logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

الجفري وشجن الرحيل أيام الفرح

حمد بن عبدالله القاضي

الجفري وشجن الرحيل أيام الفرح

حمد بن عبدالله القاضي

 

الجفري وشجن الرحيل أيام الفرح

هذا الذي ملأ حياتنا تفاؤلاً أخضر.. وأفاض على قلوبنا من حرفه الأخضر على مدى يقارب نصف قرن اختار الله له أن يغادر دنيانا في هذه الأيام الخضراء: أيام الفرح والعيد.

لكأن الراحل الغالي الأديب أ.عبدالله الجفري أراد أن يخفف شجن رحيله علينا.. لكأن بقلبه الأبيض أن أيام الفرح تقلص من أيام الحزن.

لقد كنت أشعر أن مرض توأم الروح.. الأخير هو المرض الذي سبق رحيله فقد هدّ جسده، وأنهك قلبه وكبده.. حتى أنه – لقسوته- سرق حرفه من أمام أحداقنا فتوقفت كلماته وانحسرت (ظلاله) وهو الذي لا يعادل عنده شيء في الدنيا ما يعادل عزْفه على مزامير الكلم.

***

** في آخر تواصل بيني وبين ابنه (وجدي) آخر رمضان وكنت أسأل ابنه البار عن والده وأستاذنا.. كان يقول لي:

(إنه لا يريد إلا الدعاء فوضعه صعب جداً) وصباح ثاني العيد كان صوت أخي وجدي يأتيني على الجوال حزيناً منكسراً يبلغني برحيل والده، ولم يشبه حزنه وانكسار قلبه إلا حزن وانكسار كاتب هذه السطور.. رحم الله فقيدنا الغالي وجبر كسرنا برحيل شخصه وحرفه.

***

** إن (الظلال) زاويته التي ظل يسكب حروفها الرقيقة، وأفكارها الأخاذة تكتسي الآن هي الأخرى ثوب الحداد.. إنها الآن ظلال حزن وفراغ وانتظار من يسند حروفها إلى ظلها وفيئها.

لقد كان أ.عبدالله الجفري مدرسة في ريادته الأديبة، وعمله الصحفي، وفي كتابته في مختلف الشؤون الاجتماعية والسياسية والوجدانية.

لقد كان الحرف هو نبضه وفيض روحه ولعل دمه كان ممتزجاً به وبالحرف، ولذا عندما توقف (مدد كلماته) وامتداد ظلاله أحسست وكل محبيه ومتابعيه ومريديه أن أستاذنا وكاتبنا الجفري ودعنا قبل أن نودعه بطن الأرض فالحرف هو روحه وحياته ورياحين وجوده رحمه الله.

***

** لقد غاب عن مشهدنا السعودي والعربي أحد رموزه الثقافية الذي أثّر وأثرى هذا المشهد عطاء وتأليفاً ونشراً وحضوراً.. لقد فقد عالم الصحافة والكلمة أحد الأسماء التي أخلصت للحرف ولم ترض عنه بديلاً، لقد كان رحمه الله أحد الأسماء القليلة والنادرة فقد ظل يكتب زاوية يومية بل وفي بعض مراحل عمره زاويتين يوميتين على مدى يزيد على أربعين عاماً وكان أحد أبرز مبدعي الكلمة (الرقيقة) التي تورق ضياء لا ظلاماً، وتنشر وهجاً لا هجيراً.

رحمك الله يا أستاذنا الذي علمنا أجمل حافزين وأرق ينبوعين في هذه الحياة: الحب والحرف.