لمحات عن ضفاف غازي القصيبي إنسانياً وحياتياً: ورقة حمد القاضي بندوة غازي القصيبي
حمد بن عبدالله القاضي
🌿 لمحات عن ضفاف غازي القصيبي إنسانياً وحياتياً 🌿
🌿 محاور الورقة 🌿
🌿/ مواقفه الإنسانية :
🌿/ لماذا لم يحب أن يظهر الجانب الإنساني بحياته؟
🌿/ أغلى قصائده:
🌿/ الطرفة والدعابة بحياته:
🌿/ هل نجح بوزارة العمل؟
🌿/ نظرته للحياة:
🌿/ ما الذي بقي من غازي القصيبي؟
🌿/ ختام
🌱 إضاءة:
🌱 عادة الإنسان يكون مبدعا وناجحا أو عبقريا في مجال واحد لكن غازي نمط آخر
🌱 1/ مواقفه الإنسانية:
مواقف كثيرة منها؛
🌱 أ/ قصة بكائه عندما زار مستشفى الأطفال بالمدينة المنورة عندما رأى بعض الأطفال منومين” بأسياب” المستشفى لنقص الغرف ولَم يغادر المدينة حتى حل هذه المشكلة .
🌱 ب/ موقف إنساني آخر مع تلك المرأة المطلقة التي حرمها زوجها من رؤية أطفالها والنفقة عليهم وطلب مني صديق أن أنقل معاناتها لـ غازي وخاصة أن زوج هذه المرأة معجب به ولما اتصلت به تأثر كثيرا وقال سأتصل بك مساء لأحدد موعد لزيارة زوجها مع صديقه الذي نقل لك المعاناة وفعلا ذهب لهذا الزوج في بيته بأحد أحياء الرياض الشعبية وفوجئ الرجل واستجاب لإقناعه ذهب بأطفاله إلى مطلقته في تلك الليلة التي لم ترهم منذ اكثر من 6 أشهر وكان الموقف مؤثرا
🌱 2/ لماذا لم يحب أن يظهر الجانب الإنساني بحياته؟
أنه لم يرد ذلك أبدا بل كان يمنع من يريد أن ينشر شيئا عن ذلك
أروي هنا قصتين:
🌱 أ/ قصة د. حمد الماجد رئيس المركز الإسلامي بلندن والجائزة التي فاز بها وتبرعه بقيمتها للمركز ورفض الإعلان عن ذلك كما روى لي الماجد
🌱 ب/ قصة إمام جامع المزروعية بالإحساء،
كتب له عن ترميم هذا الجامع فأرسل له 30 ألف ريال وطلب من الإمام أن يكون الأمر بينه وبين الإمام كما روى لي إمام المسجد بعد اتصاله بي إثر لقاء تلفزيوني عنه بذكرى رحيله الرابعة في MBC
🌱 3/ أغلى قصائده:
هي قصيدته:
🌱 يا أعز النساء” ومطلعها
“يا أعز النساء همي ثقيل
هل بعينيك مرتع ومقيل
هل بعينيك حين آوي لعينيك
مروج خضر وظل ظليل؟
هل بعينيك بعد زمجرة
القفر غدير وخيمة ونخيل
يا أعز النساء جئتُ حصانا
مثخنا هدّه السباق الطويل
والتي مزج فيها بين الحس الوجداني والهم القومي وقد قال عنها بلقاء، نشرته المجلة العربية: إنها هي أغلى قصائده لكن أظن لو أنه سئل عن أغلاها بعد نشر قصيدته”حديقة الغروب” لاختار هذه فهذه القصيدة جسد فيها- وهو يُودِّع الدنيا – حكايته مع الحياة والشجن والمجد والوطن ووداعه للحياة التي ملأها حراكا وإنجازا رحمه الله
🌱 لقد قال فيها بكل شجن:
هذي حديقة عمري في الغروب كما رأيـتِ
مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
ويـا بـلاداً نـذرت العمر زَهرتَه
لعزّها
دُمتِ إني حان إبحاري
إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمي
ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري
أحـببتُ لقياكَ حسن الظن يشفع لي
أيـرتُـجَى الـعفو إلاّ عـند غـفَّارِ؟
🌱 4/ الطرفة والدعابة بحياته:
🌱 كثيرون لا يعرفون ذلك عنه، لكن فعلا هو صاحب طرفة ومفاجآت جميلة تأتي كتعليق أو رواية موقف:
🌱 أ/ موقف حصل لي معه في شفاعة لطيبب بالمستشفى المركزي بالرياض رغب النقل إلى المستسفى العسكري لكنه لم يوافق بكلمات وبتصرف لطيف طريف كان مقنعا للطبيب.
🌱 ب/ الثاني موقف ندرة الماء عندما زار مجلس الشورى والتقى بالأعضاء وتحدث عن نقص المياه وضرورة الترشيد وعندما جاء دوري بالحديث وقبل أن أبدأ بمداخلتي قلت له؛ أن أحد زملائك الشعراء القدامى قال حل مشكلة المياه عندما قال:
“ولو تفلت بالبحر والبحر مالح
لأضحى أجاج البحر من ريقها حلوا”
فرد على الفور: “هذه وينها يا حمد .. هذه محطة تحلية كبرى توفر على الميزانية نبي نستوردها”
وضحك الأعضاء وأعطى لجلسة الحوار معه جوا لطيفا
🌱 5/ هل نجح بوزارة العمل؟
في تقديري نعم نجح وحسبه أن جعل التوطين وتوظيف أبناء الوطن هاجسا للجميع، وبالطبع لم يحقق النجاح الذي يؤمله والذي تحقق له بالمناصب الأخرى كوزارات (الكهرباء والصناعة والمياه والسفارة) لأن هدف التوطين يحتاج إلى سنين طويلة فضلا عن أنه مرتبط بغيره من رجال الأعمال وبعض الشباب العازف بعضهم عن بعض المهن.
وكان يحسّ بالمعاناة الشديدة خلال تقلده وزارة العمل، ولديّ رسالة خاصة منه بخط يده حكا فيها معاناته طلب مني عدم نشرها وقال فيها هذه العبارة الحارقة التي أوردتها بكتابي عنه: “قراءة بجوانب الراحل غازي القصيبي الانسانية”.
“يا حمد إن كل يوم يمضي لي بهذه الوزارة يستنزف من عمري”
🌱 6/ نظرته للحياة:
رغم ما في بعض قصائده من شجن إلا أنه ينظر للحياة من منظور جميل أحيانا فإذا كان البعض يأسى على انصرام الأعوام وسرعة الأيام فأن له هنا فلسفة عذبة تفيض أملا وتشى تفاؤلا: فهو يقول في بيت عذب:
“تمضي السنون بروقا إن حوت فرحا
ويزحف اليوم دهرا إن طوى قلقا”
وقد صدق
🌱 7/ ما الذي بقي من غازي القصيبي؟
لعل السؤال الأصوب الذي ينهض
ما الذي غاب منه:
إنه الأن أوفر حضورا وشعرا عند غيابه وأنتم تقرؤون بمواقع التواصل انتشار عطائه وكثافة تواجده بعد رحيله.
وبقيت انجازاته المشهودة لوطنه بالصناعة والكهرباء والتوطين ورفع اسم وطنه بالمحافل الدولية.
وبقيت كتبه السبعون،
وبقيت قصائده التي يتغنى بها الناس،
وبقيت رؤاه الإدارية والسياسية.
وقد اختزل هو ما بقي منه بقوله :
لا تتبعيني! دعيني وأقرئي كتبي
فبين أوراقها تلقاك أخباري
🌱 8/ ختام:
وبعد
🌱 رحم الله هذا الراحل الذي نذر عمره لوطنه وأبناء وطنه وثقافته ورحل وفي قلبه وعلى شفتي قلبه وببن ضفاف وجدانه :
🌱 ويا بلادا نذرت العمر زهرته
لعزها دمتِ إني حان إبحاري
أكرمه الله بجنته كِفاء ما أعطى وبذل حتى آخر ورقة في سِفر عمره.