د .حمد السلوم: وغاب كوكب من سماء التربية

* حمد بن عبدالله القاضي

 

           

 

• الراحل العزيز د. حمد السلوم هو أحد رموز التربية والإدارة والعطاء في هذا الوطن.

لهذا كم سكن (الشجن) نفوسنا على رحيله ومغادرته دنيانا رحمه الله وغفر لـه، وجزاه الله عن هذا الوطن وأبنائه خير ما يجزي به المحسنين الباذلين وجعل ما ناله من (داء) في أخريات حياته تكفيرًا لـه، ورفعاً لدرجاته عند بارئه الذي رحل إليه.

إننا منذ عرفنا أنفسنا ونحن نسمع ونقرأ عن هذا الراحل العزيز بدءًا من إدارته لأول مدرسة ثانوية في الرياض، ومرورًا بإدارته لتعليم منطقة الرياض، ثم عمله في وزارة التربيـة والتعليم وكيلاً، ثم اغترابه عددًا من السنوات لخدمة شباب ومبتعثي وطنه في الولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرًا عندما تم تعيينه مديرًا عامًا لمعهد الإدارة العامة، وقد ختم مسيرة حياته العملية الحافلة بهذا العمل الإداري الجليل بعد أن قضى أغلب سنوات عمره في أشرف ميدان (ميدان التربية والتعليم) رحمه الله رحمة واسعة.

لقد كان آخر اتصال لي به للسؤال عن صحته عندما كان يتلقى العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر شهر رمضان المبارك، وقد سعدت بسماع صوته، ونبراته المتفائلة وختمت محادثتي لـه بالدعاء أن نراه على أرض الوطن وهو في تمام الصحة والعافية وبعدها تعذر التواصل معه، وكنت أسأل عنه من أعرفه من أقاربه، وكان آخر من سألت عنه ابنه الصديق يوسف بن حمد السلوم، ثم التقيت ابنه بدراً في إحدى المناسبات، وقد أحسست من نبرات إجابتهم عن سؤال عن صحته بوضعه الصحي غير الجيد، والذي انتقل بعده إلى رحمة الله.

إن د. حمد ليس تربويًا أو إداريًا فقط، ولكنه (ذو خلق كريم) وقيم فاضلة وصاحب صوت خفيض لا يقول إلا خيرًا، ولا ينطق إلا خيرًا.

كم نتألم وطنًا وأبناء وطن عندما نفقد أمثال هؤلاء المواطنين العاملين الأخيار، ولكن عزاءنا أن كل نفس ذائقة الموت لكن إلفَ هذه الحياة يوقع في الأنفس أن الحمام مر المذاق.. وهو كذلك مر ومؤلم لكن الإيمان بقضاء الله وحتمية الموت يخفف عنا بعض آلامنا عندما نفقد الغالين علينا، رحم الله الراحل العزيز.