logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

بصمات المرأة السعودية بتعزيز التلاحم الوطني والمشاركة بمنظومة التنمية

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > المحاضرات  > بصمات المرأة السعودية بتعزيز التلاحم الوطني والمشاركة بمنظومة التنمية حمد بن عبدالله القاضي

بصمات المرأة السعودية بتعزيز التلاحم الوطني والمشاركة بمنظومة التنمية

حمد بن عبدالله القاضي

 بصمات المرأة السعودية:

 

بتعزيز التلاحم الوطني والمشاركة بمنظومة التنمية   

 

 

***

 

 

حمد بن عبدالله القاضي

 

أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية

عضو مجلس الشورى السابق

 

الرياض

 


محاور المحاضرة

 

** إضـاءة:

** رحلة وحدة الوطن ومشاركة المرأة:

** انطلاقة فتح آفاق المعرفة لها والرهان الصعب:

** المرأة ومشاركتها الفاعلة بمنظومة التنمية:

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

** إضـاءة:

 

 

* بمسيرة الأمم يعلمنا التاريخ أن أي مجتمع وأي وطن لا ينهضان إلا بجناحين يحلقان بهما في فضاءات النماء ومدارات المعرفة وآفاق التلاحم والوحدة الوطنية .

 

والمرأة – في نظري – هي الجناح الأهم.. فهي التي تصنع على عينيها الجناح الآخر: رجلاً أو امرأة منذ أن يشرق وجه طفلها على الدنيا فترعاه وتربّيه وتنسج في وجدانه قيم الدين والانتماء للوطن ثم تفرده لينطلق بدروب الحياة والعطاء .

 

وسيصعب عليّ أن أختزل دور المرأة السعودية بمنظومة التلاحم الوطني والاجتماعي بمفردات معدودة، لكن دعوني أقف في محطات تتناغم مع هذا العنوان.

 

 

***

 

  

** رحلة وحدة الوطن ومشاركة المرأة:

* لعل أول وأهم وقفة مع نماذج من إشراقات نسائية بتاريخنا القريب عندما بدأ مؤسس الدولة السعودية الثالثة المعاصرة الملك عبدالعزيز – رحمه الله – رحلته الشاقة في توحيد المملكة.. فقد كانت المرأة حاضرة بإعداد الرجال للمشاركة في مسيرة التوحيد، وبحفز أبنائها وأخواتها وعشيرتها الأقربين للمشاركة وتهيئة الأسباب لهم المفضية لقيام الرجال بدورهم الوطني البطولي فضلاً عن دعمها لهم بالرأي والصبر، من أجل وطن موحد ، ومجتمع آمن ، وغد أبهى .

 

ولعل أقرب أنموذج أشير إليه هنا وتعرفونه هو: الأميرة نورة بنت عبدالرحمن آل سعود أخت المؤسس، فقد وقفت مع أخيها بالرأي والحكمة والتأييد والمشورة و((الرأي قبل شجاعة الشجعان))، فكانت تلك المرأة العظيمة المحفّزة والباعثة على الإرادة والتصميم في جوانح أخيها وهو يقتحم الصعوبات والأهوال مع رجال أشداء لغاية وحدة الوطن وأمنه ((المملكة العربية السعودية )).

 

***

وأنموذج نسائي آخر قد لا يكون معروفاً لدى البعض وهو لإمرأة أتّسمت بالمروءة والشهامة حيث أعطت وآوت وأمّنت وشدّت من أزر الرجال الذين خاضوا المعارك إبان مسيرة توحيد المملكة تلك المرأة الحاتمية النابهة هي: موضي البسام..سيدة الأعمال في وقتها.. فقد وظفت مالها وشهامتها في إيواء من يعودون من المعارك سواء من رجال وطنها، أو من رجال جيش جارتنا ((الكويت)) فكانت لها مواقف مشهودة في تأمين المساكن لمن يرجعون من مواقع المعارك القريبة إلى مدينتها عنيزة.. كانت تهيء لهم الملابس والغذاء والتطبيب، وتوفر الأمان حتى يعودوا إلى أهليهم، فتجهز لهم الجمال التي تقلهم مع تزويدهم بالزاد والمؤونة والماء والمال حتى يصلوا إلى ديارهم وأسرهم ، وقد بلغ من تقدير الملك عبدالعزيز لها الذي عرف قدر هذه المرأة أن أطلق عليها وصفاً سار مثلاً شعبياً أضحى متداولاً وهو: ((إلى جاك ولد سمّه موضي)).

 

بودي أن يستمر سفري وتقليبي صفحات تاريخ المرأة السعودية عند بداية تكوين المملكة في ظل قساوة الظروف، وشح الإمكانات لكن ذلك حديث يطول.

 

***

 

 

** انطلاقة فتح آفاق المعرفة لها والرهان الصعب:

 

السؤال الذي ينهض الآن: ماذا عن مشاركة المرأة بعد مرحلة التأسيس وبداية الحراك التنموي والاجتماعي..، إن مشاركتها ولا أقول إسهامها بمسيرة نماء الوطن وبنائه كان بحجم حبها لوطنها حتى أضحى اليوم ضمن كوكبة الدول الأكثر أمناً وحزماً والأوفر حضوراً وسياسة واقتصاداً وتطوراً.

 

كانت خطوة البداية الأولى: دخولها فصول المدرسة.. لقد كان الرهان صعباً جداً في ظل ظروف ليست مشجعة على انطلاقة تعليم المرأة وسعيها للوصول إلى أفق معرفي واسع يماثل تعليم المرأة خارج الوطن.. وهنا جاءت حكمة قادة هذا الوطن: الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله فأطلقا شمعة تعليمها قراراً مفصلياً بالتدريج: عدداً ومناهجا ومناشط تماماً كما لدى غيرنا الأسبق منا في دروب المعرفة ، وكانت حكمة هذين القائدين تأكيدهم أمام أطياف المجتمع وعلمائه بأن تعليم المرأة لا يتقاطع مع تعاليم دينها بل سيُبني عليه ولن يخالف أو يتقاطع مع أي من الثوابت الدينية أو القيم الاجتماعية – أقول القيم وليس التقاليد التي تعارف عليها بعض الناس – وكان لقناعة العلماء الكبار دور كبير في سير تعليم المرأة وانطلاقته على أسس حديثه وفي مقدمتهم سماحة مفتي المملكة آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الذي أشرف بالبداية على تعليم المرأة والمؤسسة التعليمية النسائية التي أنشئت تحت مسمى ((الرئاسة العامة لتعليم البنات)) وأختار لها قيادتها والقائمين عليها..والأجمل هنا رغبة بنات الوطن وتماهيهن مع إرادة الوطن ليضيء نور العلم جوانحهن وعقولهن فأقبلن على أنهار المعرفة بما يضاهي إقبال إخوانهن الشباب وكانت المحصلة أن حصلت المرأة السعودية على أعلى الدرجات العلمية مع حفاظها على تعاليم دينها الثابتة.

 

إن تعليم المرأة حقق ما أسمّيه ((المعادلة التعليمية القيمة)) في مسيرة تعليم المرأة السعودية حتى أصبح كثير منهن يتفوقن على الشباب في سلم العشرة الأوائل بكل مرحلة تعليمية.

 

***

 

 ** المرأة ومشاركتها الفاعلة بمنظومة التنمية:

 

ولوج المرأة فضاء العمل واجه هو الآخر تحديات كثيرة لا تقل عن تحديات تعليمها ولكن بوقوف القيادة ومسؤوليها مرة أخرى وسنّها تشريعات تطمئن الآباء والأزواج والأخوات على أن المرأة ستعمل في مناخ سليم يوفر لها ولهم الطمأنينة والخصوصية الحقة وليس المفتعلة أو المبالغ فيها: فانداحت خطواتها نحو مفاصل الإنجاز ومواقع التنمية، ومرافيء العطاء بالقطاعين العام والخاص.

 

وها هي المخرجات اليانعة أمامنا بعد أن أضحت (( السعودية)) الآن: أستاذة جامعية وطبيبة ماهرة، ومعلمة واثقة، وكاتبة وأديبة، وسيدة مجتمع واعية، ونائبة وزير، وعضو شورى ومديرة جامعة، ومربية فاضلة، وعميدة كلية، ورئيسة شركة، ومكتشفة بارعة، وربة بيت ناجحة.

 

***

 

بودي لولا الوقت المحدد لورقتي أن أواصل الإبحار في وادي عطاءات المرأة السعودية: علماً وعملاً وتفاعلاً ومنجزاً، وأن أبلور بشكل أوسع منجزها المشهود في مشهد تلاحم الوطن والمجتمع، وميادين نماء الأرض وبناء الإنسان فضلاً عن بلورة مفردات خطابها وبصماتها في كل مفصل وفوق كل جبل وفي باطن كل سهل على هذا التراب الأغلى.

 

**  وبعد:

 

       ((أحبك يا أرضي ولست بخيرها

              ففي غيرك الأزهار والأنهار والفنن))

 

       ولكنك الأغلى فأنت حبيبتي

             وأنت لي التاريخ والأهل والوطن))

 

ختاماً: أطوي ورقتي وأنا لم أُرو ظمأي أو ظمأكم برسم كافة أجزاء خريطة بصمات المرأة السعودية على جبين الوطن وتلاحمه ومنظومة تنميته .

 

لكن ((بعض الربيع ببعض الورد يختصر)) و((إن كنت عبّرت عما دار في خلدي فما رميت ولكن الآله رمى))

 

حفظ الله هذا الوطن : كياناً وإنساناً ومنجزاً ونماء .

 

وسلام عليكم من رب غفور رحيم .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

  كاتب سعودي