الثقافة والإعلام تقاطع أو تناغم

حمد بن عبدالله القاضي

🌱 الثقافة والإعلام تقاطع أو تناغم:

🌿 محاور مشاركتي بملتقى الاعلام والعلاقات العامة الذي تنظمه جمعية مراسم بعنيزة

 

🌱عنوان ورقتي

🌱 الثقافة والإعلام تقاطع أو تناغم:

🌱 منذ بدء الاعلام وهذا السؤال يتكرر بنسخ مختلفة ففي إطلالة الاعلام المسموع طُرِح هذا السؤال .

هل يؤثر هذا الاعلام على الثقافة ويصرف النظر عنها

ثم حين أطل التلفزيون جاء السؤال هل يسرق وهم الشاشة شغف الملتقى عن مخرجات الثقافة

والسؤال ذاته نهض  حين بدأت الفضائيات بمسلسلاتها وبرامجها.

واليوم يُتداول: أثر وسائط التواصل الرقمي بتهميش الثقافة وعطاءاتها الجادة.

وبتقديري ليس هناك شيء ينفي شيئا أو منصة تثئي منصة أخرى!

وبرؤية أخرى: الإعلام والثقافة لاغنى لأحدهما عن الآخر

فمحتوى منصات الاعلام بمختلف أطيافها يشكِّل المحتوى الثقافي ركناً أساسياً فيه والإعلام الجديد أو القديم ينهضان بعرضه وتسويقه فالإعلام بكل أشكاله هو الجسر الذي  يمكن الجمهور من النهل والإفادة من منتجات الثقافة .

إمن فضل مواقع التواصل الجديدة أنها لم تجعل الثقافة نخبوية بل أضحت تصل إلى كل الأطياف مختزلَة عبر حروف  تغريدة أو مقالة أو مقطعا تبث رأيا ثقافيا أو شعراً أو تضيء تأملا   أو مقطعا سنابيا أو غيرها

وهنا يكون مهرها الذي يزفها للملتقى الصدق  ليكون  لها أثرها وتأثيرها  .

وقد صدق الشاعر إلياس أبو شبكة حين قال

      إجرح القلب واسق حرفتك

           فدم قدم القلب منبع الأقلام

🌱ما الذى يبقى  من العطاء الثقافي

عبر أي أقنية  التواصل  العطاء ولن يبقى سوى ما يحمل مواصفات الجودة شعراً ونثراً  وجينات الإبداع أسلوباً ومضموناً.

وأذكر “القصيبي ونشري قصيدة رديئة”وقبله الأصمعي وقصيدة هزيلة أمامه بالكوفة

🌱الإعلام الرقمي كان فتحا في نشر الثقافة:

الملاحظ أن المثقف كاتبا أو أديبا الذي تفاعل مع وسائط الإعلام الرقمي ذاع عطاؤه وانتشر ووصل إلى أطياف كثيرة لم يكن يصل إليها

  كما أن الاعلام الالكتروني أسدى للأدباء والكتَّاب والمؤلِّفين خدمة جليلة

فهو زاد شرائح متلقي انتاجهم وتفاعلهم معه

🌻سلبيات هذا الأعلام الجديد

لقد كان له جانبان سلبيان على المحتوى الثقافي

1-  ضعف هذا المحتوى الذي يحتاج إلى كثير من التأمل والأناة قبل تمثُّله أمام عيون القراء ويأتي صعف المنتج  بحكم السرعة بطرحه بمنصات التواصل

2-  الوقوع بالأخطاء بما يتم بثه ثقافيا أو غيره وذلك أن المتعامل مع المواقع هو المسؤول وليس بعده أحد يقرأ ويصحح وينبه بالنشر أو يمنع

 

نعم  هذه الإشكالية بخطاب الإعلام الرقمي على  كل محتوى هي سهولة  النشر دون أن يتأمل الانسان بما يكتبه أو يعرضه

بينما الاعلام الورقي لدى الكاتب  فضاءات ومساحات للتراجع والتصحيح إذا كان المكتوب

كما أن لديك زملاء مصححون يقرؤون وينبهون

وهذه ايجابية تحسب للإعلام الورقي الذي يمكِّن من التراجع عن نشر النص الخاطئ أو المراجعة للنص الهزيل

دعوني أذكر لكم موقفا لطيفا وطريفا يتماهى مع ايجابيات الإعلام المطبوع “قصة الكاتبة وتفتح صدرها” باب بالمجلة العربية : حوارات ثقافية

والكتابة عامة والثقافية خاصة بظمأ إلى قدر كبير من التأني لتكون مخرجاتها جيدة وناضجة وإلا فإنها تضحى هلاما بالهواء .

وأختم ببيت شعري يؤكد أن الكتابة تأتي  هزيلة  حين  بضغط الكاتب على لوحة المفاتيح مستعجلا النشر أو مريدا للسبق الأزرار

وأختم ببيت صادق من قصيدة عتابية لطيفة للدكتور غازي القصيبي حين اضطررنا بالمجلة العربية لإيقاف زاوية شيخنا الأديب أبوعبدالرحمن بن عقيل لتأخره ببعثها مما أوقعنا بحرج مع المطابع حيث ينص العقد على تسليم الملازم  بوقت محدد.

   يقول غازي

تبغى الكتابة في ميعادها عجلا

               إن الكتابة أنثى ذات تبريح

هذ على الورق وأما على الجهاز فهي ذات تباريح

وسلام عليكم من ربّ غفور رحيم