أنت شاعر..

خضير البّراق

 

** إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معني وما يعنيه المعني من الكلمة.. هش بش وديع.. هامس.. عذب.. مسالم.. طائر محبة قادم من كوكب آخر.

       

حمد القاضي رغم سنين عمره التي قضاها في دهاليز العمل الصحفي ووسط الات تطحن الاعصاب وتلوث الاصابع وتعبث بالتكوين الفطري للإنسان مازال هو ذلك الوجدان المترع بالنقاء والصفاء والاخلاق البكر!

       

هذا الرجل الم يتطبع بعد بكواليس الصحافة وخبث الصحفيين ومكرهم ولا يمكن له أن يتطبع بعد هذا العمر وهذه المسيرة التي اشبه ما تكون بحقل من النوار!.

 

بسيط مثل نسمة.. مريح مثل بسمة.. متسامح مثل طفل.. حكيم مثل فيلسوف.. لا يغضب ولا يستطيع ان يغضب احدا حتى وهو يمعن في انكار الذات وتقديم المزيد من التنازلات والتسامح.

 

له ريشته الخاصة التي يداعيها بطريقته الخاصة ايضا فتمر على كل شيء دون ان تجرح أو تؤذي او تترك اثرا نشازا في عمق اللوحة او في عمق الذاكرة! يكتب بدافع الحب.. ويقسو بدافع الحب.. يكره بدافع الحب.. ويحب بدافع الحب ولا تملك الا ان تحبه!. شيء واحد تتمنى ان يتخلص حمد القاضي منه ليبقى في ذاكرتك ذلك اللحن الشجي هو اصراره على تقديم البرامج التليفزيونية التي لم يخلق لها فهي ضد تكوينه وضد براءته وضد خصوصيته وروحه الوديعة!.

       

حمد.. يتواجد في قلمه بعيدا عن مثل هذه البرامج التي لها زبائنها!. وحمد.. يتواجد في شخصيته الساحرة التي تكاد تلثمك بمطرها الرقيق! في مجلته العربية يبدو حمد القاضي جادا جدا وهذه طبيعة عمل المثقفين وطبيعة التعامل معهم.

 

لكن هذا (القاضي) عندما تصادفه بعيدا عن هذه الاجواء تشعرانك امام صديق فقدته في رحلة البحث عنه!.

       

(انت شاعر) يا حمد.. فتعال الينا ذلك القلم المغموس في شجن الحرف واتحفنا بنفحاتك ومقتطفاتك من الشعر الشعبي الذي تحبه كما نحبك.. اكتب يا حمدة ودع عنك الصندوق السحري.. نعم اخرج من هذا الصندوق!.