logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

إلى وزير الإنصاف معالي وزير العمل

فاطمة سيف خليفة الحسيني

حمد القاضي > منوع  > إلى وزير الإنصاف معالي وزير العمل فاطمة سيف خليفة الحسيني

إلى وزير الإنصاف معالي وزير العمل

فاطمة سيف خليفة الحسيني

 

هذه القصيدة تأثر بها د/ غازي القصيبي، نشرتها شاعرة وسيدة أعمال حول عقبات السعودة وكان رحمه الله وزيرا للعمل.

 


 

من واحدة من بنات هذا الوطن المعطاء إنها شكوى فاضت بها النفس تحت وطأة خسارات متلاحقة، لقد امتثلت، مثل غيرها، إلى كل القرارات التي قضت بـ"سعودة" محلات سوق الذهب، وأدخلت عدداً من شباب الوطن في عملها، وعلى الرغم من مشاكل التسرب التي راحت تعالجها بتوظيف البدلاء، بقيت ملتزمة أمام واجب المواطنة.

 

وانتهى الأمر إلى إغلاق محلين تحت تأثير الخسائر المتواصلة، ولم يعد لها إلا محل واحد، في الوقت الذي يفرض عليها نظام سعودة محلات بيع الذهب التخلي عن خبرة عشرات من السنوات اكتسبها بعض موظفيها المقيمين، وتسليم المحل المتبقي لسعوديين غير موجودين، فإن وجدوا، شحت الخبرة، وقل الصبر لديهم على تحمل مسؤولية التعامل مع المعدن الثمين.

 

إنها تعلن التزامها بمبدأ السعودة قولا وعملاً في تجارتها، لكنها تلتمس المساعدة في السماح لها بإبقاء بعض ذوي الخبرة الطويلة من المقيمين في محلها، بعضهم وليس كلهم، على الأقل ليحافظوا على قدرة المحل على الاستمرار ونقل خبرتهم إلى السعوديين.

 

يا معالي الوزير: أنا لا أطلب شيئا لنفسي شخصياً، بل ألتمس لأصحاب مهنتي النصف، ومعاملتنا كما تعامل الشركات التي فرضت عليها نسبة من السعودة.

 

قل للخسارات فاض الجرح والألم

 

ولا سبيل إلى درب هو العدم

 

أشكو وأشكو وسوط اليأس يجلدني

 

وفي عروقي حريق الوجد يضطرم

 

أرى حصاد  حياتي ضائعا ويدي

 

صفراً، ولم تجدّني الأقوال والحكم

 

كأنني قد بنيت العمر من عرق

 

حرٍّ لتهدمه، في عنوة نظم

 

أأجرع الهم والآهات في وطني

 

وفي رجالاته الأخلاق والشيم؟

 

وملء عيني "أبو يارا" ونخوته

 

وهو الملاذ، وها قد مسني ألم؟

 

وجهت صوتي في البلوى ليسمعني

 

وقلبه وحميم النبل منسجم

 

الخوف يخنق آمالي ويفزعني

 

وليس بيني وبين الأمر مجترم

 

رزقي يضيق وباب الله منفتح

 

للكادحين وصوت الصدق محترم

 

وما بخلت على أهلي ولا وطني

 

بسيب كفي، ولم يهجر يدي كرم

 

وما أبيت بمالي عن مواطنة

 

وما عراني من أبنائها برم

 

قالوا لنا "سعودوا" قلنا: الغنيمة

 

في أيدي الشباب رجالا، والبلاد هم

 

إذا العقول استعدت والسواعد

 

في بنائها: عمت الخيرات والنعم

 

مددت كفي كأم نحوهم فرحا

 

فهالني أننا مابيننا رحم

 

أمنتهم أنفس المعدود من ذهبي

 

ليأخذوا العلم، لكن ليتهم علموا..!

 

دربت فيهم عقول الفهم فانشرحت

 

صدورهم، واستراحت بيننا ذمم

 

حتى إذا اشتد عود عند واحدهم

 

مضى مخفا.. عراه، فجأة سأم

 

وضاع جهدي وتدريبي، كأن يدي

 

بنت من الرمل بيتا فهو منهدم

 

فلا الحوافز أجدتني بـ"سعودة"

 

ولا أستراح فؤاد ملؤه ندم

 

ولا رعتني لجان كل همتها

 

دفع الغرامات، ما أقسى الذي حكموا

 

أكلَ يوم غرامات تلاحقني

 

ولجنة، وخطاب، والمداد دم..؟!

 

ضاق السبيل إلى رزقي وأحبطني

 

أن الحقائق لا لاء ولا نعم

 

أأطلب الرزق في أرض سوى بلدي

 

والرزق عند إله الكون منقسم..؟

 

أم أوصد الباب في بيتي وأحبسني

 

في موطني غربة أيامها عدم

 

ماذا يضربني قومي إذا سمحوا

 

بالمتقنين، لم التنظيم يحتكم..؟

 

ما كل سعودة تجدي طريقتها

 

في كل حقل، فيا أين الألى فهموا..؟

 

من ينصف الخاسرين المتعبين إذا

 

هوت بنا السوق، أو عاثت بهم ديم؟

 

أوضاع في عشر مثقال فتى عجل

 

وبعثر الماس.. لم أخفقت همم..؟!

 

يا أيها الرجل المكتوب في دمنا

 

أريد لطفك، والأيام تحتدم

 

خسائري فاقت البلوى كأن لها

 

علي دينا، أؤديه وأنثلم

 

أريد لطفك فامنح صوتنا فرحا

 

أنت الوزير وأنت المنصف الحكم

 


 

المواطنة 

فاطمة سيف خليفة الحسيني

الخبر   – صحيفة الوطن   14/3/1427هـ