الشيخ محمد بن صالح بن سلطان كتاب عنوانه: الوضاءة وعمل الخير

* حمد بن عبدالله القاضي

 

                 

 

• وجه صبوح – كأنه أمامي – الآن بلحيته البيضاء وبمحيّاه الوضاء وبجميل قولـه ، وطيب فعله.. إنه الشيخ محمد بن صالح بن سلطان رحمه الله.

أول معرفتي به خلال لقاء خيري للتبرع لإحدى الجمعيات الخيرية بالرياض.. وما أن بادرته بالسلام مقبلاً رأسه إلا وإذا به يبادرني بإبداء ارتياحه لما أكتبه بالصحف وما أطرحه من آراء.. ثم توالت لقاءاتي به رحمه الله ، وعندما أصبح الخروج من منزلـه يتعبه بدأت أزوره على فترات وإن كانت متباعدة وعندما ألتقي بابنه الصديق أ/ سلطان في أي مناسبة أو عند اجتماعنا في لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض كنت أول ما أسأله عن والده وصحته.

الشيخ محمد بن صالح بن سلطان كتاب عنوانه : الابتسامة المشرقة، وحب الخير ، ونديُّ القول.

لقد كافأه الله في الدنيا فقد رأى – رحمه الله – آثار أعماله الخيرية في حياته وكان تاجها ((دار الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين والبنات في محافظة حريملاء)) لقد كان – رحمه الله – يرعاها بنفسه ومالـه ورأيه ولم يكن يوفر لـها تعليم كتاب الله وحفظه فقط بل إن المدارس تصرف مكافآت شهرية لطلابها وطالباتها ، وقد أستمر – بحمد الله – نهرها متدفقاً بضياء القرآن الكريم، جعل الله هذا العمل المبارك مضيئاً لـه في قبره ، وهادياً لـه إلى جنة ربه.. إن الأمر السار أن حرمه وبناته وأبناءه استمروا يرعون هذه المؤسسة القرآنية المباركة وقتاً وعملاً وبذلاً.

وليس هذا فحسـب فقد أسس أبنـاؤه جائزة موفقـة ومتميزة ذلك أنها تتوجه بتحفيزها إلى فئة غالية هي فئة ((ذوي القدرات الخاصة)) وهي جائزة:  ((الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق والإبداع في التربية الخاصة)) والتي ترأسها وتمثل أسرتها فيها ابنته البارة/ الجوهرة بنت محمد بن صالح بن سلطان، وتمنح الجائزة في ثلاثة مجالات رئيسة هـي:

حفظ القرآن الكريم وتجويده ، التفوق الدراسي ، الإبداع ويشمل : الإبداع العلمي – الإبداع الأدبي – الإبداع الفني.

وينبثق عن الجائزة سنابل تساهم في تحقيق أهدافها ، وهي تقوم على الآتي: تقديم الإعانات النقدية والعينية للطلاب والطالبات المحتاجين، وصرف المعينات التعليمية، ودعم المراكز الخاصة التي تخدم فئات التربية الخاصة، والمساهمة في رعاية المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية والأنشطة ذات العلاقة بطلاب وطالبات التربية الخاصة، وتغطية تكاليف مطبوعات الجائزة ووثائقها الإعلامية المختلفة.

إنني لأرجو الله أن الشيخ الكريم رحل إلى ربه وهو قرير العين عندما رأى نتائج أعماله الصالحة ، ورأى اهتمام واحتفاء أولاده بهذه الأعمال، ولم يخب الله ظنه فيهم فقد كان أولاده – بنين وبنات – كما رباهم ونشأهم قائمين وداعمين لأعمال الخير التي كان يقوم بها والدهم، ومن هنا لم تنقطع أعماله المباركة وبقيت ((صدقة جارية)) لـه وهذا ما يحتاج إليه بعد رحيله.. ليحصد بحول الله وهو في الدار الآخرة الذكر العاطر والدعاء الصادق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• انتقل إلى رحمة الله عام 1424هـ.