logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

لحظة حنين إلى التراب الأغلى..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > المحاضرات  > لحظة حنين إلى التراب الأغلى..! حمد بن عبدالله القاضي

لحظة حنين إلى التراب الأغلى..!

حمد بن عبدالله القاضي

مقدمة لمحاضرة أو ندوة بعنيزة
 

 

 

**لحظة حنين إلى التراب الأغلى..!**

 

 

حمد القاضي

 

** دعوني – بدءا – أيها الأحبة – أرحل معكم على شراع كلمات سطرتها – ذات حنين – إلى هذه الأرض.. إلى هذا التراب.. أرض عنيزة وترابها..!

 

      أتأمل "صنقرها" و"رمالها" و"باسقات نخيلها":

 

أحن إليك – يا عنيزة – لأني أستشرف أن أرتويَ من نبع "الحنان" ما بين "مسالكك" الصغيرة.

 

أحن إليك يا غاليتي عندما تتظللين بسعف "نخيلك" التي تهبك من خيراتها فتزيدك هيبة وجلالا.!

 

أحن إليك عندما تنغّم "عصافيرك" أغاريدها.. فتضمخين وجادني "بعبق جميل" تخضّب فيه نفسي حبوراً وجذلا.

 

أشتعل حنينا إليك لأنك تضمين في أجفان ترابك أغلى الغالين عليّ في هذه الدنيا "قبر أبي" و"لحد أمي" رحمهما الله.

 

 

**** 

 

 

 

"عنيزة" لكم أتذكر ذلك "البيت الطيني" الذي قضيت فيه صباي وبعضا من شبابي.

 

وكم أستعيد فصول ومعلمي تلك "المدرسة الابتدائية" التي قضيت فيها – مع أترابي – سنوات من أندى سنوات عمري أو لعلها أنداها.

 

كم أسترجع خطواتي مع محايليّ في ذلك "السوق المسقوف" الذي كم لعبتُ فيه.. وركضت وضحكت حتى خلت أنه ليس للشجن وجود في هذه الدنيا..!

 

 

****

 

الله..

 

يا تلك الأيام..

 

إنها أندى أيام العمر وأبهاها..

 

الله..

 

يا هاتيك السنين..!

 

لقد كانت أجمل مما أظن وأحلى مما أتوقع..

 

كيف رحلتْ من خاطري؟

 

وكيف غابتْ عن صفحة عيني ووارتها غيوم الحاضر..!

 

حتى رسومها وآثارها المادية توارت واختفت.. وقضى عليها معول المدنية أو هو التطور أو الحضارة.!

 

لكم ظللت أستعيد وأتغنى بقصيدة الشاعر المرحوم عبدالعزيز المسلّم عندما زار مدينته ومدينتنا الوادعة، "عنيزة"، ووجد بيته الطيني، قد هُدّ وسوقه المسقوف، أصبح شارعا، وأصبحت حارته غابة من الأسمنت.!

 

لقد أرسل دمعة وأنشد قلبه قصيدته المؤثرة التي أحس أنه يعبر فيها عني وعن كل عاشق كذا الماضي المضمخ بارح الاصالة وعبق الاجداد، ورائحة الطين:

 

   ((مغان الصبا تهـوي عليهـا المعــاول

           أضاق الفضا: حتى تـراع الأوائـل

   أأنسى؟ ومن ينسى صــبـاه حـيـاتــه

           ربيع الفتى ما عاشه وهو جـاهـل

   فـذي "قـبـة" كـنـا نـلـوذ بــظـلـهـــا

          نناغـي حصاهـا سقفهـا ونسـائـل

   وذي "نخلة" كنا نطوف بـجذعهـــا

         ونرشقها "النبـاط" وهـي تغـازل

   وذا "مجلس" طافـت به أمسـيـاتنــا

         روافــل مــن أعراسنــا وحــوافـل

   وذا "مسجد" ضجّت بـه نغماتنـــــا

          بـأي المثـانــي صـاخبـات رواتـل

    وذي "دارنا" ذات الشموخ جدارهـا

          يحاكـى رفيــعـات الذرى ويطـاول

    مغان هــي التاريخ والعمر والهــوى

        أفي غمضة تقضي عليها المعاول؟))

 

 

**** 

 

 

** إنها ليست مغانيك وحدك – أيها الشاعر – بل هي مغاني ومنازل كاتب هذه السطور، التي يذكرها فيعاوده الحنين إليها ويتذكرها فتشتعل جمرة شوقه إلى صباه وطفولته.

 

أجل..!

 

إنها مغان هي التاريخ والعمر والهوى.