logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

الشيخ الراحل عبدالرحمن منصور الزامل وما أعظمها من بشرى

* حمد بن عبدالله القاضي

الشيخ الراحل عبدالرحمن منصور الزامل وما أعظمها من بشرى

* حمد بن عبدالله القاضي

           

كنت نويت أن يخلد قلمي للراحة خلال هذه الأيام الفاضلة، لكن رحيل هذا الوجيه الفاضل الشيخ عبدالرحمن منصور الزامل – رحمه الله- جعلني أعود إلى القلم لأكتب عن رحيل هذا الرجل، الذي فُجع به كلُّ محبٍّ لـه- وهم كُثُر- غفر الله لـه ورحمه.

إنَّ هذا الرجل نادرٌ بكريم سجاياه، وجميل تواضعه، وحميمية تواصله، وصلة رحمه، وشمولية عطائه، وقبل ذلك حبه وتفانيه من أجل البذل لعقيدته ووطنه، جعل الله له ذلك من الباقيات الصالحات له عند ربه، الذي لقيه وسط دعوات كل مَنْ عرف هذا الراحل العزيز .

• • •

إنَّ تلك الجموع، التي شيَّعتْ هذا الغالي في مقبرة النسيم بالرياض عصر الأربعاء الماضي، هي جموعٌ قليلاً ما نشهد مثلها، حتى إنه أوشك المغرب على الأذان، والعشرات بل المئات لم يستطيعوا تقديم العزاء لأولاده وأسرته، وكنت شاهداً وواحداً من هؤلاء.. رحمه الله رحمة واسعة.

إنَّ هذا الرجل الذي أفضل صفة تُطلق عليه (رجل الخير)، وقد رحل في شهر الخير، ووسط دعوات المحبين وأهل الخير.. هذا الرجل الذي منذ فتح الله عليه أبواب الرزق عندما سافر من بلدته (عنيزة) إلى الكويت.. فتح أبواب قلبه ودارته لكل أبناء وطنه السعوديين، فجعل بيته لهم مضافة، ووظَّف مع شريكه الراحل صالح العبدلي- رحمه الله- كل ما يقدران عليه من أجل خدمتهم وتسهيل أمورهم عندما يقدمون إلى الكويت، وقد ظل على هذا النهج: كرم في اليد، وكرم في الأخلاق، وكرم في السماحة إلى أن اختاره الله إلى جواره.
لقد أحبه مَنْ عرفه لما خصه الله به من كريم الأخلاق وجميل السجايا، ولهذا أحبه كل مَنْ عرفه، ولكأن الشاعر يعنيه بقولـه:

  ((كأنك من كل النفوس مركّب           فأنت إلى كل الأنام حبيب))

إنك نادراً ما تجده- رحمه الله- إلا هاشاً باسماً، جعل الله هذه الابتسامة ترافقه في أعلى عليين، في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر.

• • •

كم تصبح الحياة شجية عندما نفقد هؤلاء الأخيار، ولكنها إرادة الله، لكن العزاء- بحول الله- أنه الآن وهو بجوار ربه من أولئك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إن شاء الله، مصداقاً لقوله تعالي «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» ( سورة البقرة آية 274).

وما أعظمها من بشرى.

وما أجله من عزاء.

لا أملك – في نهاية هذه السطور الدامعة – إلا أن أدعو الله له في عشر العتق من النار أن يعتقه الله من النار، وأن يسكنه فسيح الجنان، اللهمَّ في هذه الأيام المباركة ارحم الراحل العزيز رحمة واسعة، اللهمَّ وأكرم نزله، ووسع مدخله، اللهمَّ واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهمَّ واجمعنا به وبكل الراحلين الغالين علينا في جناتك جنات النعيم.