
واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
فهذا حقه علينا، وهذا الذي هو ما نستطيع أن نجازي به.
اللهم اغفر لشيخنا وارحمه.
اللهم اجمعنا به في جنان النعيم.
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم واجبر مصيبتنا ومصيبة المسلمين بفقده.
اللهم عوض المسلمين خيرا عنه.
اللهم عوض المسلمين بمن يماثله علما وزهدا وصدقا وقبولا من عبادك المؤمنين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

حمد بن عبدالله القاضي