logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

وقد يجمع الله الشتيتين

د.عبدالرحمن بن صالح العشماوي

حمد القاضي > منوع  > وقد يجمع الله الشتيتين د.عبدالرحمن بن صالح العشماوي

وقد يجمع الله الشتيتين

د.عبدالرحمن بن صالح العشماوي

                                                                          

 

 

** عامل نظافة تابع لفرع أمانة مكة المكرمة في حي التنعيم. جاء إلى مكة من بلاده بنغلادش منذ خمس سنوات، جاء فقيراً وحيداً يبحث عن عمل يحصل منه على دراهم يعيش بها في خضم الحياة، وقد منّ الله عليه بالهداية فاتجه إلى العبادة وملازمة حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مسجد التنعيم، وما زال مواظبا على ذلك حتى منّ الله عليه بإكمال حفظ كتابه الكريم.

 

ظلّ في مكة، بلد الخير والأمن والإيمان، لا يعرف الناس من حاله إلا أنه عامل النظافة المجتهد في عمله مقابل ذلك الراتب الضئيل الذي يمكنه من أدنى مستويات الحياة، وربما امتدت يد مشفق عليه بريالين أو أقل أو أكثر فيتلقاها داعياً شاكراً.

  

في موسم حج عام 1433 كان يمشي على الرصيف حاملاً معه أدوات تنظيف الشارع المعتادة ففوجئ الناس برجل ينطلق من الرصيف المقابل بين السيارات المتزاحمة قاصداً عامل النظافة حتى إذا وقف أمامه تعانقا عناقاً حميمياً عجيباً مما دفع بعض الناس إلى التوجه إليهما وكان بعضهم يعرف عامل النظافة لكثرة ما يراه، وتبين للسائلين الأمر، حينما قال الحاج الذي عانق العامل: هذا أخي الصغير، وقد ظلمته ظلماً عظيماً بعد موت والدنا الذي خلف مالاً كثيراً وعقاراً يقدر بالملايين، ظلمت أخي فلم أعطه حقه وكنت قد عزمت على حرمانه من نصيبه من الميراث، وضربته وقسوت عليه حتى هرب من البلاد وغاب عنا دون أن نعرف مكانه، وبعد زمن بدأت أراجع نفسي، وقد أصبت بالسرطان وأصبح همي أن أعرف مكان أخي ليعفو عني ولأعطيه نصيبه من المال ودعوت الله كثيراً أن ألقاه، والحمد لله الذي علم بصدق دعائي وتوبتي فجمعني بأخي في هذا البلد الحرام وأشهدكم أن نصيبه من الميراث يقدر بملايين الريالات نقداً وعقاراً في بنغلادش، أصاب الحاضرين الذهول أمام هذا الموقف العجيب، وتحدث عامل النظافة قائلاً: سامح الله أخي وعفا عنه والحمد لله فقد جربت حالة الفقر والحاجة ولن أنسى الفقراء أبداً.

  

نقلت هذه القصة العجيبة صحيفة سبق الإلكترونية وهي قصة مليئة بالموعظة والعبرة خاصة لمن حرموا أقاربهم من حقوقهم وظلموا، فما أجمل أن يتوب الإنسان قبل فوات الأوان، وفي القصة من الفوائد أن المرض رحمة فلولا إصابة الأخ الظالم بالسرطان لظل على حالته من الظلم لأخيه، وأن القرآن بركة وخير وقد وفق الله عامل النظافة المظلوم إلى ذلك فانشرح صدره وصبر حتى جاءه حقه إلى مكانه.